رأي

أحمد حسين يكتب في نافذة أمان: الإحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة… السودان خارج التغطية

كنا في السودان خلال الأعوام الماضية التي خلت عندما نحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة نحاول ان نأخذ حقوقنا كصحافيين فيما يتعلق يالحرية وماخلافه؛ وفي سبيل ذلك وتحقيق تلك الغاية نناشد السلطات بمزيد من الحرية وعدم التعتيم على المعلومة باعتبارها حق من حقوق الصحافي بأن يتوصل اليها بغير عنت؛ وعندما تتمنع السلطات نطلب ذلك باستخدام الوسائل المتاحة من وقفة احتجاجية وتسليم مذكرات وماشاكله من أساليب؛ حيث كان الزملاء فيما سبق من وقت يتضجرون حينا ويمتنعون أحيانا بسبب نقص الحريات كما ظلوا يرددون دوما.

واليوم تمر علينا الذكرى ونحن بلا صحافة ورقية دعك من حريات؛ فكما ذكر اتحاد الصحفيين في بيان له أمس بمناسبة اليوم العالمي للصحافة أن الحرب الدائرة بالسودان قد قضت على “الأخضر واليابس” كما يقول المثل السوداني.

تألمت كثيرا وانا أطالع البيان الذي احصى ما آلت إليه الأوضاع الصحفية في البلاد؛ فابتداءا تسبب هذه الحرب في إستشهاد ووفاة عدد من الصحفيين السودانيين ، وتشريد الألاف من منازلهم وتهجيرهم تهجيراً قسرياً عن مناطقهم وبيوتهم ، ويوجد الآن كما ذكر البيان كلاجئين ما يزيد عن الالف (1000) من الصحفيين السودانيين متواجدين في دول الجوار والمحيط العربي والافريقي وأقطار أخرى، ويتواجد عدد مماثل لهذا في مدن السودان الأخري كنازحين .

فإننا ايها السادة تقهقرنا سنين ضوئية في الصحافة والعمل الصحفي اليوم ونحن نحتفل مع العالم بهذه المناسبة فأين كنا وكيف أصبحنا فالمؤسسات الصحفية تم تدميرها بشكل كامل حيث خلفت الحرب دماراً شاملاً في مؤسسات العمل الإعلامي مثل محطات التلفزة والراديو ، فقد تم إحتلال المقر الرسمي لتلفزيون وإذاعة السودان الرسمية (الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون) وتم تدميرها تدميراً كاملاً وكانت تبث منها عدة قنوات وإذاعات ( 8 قنوات فضائية) وعشر محطات راديو عامة ومتخصصة ، بجانب ذلك تم إحتلال دور ومقرات ما يقارب الثلاثين محطة تلفزيونية وسبعين إذاعة خاصة ونهبت بالكامل ودمرت مقراتها بفعل قوات المليشيا المتمردة ، كما توقفت بسبب الحرب 44 صحيفة يومية (سياسية ورياضية واجتماعية واقتصادية وصحف ولائية) ، وفقد ما يزيد عن الثلاث آلاف صحفي وصحفية عملهم في وسائل الاعلام المختلفة من قنوات فضائية وتلفزيونية وصحافة ومواقع الكترونية .

وفي ولايات السودان المختلفة توقفت محطات التلفزيون والاذاعات الولائية ، وتوقف عمل مراسلي الصحف والقنوات الفضائية ، واستهدف الصحفيون من طرف قوات الدعم لسريع التي تقاتل الجيش السوداني ، كذلك لم يعد في مقدور المراسلين المعتمدين في الخرطوم ومدن سودانية اخري من مواصلة مهامهم في متابعة اعمالهم الصحفية الا في مناطق سيطرة الجيش ، وأصبح العمل الصحفي جريمة تعاقب عليها قوات الدعم السريع

إننا ننتهز هذه المناسبة ونضم صوتنا لصوت اتحاد الصحفيين السودانيين بأن نناشد العالم ومنظوماته الصحفية بأن يدفع ويساند مبادرات الإتحاد في البحث عن السبل الكفيلة بدعم وتقوية الصحفيين السودانيين خاصة الذين فقدوا اعمالهم والاسراع في قيام صندوق دعم الصحفيين السودانيين ، ومساعدة الاتحاد في ملاحقة مرتكبي الانتهاكات والجرائم ضد الصحفيين في السودان والمساهمة في مشروعات ومبادرات الاتحاد لاستعادة واستئناف العمل الاعلامي والصحفي المتوقف في البلاد .

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى