رأي
صلاح دندراوي يكتب: محمد عبد الرازق الذي رحل
محمد عبد الرازق الذي رحل
بقلم/ صلاح دندراوي
في هذا الشهر الكريم ربيع الأول وفي غرته الخميس الأول منه رحل عن دنيانا الفانية الأمين العام الأسبق لديوان الزكاة محمد عبد الرازق، ذاك الرجل الذي يشهد له الكثيرون بحسن الخلق وطيب المعشر ورحابة الصدر وتواضعه فضلا عن كونه اداري من الطراز الفريد والذي إستطاع بحسن إدارته أن يقفر بمستوى الزكاة في السودان قغزات عالية، وأن يضع لها من الأسس والمرتكزات ما جعل الديوان علم يرفوف في سماء العالم وليس السودان وحسب فجعلت الدول تحج اآليه لتتزود من معينه وتأخذ من تجربته.
لم يكن محمد وحده بل كل الذين سبقوه وضعوا بصمتهم في الديوان فصار من فكرة إلى مشروع شامخ يقف على حاجات الناس ويزيل عن كاهل الكثيرين وعثاء الظروف.
إلا ان محمد عبد الرازق إستطاع أن يضفي عليه المزيد من الألق والحيوية مستعينا بعذا النهج الرباني ومتكأ على إرث وتراث السودانيين الذين يدركون أهمية الزكاة كونها شعيرة فرضها الله عز وجل فلم يتوانى المكلفون في إيتاء الزماة لتجد حسن الإدارة فتسلك سبلها وسط المجتمع.
وكان محمد لا يتورع في أن يستقي الأفكار من الآخرين ويستهدي بفكر العلماء، وبفضل فكره السليم كان يدرك أهمية الإعلام للتبشير بهذه الشعيرة ففتح هذه الكوة بينه والإعلام فكان نعم الزاد الذي يقدم للتجربة.
لقد خطت الزكاة في عهده خطوات واسعة بل لا أبالغ إذا قلت أنها كانت تقوم مقام الحكومة في سند المواطنين ودعم الصحة والتعليم والمياه، وجعلت محافل تعظيم فريضة الزكاة التي كانت تنداح على كل الولايات فتح على الفقراء والمساكين وهي تملكهم المشاريع وتخرجهم من حالة الأخذ إلى حالة العطاء بحيث يصبح متلقوا الزكاة دافعين لها..
بحق أن سيرة هذا الرجل عطرة وبصمته واضحة للحد الذي جعلت منظمات الأمم المتحدة تنظر بإعجاب لهذه التجربة وتأخذ منها وتحض الغير عليها، وأن تمنحه الدولة وسام الإنجاز، فضلا عن كم الدول حتى غير الإسلامية التي رأت في التجربة نبراسا وبحرا تتسابق لتغترف منه.
فرحم الله الرجل بقدر ما أعطى وأفاض وتتقدمه دعوات الفقراء والمساكين الذين وجدوا ضالتهم تخت تلك المظلة.