رأي
صلاح دندراوي يكتب: لأطباء الإمتياز مشكلة..!!!
لأطباء الإمتياز مشكلة..!!!
بقلم/ صلاح دندراوي
نعم أن الحرب اللعينة التي تجري رحاها بالسودان قد خلفت آثاراً جمة في كافة الإتجاهات سياسية وإقتصادية وثقافية ورياضية وإجتماعية، وكل ضروب الحياة وأنشطتها..
وقد تمكنت البلاد بفضل الله ثم المقاومة الرسمية والشعبية أن تعيد كثير من الأمور إلى وضع مشابه لما كان عليه، رغم أن التمرد مازال يجثم على بعض المآاوي ويعطل كثير من تلك الأنشطة.
وقد تكون العملية التعليمية هي الأكثر تأثراً بسبب تلك الحرب لتعطيل الدراسة لأكثر من عام، وحتى الولايات الآمنة لم تستطع أن تباشر نشاطها التعليمي نظرا لموجة النزوح الكبيرة التي غزت تلك الولايات وإستيعاب معظمهم في مآوي بالمدارس والداخليات وخلافه.
وإن كانت بعض الجامعات تحاول أن تتغلب على هذا التعطيل بإعلان إنطلاق الدراسة أو الإمتحانات بواحدة من تلك الولايات الآمنة أو حتى خارج الحدود بإحدى دول الجوار وقد وُفِقتْ كثير من الجامعات في هذا المسعى.
وفي خضم تلك الموجة قد تأثر كثيرون من خريجي تلك الجامعات لا سيما الكليات الطبية بحيث لم يستلم البعض منهم حتى شهاداته، فضلاً عن أن كثير من خريجي الطب قد أكملوا فترة الإمتياز ببعض الولايات التي نزحوا إليها وباتوا مؤهلين لممارسة مهنتهم الطبية، إلا أن العقبة التي تقف أمامهم تتمثل في إمتحان(البيرمننت، permenant) وهو الإمتحان الذي يجيز للطبيب أن يكون معتمدا وأن يعد طبيباً مؤهلاً لمباشرة عمله.
وقد إستمعت إلى كثير من هؤلاء الأطباء المتضررين وهم يجأرون بالشكوى في عدم إنعقاد هذا الإمتحان والذي لا أحسب أنه يتطلب كثير عناء أو تماطل، ويمكن أن يحذو القائمين على الأمر حذو تلك الجامعات التي عقدت إمتحاناتها بعدد من الولايات.
إنها بحق مشكلة كبيرة في أن يكون هناك طبيب مؤهل جاهز لأن يؤدي ضريبة الوطن دون أن توفر له الدولة ذلك المسلك، لينطبق عليها المثل القائل( جاءوا يساعدوه في دفن ابيه دس المحافير)، رغم أننا نعلم كم حاجة الدولة للكوادر الطبية لا سيما في هذا التوقيت الذي يمر به السودان.
وها نحن نطلق نداءنا للقائمين على الأمر، إن كانت وزارة الصحة او وزارة التعليم العالي أو إدارة الإمتياز أو غيرهم في أن يعملوا على حل هذه المشكلة ويحلوا تلك العقدة حتى ينعم هؤلاء الإطباء بإكمال تأهيلهم وحتى ينعم هذا الوطن الجريح بخدمة أبنائه، فهل يلتفت مسؤولينا إلى هذا النداء…؟
ولنا عودة..