أحمد حسين يكتب في نافذة أمان: الصحافة والسياسة… “السودان أولا” شعار حتمي
عندما نتحدث عن دور الإعلام بشكل عام نجده الممسك والمحرك والمغير لحياة الناس؛ وذلك ابتداءا من تعريف مصطلح الإعلام في قاعة الدرس الذي هو اخبار الناس بوقوع حدث ما… .
ولما تطورت وسائل الإعلام هذه للناس أضحى الآخر جزء أصيل في الحياة ليتعرفوا من خلاله على مجريات الأحداث فيما يحدث من حولهم.
ولما اتسعت الرقعة السكانية للعالم قربت هذه الوسائل الإعلامية هذا الكم الهائل من الأميال والمساحات فجعلت العالم غرفة وليست قرية.
ولأن الناس يخططون لمستقبلات حياتهم من الواقع المنظور والاحداث المحيطة؛ أصبح تلقى المعلومات ومعرفتها ومن ثم العمل وفق خططتها ضرورة محتمة للوصول اليها.
فاذا كان تأثير الإعلام في زمن السلم كبيرا؛ فإن تأثيره في زمن الحرب أكبر؛ حيث تكثر الحاجة لتلقي مزيدا من الأخبار المطمئنة والحقيقية.
وهنا تكمن أهمية صدقية هذه الوسائل الإعلامية لأن الخبر غير الصحيح يحدث أثارا نفسية سيئة ويبث الخوف والزعر ويفت عضد القائمين على الأمر.
ولعل من المعروف بمكان أن الصحافة تحكمها قوانين واخلاقيات للمهنة ويدرس الشرف الصحفي لمبتدئي الصحافة في الجامعات؛ فالاستغلال السيئ لوسائل الإعلام أمر مزموم؛ والصحفي يجب ابتداءا أن يكون وطنيا قبل أن يصبح صحافيا يدافع بقلمه كما يدافع الجندي في ساحة الوغى؛ وقديما قالوا ” للقلم والبندقية فوهة واحدة ” .
فإن خان الصحفي وطنه لا يكون صحافيا بل يكون عدوا للوطن.
في السودان يجب أن يتواثق الصحافيون والإعلاميين على ميثاق شرف عنوانه ” السودان أولا ” يتركوا الحزبية والقبلبة ويتوحدوا حول السودان؛ الآن نرنو في السياسة السودانية توحد كيانات كبيرة تحت مظلة الوطن؛ ونذكر هنا الخطوة الشجاعة التي قام بها الفريق الكباشي وعبد العزيز الحلو عند لقاءهم بجوبا عاصمة جنوب السودان والاتفاق حول دخول المساعات الانسانية والذي يمكن أن يتطور أكثر من ذلك ليصبح إتفاق سلام حقيقي.
الحراك الإعلامي الأخير ولقاءات الصحافيين مع قادة الدولة يسهل كثيرا عن الأداء ويردم الهوة ويجعل التواصل مع قادة البلاد من أجل أخذ المعلومة من مظانها الأصلية وتقليل عملية انتشار الشائعة وبذا تكون قد تكاملت الأدوار بين الصحافة والسياسة ليكون الشعار المرفوع دوما ” السودان أولا” .