رأي
أحمد حسين يكتب في نافذة أمان: السودانيون في الخارج… معاناة ومعاناة
كل السودانيون يعيشون اليوم في ضيق شديد ومعاناة قاسية يشيب لها الولدان؛ وتقشعر لها الأبدان؛ أحدثت في النفوس جرحا غائرا.
لم يسلم اي سوداني من تذوق هذه المعاناة ولو كان في برج مشيد؛ فالكل تجرع هذه المرارة والمعاناة.
الا ان الذين فارقوا أوطانهم فمعاناتهم أشد واغلظ من الذين مازالوا قابعين في ردهات وطنهم يتجولون من مدينة إلى أخرى بحثا عن الأمن والأمان.
نازحو الداخل أن صح التعبير مازالوا يتنسمون اجواء الكرم والجود في أغلب ولايات السودان بالرغم من ضيق ذات اليد للمجتمعات المستضيفة؛ لكن برغم ذلك فإن السودانيون في تلك المناطق يتمتعون بعون الاصلاء من بني جلدتهم ممن هم اصبحوا جيران ” ذوي القربى” أو جار بالجنب أو ماشابه من الصلات والقربى في السكن والماوى.
لكن نظرائهم الذين تقطعت بهم السبل ولم يجدوا بدا من الهجرة إلى بلدان شقيقة أو صديقة أو في أرض الله الواسعة؛ فتجدهم يعانون الأمرين؛ ويعيشون في ظلمات بعضها فوق بعض.
يشكون ابتداءا من غربة الديار والأوطان والتراب؛ وهذه معاناة كبيرة لا تطاق فتبديل مكان النشاة والأهل والأقارب قصرا في مثل ظروف الحرب هذه فجأة ودون سابق إنذار يمثل عبئا كبيرا؛ فالمهاجر يجد نفسه في أرض لم يألفها وثقافة تخالف ماقام ونشأ عليه؛ واناس ليس لديه بهم صلة قرابة أو رحم أو مصاهرة؛ لعمري هي أشد الغربات والظلمات.
المهاجرون عن الوطن السودان فقدوا الكلمة الطيبة والتعامل الجيد كمواطنين يتمتعون يحقوق ويقومون واجبات؛ اصبحوا هائمين على وجوههم في عواصم وقرى وحواضر بلدان لعل بعضهم لم تطأ أقدامه لها من قبل ولكنه حمل حملا ليكون من ساكنيها بسبب الحرب في بلده.
المهاجرون فقدوا الكثير من التقييم وراحة البال حتى لو كانوا من ذوي الأموال.
حكى لي أغلبهم ممن أعرف المعاناة الكبيرة ليس بسبب نقص المال فحسب؛ بل بسبب فقد امان الأسرة والمجتمع والوطن وكلهم بلاء استثناء يترقبون الفرج ليعودوا لمنازلهم وبلدهم السودان.