رأي
هاشم عمر يكتب في مدارات للناس: عن أمدرمان نحكي (١-٣)
مدارات للناس
هاشم عمر
عن أمدرمان نحكي (١-٣)
اتيحت لي رحلة استثنائية الي مدينة أمدرمان برفقة وفد عالي المستوي برئاسة العميد شرطة فتح الرحمن محمد التوم الناطق الرسمي باسم الشرطة .وضم عدد من الزملاء منهم النقيب شرطة محمد ناجي عابدين المصور والمنتج التلفزيوني وعدد من شباب إعلام الشرطة
في الساعات الاولي من صباح الجمعة الماضية تحركنا بعد اداءنا لصلاة الفجر بزاوية حي العظمة العريق بمدينة( برؤؤت )التي فتحت قلبها واصبحت عاصمة ادارية بديلة للخرطوم الجريحة وهي تفرد اجنحة الأمان للوافدين .(لو جارت عليك أيام تعال لعيونا بتشيلك)رغم الضيق من سخانة الجو وارتفاع درجات الحرارة في الصيف ولكنهم لن ينسوا ان بورسودان هي المدينه الوحيدة التي استطاعت ان تحتوي الموجات المتتالية من النازحين
. نعود الي مأمورية أمدرمان ونحن في شوق الي امدر الحبيبة ونرددمع الخليل:
ويح قلبي الما انفك خافق
فارق ام درمان باكي شافق
يا أم قبايل ما فيك منافق
سقي أرضك صوب الغمام
يا بلادي كم فيك حاذق
غير الهك ما أم رازق
وبعد صلاة المغرب علي مشارف كرري كانت محطتنا الاولي لقاء الفريق شرطة د.ابراهيم احمد شمين مساعد المدير العام لشرطة ولاية الخرطوم وحرارة أستقباله لنا انستنا وعثاء السفر ورهقه والفريق شمين صاحب السمات الأصيلة وشخصية سودانية رغم الرتبة الرفيعة فقد ظل مرابطا مع قواته منذ اندلاع الحرب في الخطوط الامامية في خط النار مع اسود الاحتياطي المركزي أمدرمان الذين سطرو ملاحم تدرس في الثبات والفداء حيث قدموا عددا مقدرا من الضباط وضباط الصف وكسرو شوكة المليشيات. قوات مثل شمين واللواء ابوحراز في قيادتها لايمكن الا انا تنتصر ..زرناهم في الخطوط الامامية ..سجلنا ملاحمهم ووثقنا لمعركة أمدرمان. وبعد ان صلينا صلاة العشاء تحركنا صوب مكان اقامتنا في ضيافة العميد فتح الرحمن بمدينة الشاطي وعشنا اللحظات الجميلة والعفوية لاستقبال الجيران للعميد في لقاء نادر مفعم بعاطفة تلقائية وزعاريد ودموع واحساس عظبم بالجيرة هم جيرانه من رجال ونساء واطفال. الدموع وفرحة اللقيا والنظرات الحزينة كانت هي لغة الكلام وما وجدناه هنا أعطانا طاقة إيجابية وهل هناك اقوي من مثل هذه الاحاسيس النبيلة والتي تحكي عظمة الشخصية السودانيه والغنية بكل جميل ولن تنكسر كما اوحت لنا به ام درمان وهي تستقبلنا منذ الوهلة الاولي بكل هذا الشوق والحب رغم الحرب والجرح والدمار..ولامدرمان نحكي بقية