سياسة

كبكابية وجبل سي واوم تتعافى بالتعايش السلمي

الخرطوم: سودان بور
لأكثر من (15) عاماً لا أحد يستطيع أن يسافرعبر الطريق البري من مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور إلى طويلة ومنها بطريق جبال كاورا إلى كبكابية بسبب أنعدام الأمن وسيطرت بعض حركات دارفور على مداخل شرق جبل مرة، فأصبح الطريق ميّتاً زي البحرالميت.
ويحكى مجالس المدينة، بفاشر السلطان ان في يوم من الأيام إستدعى والي شمال دارفور محمد عثمان كبر أحد حكماء المدينة إلى مجلسه ليخبره كيف يفتح طريق طويلة جبل كاورا الرابط بين كبكابية والفاشر حتي ينال ثقة الرئيس عمر حسن البشير، واثناء ذهاب الحكيم في الطريق صادف، رجلُ فقير بيده عصا ذاهباً إلى سوق أم دفسو لشراء طعام لأسرته
فقال له الحكيم هل ترافقني إلى بيت الحاكم كبر، فقال بلا، فرافق الحكيم إلى أن وصلا إلى دار الحاكم عثمان كبر، فبالغ الوالي في إكرامهم والأنعام عليهم، ولّما رأى كبر العصا على كتف الرجل ونظر إلى ثيابة الرّثة ، قال: من أنت ؟ وما حاجتك؟ .. فتبسم الرجل من قوله وقال : ولما رأيتُ القومُ شدوا رحالهم ، إلى بحرِك الطامي أتيتُ بِجرتي.
فملأ له كبر جيوبه بالمال ، فقال بعض الحاضرين هذا فقيرُ مجنون لا يعرف قيمة هذا المال وربّما أتلفه وضيّعه، فرد الوالي كبر هو ماله يفعل به ما يشاء، فخرج الرجل إلى باب حوش السلطان ففرّق المال لجميع الفقراء قبل ان يذهب.. بلغ الأمر إلى الخليفة، فاستدعاه وسأله لماذا فعلت ذلك ؟
فصمت الرجل برهة من الزمن ، فأنشد ابيات الشاعر، يجود علينا الخيّرون بمالهم ونحن بمال الخيّرين نجودُ ، وامر الوالي عثمان كبر أن تُملأ جيوبه بالمال مرة ثانية، فأنشد الابيات التالي . الناس للناس مادام الوفاء بهم ،،، والعسر واليسر أوقات وساعات ،،، فمات قوم وما ماتت فضائلهم ،،، وعاش قوم وهم في الناس أموات .
يرى الخبراء ان الوضع الأمني في مناطق كورما وطويلة وجبل كاورا وجبل سي وكبكابية وسرف عمرة وحواشي جبل مرة لا يطاق لاكثر من (15) عاماً بالرغم من توقيع أتفاقيتي أبوجا والدوحة واختلط الحابل بالنابل بسبب الحرب في أقليم دارفور، واصبح الإنسان داخل مدينة الفاشر غير آمنه ناهيك عن الذين يعيشون في القرى والبوادي.
وقال والي شمال دارفور السابق محمد عثمان كبر، ان الوضع خارج مدينة الفاشر على بعد (5) كيلومترات غير آمن وصار القوى تأكل الضعيف ولكن بفضل اتفاق جوبا لسلام السودان عاد الأمن والأمان للناس، وبدأت دارفور تتعافي من الجنينة وتم فتح طريق كاورا كبكابية بفضل السلام سمح، وباتت منطقة أوم تنتظر قناديل السلام والتنمية المستدامة وانشاء السدود والخدمات الصحية والتعلمية بعد نبذ خطاب الكراهية .
أخيرأً لبست منطقة اوم بوحدة جبل سي إلادارية بولاية شمال دارفور وضواحيها ثوب العفاف وبدأت تتعافى مع بذوغ الفجر الباذخ لنبذ خطاب الكراهية وبث ثقافة التعايش السلمي والتسامح بين المجتمعات حتى ينعم المواطن بالأمن من الخوف والأمان من الجوع
بالأمس الأول أعلنت المكونات المجتمعية بأنها بمناطق أوم ، وكورما وطويلة وكبكابية وكفوت وكتم وسرف عمرة وسريف بني حسين وبركة سايرة وشنقل طوباي ودارالسلام وامبرو وكورني وهشابة وأم سيالية ومنطقة جابر وقرير، منطقة زروق كلها جاهزة لتنزيل شعار دارفور تتعافي من الجنينة بالحرف الواحد في ولاية شمال دارفور بمشاركة واسعة من قيادات المنطقة وحركات الكفاح المسلح التي حملت قناديل السلام ورفعت شعار السلام سمح لإعادة بناء النسيج الاجتماعي في دارفور.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق