رأي
خالد فضل السيد يكتب في آخر العلاج: من يعرقل العمل الإعلامي بالدولة
*أخر العلاج…*
من يعرقل العمل الاعلامي بالدولة
*خالد فضل السيد*
نندهش حد الدهشة من الاداء البطئ الذي ظل يلازم العمل الاعلامي بالبلاد والذي اصبح مكبلا لا يعمل بكل طاقته لمجابهة الهجمات الشرسة التي يقودها اعلام التمرد واعوانه.
ياتي تكبيل اعلام الدولة في ظل سيطرة اعلام التمرد علي الساحة الاعلامية و انعدام المعلومة المؤكدة والموثوقة بسبب توقف وتخريب العديد من المؤسسات الاعلامية و التلفزيونات والاذاعات الاتحادية والولاية والقنوات العامة والخاصة بطرق واساليب ممنهجة الامر الذي سهل لاعلام التمرد استغلال هذا الوضع المتازم اعلاميا فصار يبث سمومه واخباره المفبركة والمضللة عبر المواقع الالكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي مما ساهم في نشر الاخبار الملغومة التي تمس بسيادة الدولة والقوات المسلحة ونشر الذعر والخوف وسط المواطنيين.
هذه الحملة والحرب الاعلامية الشرسة التي يقوم بها اعلام التمرد مستغلا وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة افرزت واقعا جديدا هو التوهان في الفضاء الاعلامي فاصبح الجميع مابين مصدق ومكذب للاخبار.
الخطا الفادح الذي ارتكبته الدولة منذ بداية الحرب هو تجاهل الاعلام الداخلي والذي يدفع ثمنه الان الوطن والمواطن فالاعلام صناعة والصناعة تحتاج الي راس المال فهل وفرت الدولة المناخ الملائم للاعلام والاعلاميبن ليقوموا بدورهم الاعلامي في صد الهجوم الممنهح الذي يستهدف الوطن وقواته المسلحة .
وياتي التكبيل الاعلامي في ظل الظروف القاسية التي يمر بها بعض الاعلامييون والعاملون بالاجهزة والمؤسسات الاعلامية الحكومية والخاصة من تلفزيونات واذاعات وقنوات وصحف والذين لم يصرفوا رواتبهم واستحقاقاتهم حتي الان.
نامل من قيادات الدولة العليا الاهتمام بالاعلام والاعلاميين وذلك لن يتحقق الا بعد تهيئة بيئة العمل وتوفير المعينات من اجهزة ومعدات وابعاد العملاء والماجورين الذين يعمل بعضهم داخل الاجهزة والمؤسسات الاعلامية الرسمية والذين تسببوا في تكبيل الاعلام ولولا بعض الاشراقات الاعلامية من الغيورين علي الوطن من الاعلاميين والدستورين لحدثت انتكاثة اعلامية كانت ستتسبب في خلق راي عام معادي للدولة من الداخل.
ومن الملاحظات العامة للاداء الاعلامي الحكومي نجد بعض التناقضات التي لم نجد لها اجابات ونضرب بذلك مثالا علي سبيل المثال لا الحصر عن اللقاء الذي حدث عبر قناة الحدث مع الفريق اول ركن ياسر العطا عضو مجلس السيادة خلال الايام الماضية والذي تناول فيه بعض القضايا الهامة التي تهم الدولة وبثتها كل القنوات الخارجية الامر الذي يجعلنا بدرونا نتسأل لماذا لم يكن هذا اللقاء عبر تلفزيون السودان الرسمي وتنقله تلك القنوات منه بصفته التافذة الاعلامية الرسمية للدولة والتي كما وصلتنا من اخبار جاهدت ادارته زمنا للحصول علي لقاء مع قيادات الدولة وفشلت فيما نجحت هذه القناة في الاستضافة مع العلم بان ذات هذه القناة تم ايقافها من قبل الدولة خلال الفترة السابقة بسبب فبركتها للاخبار الضارة ضد الدولة ولم يتوقف الامر عند ذلك بل قامت في هذا اللقاء بعمل مونتاج وحذف جزء من حديث الفريق ياسر العطا وبالذات الذي يتناول فيه دور دولة الامارات في الحرب .
هذا الامر اوضح لنا بان هنالك من يتربص باعلام الدولة ويقف عائقا بين قيادات الدولة واجهزتها الاعلامية الداخلية مما يترتب عليه هزيمة الاعلام الداخلي وتكبيله من اداء واجبه كاملا وقد ذكر الفريق اول ياسر العطا من قبل وعبر وسائل الاعلام ان هنالك اجهزة متطورة تم استجلابها من الخارج بملايين الدولارات تخص التلفزيون القومي مازالت قابعة في المخازن ولم يتحرك احد نحوها وهذا يوضح لنا مدي الاستهداف والتامر الذي يواجهه اعلام الدولة من الداخل .