رأي

صلاح دندراوي يكتب في نقطة ضوء: الى وزير الصحة… تحسس عتبات بيتك

بقلم/صلاح دندراوي
يستحضرني مشهد للممثل المصري البارع عادل إمام في مسرحية(شاهد ما شافش حاجة) وهو يشتكي من إدارة التلفون في إنهم هددوه بأنهم سياخذون (العدة) إذا لم يدفع أجرة مكالمات التلفون.. رغم أنه ليس لديه نلفون أصلا.
وبما أن قصص كثير من المسلسلات والمسرحيات مستوحاة من الواقع، فإن هذه الحكاية التي سأوردها قد وقعت خلال هذا الإسبوع. تشبه ذاك المشهد.
ففي مستشفى حكومي بأحد الولايات (المنكوبة) – بوجود مثل هؤللاء- تم الإحتياج لتعيين طبيب مختبر  ليشغل وظيفة مسائية وتقدم أحد أطباء المختبر لهذه الوظيفة رغم أن عائدها أقل من قامة الجهد الذي سيبذل فيها، ولأن المسؤول عن القسم يضمر في نفسه شئ ولا يريد أن يستوعبه في تلك الوظيفة كما يبدو، طلب منه  أن يخضع لفترة إختبار حتى يتم تقييم أدائه، وبالفعل إلتزم هذا بالحضور يوميا إلى المعمل حتى إنقضى الإسبوع، وعندما راجع رئيس القسم بعد الفترة المحددة للإختبار، أبلغه ذاك المسؤول بأنه لم ينجح في الإختبار نظرا لأن نتائج الفحص التي كان يصدرها لم تكن دقيقة وأنه لهذا السبب لن يتم تعيينه، وطبعا فوجئ الشاب الذي تقدم للوظيفة بهذا القرار لبس لأنه لم يتم تعيينه، بل لأنه طيلة هذا الفترة التي قضاها في الإخنبار لم يستخرج نتيجة فحص واحدة لعدم وجود حالات عرضت عليه وعندما واجهه بذلك، بهت رئيس القسم وتلعثم وحاول أن يغير مجرى الكلام، لأنه يعلم أن ما قاله مجرد كذب وإفتراء وتجني على هذا الشاب وطعنا في كفاءته وقال له الشاب إن كانت هناك نتائج خاطئة فهي من خطأ الإصطاف الذي يعمل معك بالمعمل.
هكذا يا سادتي تدار الخدمة المدنية وهكذا يتجنى بعض المسؤولين على الآخرين بل قد يتسببون في صدمة لمثل هؤلاء الشباب بإتهامهم زورا بإدعاء باطل مثل هذا دون أن يراعوا في ذلك تأثير ما يمكن أن يحدثه مثل قوله هذا، والذي قد ينسف أحلام. هذا الشباب.، وكان يمكن أن يعتذر له بلطف بأن الحظ في الوظيفة لم يحالفة، دون أن يسوق مثل تلك القصة المستوحاة من خياله.
إن هذا يا وزير الصحة يحدث داخل أحد مؤسساتك وفي مهنة نقية نتطلب الأمانة والإخلاص والتجرد…
ولو كنت مكان مدير المستشفى – الذي علم بالواقعة- لأجريت تحقيقا عاجلا فيما حدث،
ولو كنت مكان المدير الطبي – الذي علم أيضا بالواقعة- لأوقفت مدير المعمل هذا وأحلته إلى التحقييق..
واو كنت مكان الشاب المتقدم للوظيفة هذه لقاضيت هذا المسؤول امام القضاء حتى يثبت صحة إفترائه هذا.
ولو كنت مكان وزير الصحة لراجعت سيرة كثير ممن يقفون في سدة الإدارات الحساسة مثل هذه، الذين لا يراعون في وظائفهم تلك أدنى حدود المسؤولية.
ولنا عودة..

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق