رأي
عبد القدوس الشيخ يكتب في صوت الحروف: الشوق والشوك
*الشوق والشوك*
الشوق احساس تشعر به الروح حين تفارق وليفها فهو من عالمها شي غير محسوس لم يراه احد ولم يلمسه مخلوق رغم ايمان الانسان به، فالشوق في نظري حلم بايجاد مفقود وعشم بعودة غائب ، وامل يعذب صاحبه باللهفه علي تحقيقه،
عادتا يرتبط الشوق بالعشق والحب ودائما تكون عناصره طرفين (عاشق ومعشوق )او كلاهما كعاشقين هذا في طبيعه اصله قبل الحرب اما فيها فقد توسعت دوائره وذادت عناصره فأصبح المشتاق شعب كامل يتشارك الحب والامل وشوق العوده الي دياره كما يشتاق الي عودة الحياه الي ماقبل الحرب ،واصبح المعشوق وطن بطوله وعرضه،وطن بقلب شاسع يسع حب كل محب ويطفي نيران الشوق الملتهبه في وجدان المشتاقين اليه بمياه نهريه ويكمل جمال اللقياء عند الملتقي لينسجم أبنائه ونيليه مخلدين بروعه اللقياء وجمال الانسجام لوحة الترابط وسماحة مظهر المقرن،لنترك ويلات الفراق والتهجير لصفحات الذكري المؤلمه التي كتبت بمداد الحرب الاسود فكانت كالشوق في طريق العائدين الي ديارهم ففيها تركوا انفاس السعاده الباكيه علي رحيلهم منها ،قلوبهم تبكي عليها شوقا وحبا وعيونهم تتلهف لرؤيتها بهيام المحبه التي فطنوا وفطموا عليها لم تهن عليهم لولا مشقة الحرب وماهجروها الا بعد ان اغلقت حلقات الامل واشتدت المحن عليهم خرجوا منها وقد تركوا ارواحهم معلقه في حبال الشوق اليها مضوا في طريقهم لغيرها وصدا شوقهم يهمس في خاطرها المجروح تصبري فلن يطول غيابنا عنك يادار ولكن حدث غير الذي يحلمون به فقد طال الغياب لانهم يسيرون في طريق العوده اليها واغصان الشوك تملاء محط اقدامهم وليته كان شوك ورد يصيب قاطفه لكان اهون فعبير الورد يجعل طعن الشوك ثمنا نستمتع بدفعه ولكنه شوك حرب عبيرها دماء ابناء الديار عزرا يادار فالعوده اليك اصبحت تحتاج قلبا غير الذي تعرفينه لان القلب الذي تعرفينه لايستطيع السير علي جسامين البشر ولايستطيع ان يسعدك بك وعيناه تذرف دمعا علي جدارك الذي اصابته روائش دانات الحرب،،
كرها سنصبر وسنعلم الصبر ان يصبر معنا كما علمنا الشوق ان يشتاق ،
ولكننا نعيش علي امل لقياك نعزي به اوجاعنا ونمسح به دمعة الالم الساكنه جوف المفارق لك،
اذا اظلمت في وجوهنا الدنيا عرضنا علي انفوسنا امل العوده شمسا تشرق في عتمة الليل واذا اغلقت ابواب السعاده جعلناها فكاهتا ترسم علي وجوهنا العابسه لوحة الابتسامه،
صبرا يادار فغدا ستحمل الرياح اغصان الشوك وسنعود اليك نحمل بساتين الفرح في لواري الشوق المسافره ،،،
عبد القدوس