منوعات
د. محمد اسحق عبد الرحمن .. (حكاية شاب طموح حقق ما يريد بالصبر والعزيمة والإصرار )
من بائع متجول للصحف و(ساع) في وكالة السودان للأنباء الي أستاذ جامعي متوشحا بالدكتوراه
د. محمد اسحق عبد الرحمن ..
(حكاية شاب طموح حقق ما يريد بالصبر والعزيمة والإصرار )
القضارف / سودان بور
صعوباتٍ كثيرة قد تواجه الإنسان في تحقيق اهدافه وتطلعاته وبلوغ غاياته في هذه الحياة، ولكن بالعزم والتحلي بالصبر يستطيع الشخص الوصول لما يريد ويبتغي .. قصص المثابرة والإجتهاد لا حصر لها ما بين الكهول والشباب ومن بين هؤلاء تسطع قصة كفاح هذا الشاب د. محمد اسحق الذي لم يتخل عن رغبته في بلوغ أعلي الدرجات العلمية رغم الظروف الأسرية المحيطة به .. لم تلن عزيمته أو تضعف همته في العودة لسكة الدراسة بعد انقطاع ..
فعلى مدى أكثر من (٢٠) عاما دفعت الظروف الاقتصادية هذا الشاب المثابر للعمل بائعا للصحف في مدينة القضارف في صباه وكان أشهر سريحيها في العام (١٩٨٩) متجولا بالصحف السيارة من موقع لآخر بحثا عن الكسب الحلال وتوفير مبالغ مالية تساعده في إكمال دراسته بالمراحل الاولية وقد نجح بإمتياز في مهمته حيث اكسبته حب الناس قبل جني الاموال الي العام (٢٠٠٣) وألتحق بعد ذلك بوكالة السودان للانباء بولاية القضارف في وظيفة عمالية (ساعي) في العام (٩٤) بقيادة مدير وكالة (سونا) آنذاك الاستاذ حسن بشير البكري بمعية الزميل عماد عبد العظيم كأول المؤسسين لمكتب سونا القضارف بدأ بعدها أولي خطوات مشوار دراسته الجامعية الذي مضي فيه بصمت سعيا خلف تحقيق مشروع طموحه الأكاديمي، بل جعل من هذه المهنة وسيلة للوصول إلى غاية هدفه النبيل ، حتى نال شهادته الجامعية محاسبا من كلية التجارة بجامعة النيلين في العام (٢٠٠٤) .. لم يكن حلم محمد اسحق قاصرا علي حصوله علي الشهادة الجامعية فحسب بل كانت رغبته الترقي في سلم التعليم العالي فحصل عن جدارة واستحقاق علي درجة الماجستير من جامعة ام ردمان الإسلامية في ذات التخصص .. لم يقف طموح هذا الشاب العصامي عند هذا الحد فأتجه للتحضير في جامعة النيلين التي حاز منها علي درجة الدكتوراه بكل ثقة واقتدار في المحاسبة وتخصص في ( المراجعة الدقيقة ) في العام (٢٠١٣) بعد
أن بذل سنوات عمره في البحث والجهد والدراسة وتتبع أمهات الكتب والمراجع وحصل علي هذا الشرف الرفيع وعمل بعد ذلك استاذا مساعدا بكلية السودان الجامعية للبنات في (٢٠١٣) ليلتحق بعدها بكلية الاعمال قسم المحاسبة بجامعة الملك خالد بأبها بالمملكة العربية السعودية في( ٢٠١٤) مزاملا نخبة من كبار اساتذة الجامعات السودانية بذات الجامعة من بينهم الإعلامي الكبير بروفيسور عوض إبراهيم عوض .. الأستاذ المشارك خالد عباس .. د. فتح الإله محمد أحمد ود. سالم العجب .
سنقص على الأبناء وسنسطر في سفر تاريخ الرجال .. إن هذا العصامي قهر الصعاب وحقق النجاح في زمن مدخن بالإحباطات فهذا الشاب الوثاب لم يدع مجالاً لوأد الطموح سعيا لتحقيق أحلام عمره ، بل حقق ما يعده البعض مستحيلاً
.