رأي
أحمد حسين يكتب في نافذة أمان: “وكان تعب منك جناح في السرعة زيد”
أحمد حسين يكتب في نافذة أمان: “وكان تعب منك جناح في السرعة زيد”
والسودانيون عند اشتداد أوار الحرب وازيزها؛ وعند فراقهم للأحبة صباح مساء حين الوداع الأخير ؛ وحين تشتد الخطوب وتبلغ القلوب الحناجر؛ لا ييأسون من نصر الله؛ وهم في ذلك كأنهم يجارون رائعة الشاعر السوداني الكبير صلاح احمد إبراهيم الطير المهاجر حين يقول: “وكان تعب منك جناح في السرعة زيد في بلادنا ترتاح ضل الدليب أروع سكن ” .
كنت في بواكير حياتي عندما سمعت النص لأول مرة في حياتي كنت أتوقع أن يقول الشاعر “كان تعب منك جناح ارتاح شوية وواصل سفرك” لكنه ونسبة للشوق الكبير للمحبوبة وللديار أمره أن يزيد في السرعة وربط الراحة بوصوله للديار التي توجد فبها الحبيبة “البتشتغل مندبل حرير لحبيب بعيد” .
جابت في خاطري هذه المزاوجة بين حالة الشعب السوداني العظيم وهو يكابد ظروف الحرب ومعاناة النزوح القاسية وبين حالة صلاح احمد إبراهيم الذي ظل يكابد ويعاني في إيصال خطابه لمحبوبته التي طال واشتد شوقه البها وهو في بلاد المهجر.
والسودانيون كذلك كلما تشتد الخطوب عندهم يقولوا للطير المهاجر كان تعب منك جناح في السرعة زيد.
السودانيون لا ييأسوا من روح ونصر الله يقدمون الشهيد تلو الشهيد ولايبالون من أهوال الحرب ولكنهم ينتظرون الفرح الأكبر والانتصار الذي سيستقبلوه بقلوبهم قبل أعينهم.
كنت أجلس مع بعض النازحين بولاية من الولايات تعلمت منهم الصبر والجلد وعدم اليأس وهم دوما يكررون دوما إن الله موجود وهو الذي سيحمينا.
حقيقة استوقفتني حقيقة ايمانهم بالله هذه لأن “الخيل الجيدة بتبين عند اللفة” كما يقولون واللفة المقصودة هنا هي ظرف الحرب فكونهم يؤمنون بالله ويعتصمون بالنصر لعمري هو قمة الإيمان.
هذا الإيمان جعلني متيقن بالنصر تمام اليقين لأن الله سبحانه يقول في الحديث القدسي “انا عند حسن ظن عبدي بي فليظن بي عبدي ما يشاء”