تحقيقات وحوارات

إنتصار تقلاوي تكتب .. إستهداف مستشفى (البلك) .. مشاهد جديدة لانتهاكات (المليشيا)

في الوقت الذي بدأ فيه القطاع الصحي بولاية الخرطوم وتحديدا بمدينة أمدرمان عبر ضخ أنفاس الحياة في ريئة بعض المستشفيات لخروج عدد كبير من المرافق الصحية العامة والخاصة عن الخدمة وانهيارها كليا بالقصد المتعمد أو استخدامها كسكنات أو مقارا عسكرية.

تجددت بارقت الأمل في نفوس المواطنين الذين عانوا ماعانوا في سبيل ايجاد أبواب أحد المستشفيات مشرعة كمشفي البلك والذي كان متخصصة للاطفال فإذا بها أصبح يستقبل كل الحالات الطارئة ناهيك عن تقديم أبسط الخدمات العلاجية.

وكانت هذه الخطوة بمثابة انتصار كبير لحكومة ولاية الخرطوم ولقطاعها الصحي تحديدا الذي تحمل وبذل كل ماهو متاح للإنقاذ جريح وظل هذا المستشفي المتخصص للأطفال صامدا رغم العواتي من الرياح.. ومثلت هذه الوضعية حربا من نوع آخر يصارع فيها المرضي امل الحياة ويطاردهم الخوف من فقدانها لانعدام سبل تقديم العلاج..فطالته أيادي الغدر والخيانة مستهدفة ملائكة الرحمة من الأطباء والمرضي من الأطفال فتم تدوينه من قبل المليشيات الإرهابية بالأمس الخميس 4/يوليو بقذيفة تدمرت المعمل المتكامل لمختلف الفوحصات وامتداد الدمار حتى مركز الإيواء المجاور للمستشفى البلك في واحدة من الانتهاكات والتي تستهدف المواطن مباشرة والمؤسسات العلاجية.

فالبلك مثلها مثل مستشفى النو بارقة لأهل امدرمان خاصة باعتبارها الاقرب..ولاهل الخرطوم عامة باعتباره المتاح.

وفي بدايات الحرب ظل مستشفى النو يستقبل مايقارب إلى آلاف شخص في اليوم فلكم أن تتخيلو هذا العدد من الزوار طلبا على أقل تقدير أبسط الأشياء.

يبدو أن حالة الاستقرار التي بدأت تعيشها أحياء في مدينة امدرمان خاصة الشمالية منها وبصفة اخص أحياء الثورات-لم تعد تروق للمليشيا فعمدت على التدوين المدفعي الذي طال في إحدى ممرات مستشفى النو الذي اكتسب سيرة واهتماما كبيرا وعملت حكومة الخرطوم جاهدة على توفير احتياجات المستشفى فكان لها ما أرادت حتى وصل عدد الحالات التي يتم استقبالها في حدود 350 حالة و بفضل الكوادر الطبية العاملة بالمستشفى والممرضين الذين فضلوا البقاء تحت النيران للتقديم الخدمات الطبية لتجسد معاني العمل الانساني من خلال مهنة الطب صورة واقعية فاستحقو التقدير.

وتمضي الحياة بهذه الوتيرة فيما يخص خدمات القطاع الصحي ولاية الخرطوم والذي تأمل فيه حكومة الولاية للتوسع في خدماته افقيا وراسيا من خلال اضافة مرافق صحية جديدة في المناطق المحررة وتوفير العلاجات بما فيها الادوية المنفذة للحياة التي قد لا تتواجد حتى في الولايات الامنة ومستقرة.

فتجوال بين أروقة مستشفى النو من مريض لآخر عكس حجم الانتهاكات المريعة لمليشيات الدعم السريع الإرهابية والتى روعت الأمنين والذين صمدوا في وجه النيران ولكل مصاب حكاية يرويها دمي لها القلوب.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق