سياسة
نجاح ملف الترتيبات الامنية رسائل في بريد العديد من الجهات المحلية والدولية
الخرطوم: سودان بور
يعتقد بعض الخبراء والمراقبين ان تصريح السلطات السودانية بقرب حل ملف الترتيبات الامنية وفي هذا التوقيت بالذات رسائل مهمة تودعها في بريد العديد من الجهات المحلية والدولية خاصة والبلاد تعاني من ازمة اقتصادية حادة وتم تأجيل كثير من مصفوفة اتفاق جوبا سابقا نتيجة لعدم توفير التمويل اللازم لعدم وفاء الضامنين بالتزاماتهم المالية تجاه الاتفاق مما جعل وقوع العبء بكامله علي كاهل الحكومة السودانية وحدها! وان يصدر هذا التبشير من السلطات السودانية بعد توقف المساعدات الدولية وتجميد برامج مساعدة الانتقال يعطي دلالات كبيرة في قدرة السودانيين على انجاح الامر لوحدهم استنادا الي موازنتهم العامة ذات الموارد المحلية فقط!
اول الاشارات هو نجاح استمرار اتفاق السلام الملف الوحيد الذي مثل نموذجا للنجاح طوال الفترة الانتقالية بينما تراجعت بقية الملفات الأخرى كما يعكس أيضا المسؤولية التي تحلت بها اطراف العملية السلمية في العمل علي تعزيز وبناء السلام وجديتهم في تنفيذ بنوده بخلاف مايتم اتهامهم به من قبل الشامتين كما يدل علي متانة الثقة وجسورها المتبادلة مابين صناع السلام وليس كما تسري الاشاعات وتروج لها الجهات ذات الغرض من نشوب الخلافات فيما بينهم! ولا يخفى الي من يعود الفضل في بناء جسور الثقة بين جميع الاطراف بمنبر جوبا حيث يظل القائد دقلو احد البارزين الذين شادوا ذلك الصرح المتين!
ومن المفارفات التي تعتبر من الاشارات اللطيفة في هذا التصريح هو ان الملف الوحيد الذي تم اتهام العسكر بالتغول عليه هو اتفاق السلام! وللحقيقة هو الملف الناجح الوحيد من بين كل ملفات الانتقالية! بمايعكس فشل كل ملفات الجانب المدني وعجزه عن تطوير اي تجربة او ملف تم توليه له منذ نجاح الثورة وحتي اللحظة!
ومن الاشارات والرسائل التي يبعثها التصريح ايضا هو نجاح عملية السلام والثبات عليه والوفاء بالتزاماته مابين الاطراف الموقعة والوفاء بما تم الاتفاق عليه مؤشر جاذب ومغري للاخرين من بقية الحركات غير الموقعة بالانضمام لما يشيعه من الثقة لديهم بما يرونه من جدية ومسؤولية والتزام لدى اطراف العملية السلمية والحكومة السودانية!
اشارات عديدة وصلت الي بريد القوة الخارجية التي تحاول ابتزاز الحكومة نتيجة تجميد المساعدات وعدم ايفاء التزاماتها وبعض الجهات التي تحاول ضرب نسيج العلاقة بين اطراف العملية السلمية نفسها! وبعض التيارات السياسية التي كانت تعمل علي تعويق العملية السلمية ونسفها! لتقول ان السلام محفوظ ومطلوب ومتابع من الاطراف التي صنعته لانه مصلحة حقيقية دائمة وليس مناورة سياسية مرحلية كما يحاول ان يصوره البعض! وان المكون العسكري صاحب مصلحة حقيقية في استدامة السلام واستمراره وهو الوحيد الذي يدافع عنه ويمسك به بكلتا يديه ويسخر في سبيل ذلك كل طاقاته وامكاناته من اجل بناء الوطن وامنه واستقراره!!