رأي
أحمد حسين يكتب في نافذة أمان: حراك إقليمي ودولي نحو السودان … ماذا وراء الاكمة؟
الملاحظ للتطورات الكبيرة التي تحدث بشأن السودان يلمح أن عجلة الأحداث قد تسارعت في خضم هذا الأسبوع ومايليه من أيام.
وخاصة فيما يتعلق بدول الجوار السوداني ومباحثات إقليمية ودولية لاحقة تتمثل في زيارات وفود من الإتحاد الأوروبي وغيرها؛ بجانب التواصل من قادة دول الجوار السوداني مع قيادة الدولة السودانية ممثلة في رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.
كذلك يلمح المتابع لمجريات الأحداث أن الكل تحركه مصالحه الدولية والإقليمية وهو يتعامل مع ملف السودان؛ فالمصلحة العليا لتلك الدول تتطلب إعادة النظر في تعاطيها مع حرب السودان مع الأخذ في الاعتبار التطورات الكبيرة التي تحدث على الأرض فيما يتعلق بمسيرة معركة الكرامة.
ما يحدث في السودان يلغي بظلاله على الدول المجاورة للبلاد وعلى دول الاقليم برمتها ومن ثم يرسل مؤشرات قوية لبقية دول العالم سلبا أو إيجابا.
وفي خضم تفكير قادة السودان عسكريين ومدنيين إمكانية وقف الحرب؛ ينظر قادة العالم والإقليم عن كثب ماذا يمكن أن تسفر عنه الأحداث إذا تفاقمت ولم يكن هناك بديلا لوقف القتال في السودان؛ فلذلك كان التفكير بالصوت العالي والتباحث مع القيادة السودانية حول ذات الهدف “وقف الحرب ” الذي بات مطلبا إقليميا ودوليا أكثر منه سودانيا خالصا.
كذلك تتحرك دول “المطامع” الغربية التي حتما ستتاثر مصالحها عند إمساك الآخرين بزمام المبادرة بالسودان وذلك وفق قراءة تحليلية عميقة فيما كيف يمكن ان تؤؤل اليه الأحداث في الخارطة العالمية حين تضع الحرب أوزارها في السودان؛ وهذه القراءة تنبئ عن واقع جديد داخل السودان وعلى علاقة السودان بدول العالم أجمع.
فلما كانت السياسة هي فن الممكن؛ فالممكن الآن تغيير حسابات اللعبة وإعادة إنتاج صيغة جديدة لتعامل العالم مع واقع السودان؛ والنظرة بعيون جديدة غير التي كانت تنظر للأحداث في البلاد والحرب في بداياتها.
حرب السودان الآن تعيد رسم صورة الواقع العربي والافريقي والعالمي في تعاطية مع المشكل السوداني؛ تعيد رسمها من منظور فعلي خلقه الواقع الماثل على الأرض وللكي يفهم الناس كل الناس داخليا وخارجيا هذا الواقع يجب ان يعيدو رسم استراتيجياتهم بشكل ينسجم مع التطور الحادث ومع واقع اليوم.
على قادة السودان أن يستفيدوا من هذا الحراك الإقليمي والدولي وأن يتصرفوا وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا للبلاد؛ وان يعلموا تمام العلم أن هذه المرحلة سيسجلها التأريخ ويروي للأجيال القادمة كيف تصرفت قيادة السودان في مرحلة الحرب العالمية التي شنت عليه.
نقول لقائد القوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وطن نفسك ولا يضرك من ضل اذا اهتديت الفرصة أمامك لتحقق حلم السودانيين في أن يكونوا اعزاء آمنين لايخافون إلا بالله والذئب على غنمهم فامضي على يقين وتوكل على الله الذي لاينوم .