رأي

د. ياسر عثمان حامد يكتب في ويسألونك: بالمعرفة تُبنَى الحضارات

ويسألونك
بالمعرفة تُبنَى الحضارات
د. ياسر عثمان حامد
*أُسدل الستار أمس السبت على النسخة الـ 33 من معرض الدوحة الدولي للكتاب، والتي جاءت تحت شعار: (بالمعرفة تُبنَى الحضارات)، وقداحتضنتها أرض المعارض، منذ التاسع من مايو الجاري وحتى الثامن عشر منه، حيث نهاية المعرض.
*بنظرة إلى شعار هذه الدورة، بالمعرفة تُبنَى الحضارات، نجد أنه يقوم على شِقّين رئيسيين، هما: المعرفة والحضارة، وكيف يمكن للأولى أن تسهم في بناء الثانية، بناءاً إيجابياً يقوم على ركيزة الإنسانية بكل رحابتها، ويدور في فلكها اللامتناهي، ويهدف إلى تكريمها وإعلائها فقط لكونها قيمة نبيلةجديرة بالتكريم، مصداقاً لقوله تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِىٓ ءَادَمَ وَحَمَلْنَٰهُمْ فِى ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ وَرَزَقْنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلْنَٰهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍۢ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا).
*إن “المعرفة” التي بُذلت بحُب وأُتيحت خلال المعرض للزوار، كانت مدعاة للفخر والاحتفاء، وحسب معلومات رسمية، فإن دور النشر التي شاركت في هذه الدورة، تجاوزت الـ 515 دار نشر، وفدت من 42 دولة، وعرضت أكثر من 180 ألف عنوان، في جميع مناحي المعرفة، وهذا لعمري لهو مقام كبير من مقامات المعرفة المنشودة.
*بالمعرفة، والمعرفة وحدها، تُبنى الحضارات، على أساسٍ قويم، وهُدى منير، وإن كان بعضهم، قد كان بوقاً وداعية لـ (الصدام)، “صدام الحضارات وإعادة تشكيل النظام العالمي”، فإنه بالمعرفة المبنية على القيم، تُبنى الحضارات، وتتواصل، بما يخدم الإنسان ويعزز كرامته التي أشرنا إليها آنفاً، وما أروع أن تعمل المعرفة والثقافة على البناء والحوار والحب والسلام، في عالم تسوده الكراهية وتنهكه الحروب.
*المعرض الذي استمر لتسعة أيام، كان قِبلة للمعرفة، وواحة للثقافة، وملتقى للثقافات والفنون والآداب، وأكرِم به من ملتقى، وأنعِم به من واحة، تؤكد أنه بالتواصل الثقافي والمعرفي، وبالفنون والإبداع، نضيف للإنسانية أبعاداً تحقق لنا ما نأمله ونرجوه من قيم نبيلة وخُلُق فاضلة، تحفزنا لنكون إضافة للحياة، لا عبئاً عليها، وما أروع أن نسعى جميعاً لذلك.
*بالإجمال، يمكن القول: أن معرض الدوحة الدولي للكتاب، في دورته 33، مثّل نبضاً دافقاً لإنعاش الحياة الثقافية والأكاديمية والعلمية، وأضاف للمكتبة آلاف العناوين الجديدة، في ضروب المعرفة المختلفة، وقدّم نموذجاً لأن المعرفة هي قوة للتعايش بين الحضارات المختلفة، فضلاً عن كونها أساساً لبناء الحضارات على وعي وحُب.
*شكراً جميلاً، وزارة الثقافة، وشكراً جميلاً معرض الدوحة للكتاب، وفعلاً: بالمعرفة تُبنَى الحضارات.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق