رأي
أحمد حسين يكتب في نافذة أمان: “مكالمة بن زايد” هل ستكون صافرة النهاية لحرب السودان ؟
لم تكن الإمارات بدعا من الدول العديدة التي توافدت إلى بورتسودان المدينة التي تضم حكومة السودان ممثلة في مجلس السيادة الانتقالي والحكومة المدنية “مؤقتا” ؛ فكل الوفود الزائرة من عرب و عجم كانت تبحث في بورتسودان عن مصالحها وكيفية إبعاد شبح حرب السودان إليها والبعض الآخر له مآرب أخرى.
حقيقة لي رؤية أخرى بخلاف الأحاديث التي ظل يطلقها الناس منذ قراءة خبر الإتصال الهاتفي بين رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وبن زايد رئيس دولة الإمارات العربية؛ وهذه الرؤية تنبني على تسلسل الأحداث؛ ولعمري ان مكالمة هاتفية بين الرجلين لايمكن أن تتم مصادفة؛ وبالتالي لابد من وسيط يرعى هذه المكالمة ومخرجاتها.
بالرجوع إلى لغة الجسد التي كانت أبلغ من الكلام ابان زيارة أبي احمد رئيس الوزراء الأثيوبي تلمح أن المكالمة كانت ضمن توصيات هذه الزيارة غير المعلنة.
كذلك حدث آخر وهو ذهاب عبد الرحيم دقلو لجنوب السودان بصحبة اثيوبية ربما يكون لها علاقة بالمكالمة.
بحسب التحليل البسيط نجد أن دولة الإمارات توصلت مؤخرا إلى ما توصل إليه كل العالم أن الحرب في السودان إنتهت؛ وان كل محاولاتها لدعم المليشيا باءت بالفشل؛ وإن وضعت الحرب أوزارها في السودان على هذا الحال ” الانتصارات المتكررة للجيش السوداني واستسلام المليشيا في النهاية ” لذا انتهت الحرب على هذا المنوال سيكون وبالا على الإمارات بحيث أنها ستكون ففدت مالا كثيرا لتمويل التمرد ولم يتحقق لها ما أرادت وصوب العالم بأسره لكل سوءات الإمارات فضلا عن شكوى السودان ضد الإمارات في مجلس الأمن وكل مؤسسات المجتمع الدولي..
وبرايي أن التفكير السليم للامارات كان كيفية الخروج من الحرب و”الحرج” بأقل كلفة؛ واهتدت بعد تفكير طويل إلى أن أقصر طريق لتحقيق هذا الهدف هو الحديث مع رأس الدولة ” البرهان” .
الحديث معه حول إيقاف الحرب والاكتفاء بهذا القدر من الدمار و القتل والتشريد للسودانيين؛ فهي مصالح مشتركة عودة الأمن السودان وربما دفع “بعض التعويض” مقابل سك براءة يمنحه السودان ” كحكومة” يتم بموجبها سحب شكوى السودان ضد الإمارات في مجلس الأمن وكل مؤسسات المجتمع الدولي.
الإمارات تواجهه ضغوط داخلية وخارجية تجعلها إعادة التفكير بشكل سلس مع المشكل السوداني هذه الضغوط تجعلها تلهث في التوصل إلى اي إتفاق ينهي الحرب في السودان.
سبب آخر للمكالمة الهاتفية _وهو الأقوى لعمري _ قوة وصلابة الجيش السوداني والقيادة السودانية والشعب السوداني والتفافه حول قواته المسلحة وصار شعار ” جيش واحد شعب واحد ” على كل لسان حتى الأطفال و النساء والعجزة برغم ماحدث من انتهاكات للمليشيا ضد الشعب الأعزل.
الجيش والشعب كسر كل المؤامرات وخيب كل الآمال وضرب أروع الأمثلة في البسالة والوطنية والنخوة تعجب لها العالم ورفع لها العدو قبل الصليح “القبعات” ” رأينا بأم أعيننا كيف تغزل الأعداء قبل الأحبة في البرهان لقائد جيش لايشق له غبار.
فالامارات والعالم توصلوا لحقيقة مفادها أن السودان عصي على الاحتلال وعصي على كسر شوكته لأن كل الشعب السوداني أصبح جيشا؛ وبالتالي كان التفكير المنطقي هو الإنسحاب من هذه الحرب.
بلغة الدبلوماسية والدهاء الذي يتمتع به رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان نقول بالفم المليان أن مجرد إتصال بن زايد بالبرهان يعد انتصارا للسودان والسودانيون وهو لعمري إعلان لانتهاء الحرب في السودان.
حتما سيكون للمكالمة الهاتفية تبعات وخطوات متسارعة ستشهدها التطورات في الداخل السوداني قريبا ننتظر وننتظر البشريات.