رأي

محمد عبد الله الشيخ يكتب في نصف رأي: للمصريين: رجاءً لا تؤاخذونا بما فعل السفهاء منا

نصف رأي
محمد عبدالله الشيخ
للمصريين: رجاءً لا تؤاخذونا بما فعل السفهاء منا

يظل تعامل عدد كبير من السودانين مع مصر والمصريين قائم علي انطباعات سالبة تنقصها كثير من الحقائق والنظرة الموضوعية المتعقلة، وأغلب الذين زاروا مصر خاصة فترة ماقبل الحرب الدائرة في بلادنا الان لهم انطباع إيجابي عن مصر خلاف لما هو سائد الان، الذي يأتي أغلبه نتيجة لتصرفات غير محترمة وغير مسؤولة من بعض المهاجرين السودانيين بدولة مصر الشقيقة ،تصرفات مسيئة للسودان وقيمه وما عُرف عن السودانين بالمهجر من احترام قوانين وأعراف البلدان المضيفة لهم ،ويبقي من غير المقبول ان يقابل بعض السودانيين حسن ضيافة مصر لهم بهذا القدر من الفوضى ومؤكد لكل من يعرف مصر وشعبها لن تسمح دولة غير مصر ولن تتحمل هذا القدر من التدفق السكاني من السودانيين وحتى الذين دخلوا بطرق غير شرعية وفقت أوضاعهم واستقروا بمصر يتمتعون بكل الخدمات ويجد من يحترم نفسه كل الاحترام من أجهزة الدولة الرسمية بمصر وأعجب واستغرب للفهم الانطباعي المتحامِل علي المصريين بإستفزازهم وإستخفافهم بالسودانيين علي خلفية فيديو لاحد المصريين الذي في تقديري جهر بالحق والنصح بما لم نقله نحن لشبابنا الذين هربوا وتركوا البلاد تحترق واهلهم ينتهكون ويسحقون من قبل مليشيا الدعم السريع ليمارسوا الفوضى في مصر، ولنكن اكثر عدالة وموضوعية بإعادة مشاهدة ذلك الفيديو الذي هو نصيحة غالية ونقد موضوعي اولى به ان نقدمه نحن لشباب السودان بمصر الذين قدموا أسوأ صورة وأقبح سلوك عن السودان وكم تمنيت أن يكون صحيحا ما أُذيع ورشح عن منع الملحق الثقافي السوداني بمصر عن منع الحفلات الغنائية للسودانيين بمصر لما تمثل من قبح وتشويه لكل ماهو سوداني وكم اصبح مثير للغثيان تلك النماذج المائعة بمثل ما انتشر في فديو راقص لشاب سوداني وما حوله من جلبة وفوضى ومظهر لا يعجب سوداني اي كان مستوي التردي الأخلاقي والقيمي الذي يعيشه وهذا مثال واحد لمشاهد عديدة مخلة ومخجلة لم تنشر حتى إذا رفض المصريون هذه السلوكيات قامت الدنيا ولم تقعد فما هذه المثالية التي نطالب المصريين بأن يعاملونا بها علي حساب بلدهم وأمنها وهيبة دولتها، وقد يفوت علي الكثيرين ويجهلون ان الشعب المصري شعب ذواق منضبط في تعامله مع الأشياء بأمكنتها وأزمانها وقدرها دون خلط ولا ربكة كالذي يفعله الكثير ممن هاجروا الى مصر فاصيبوا بتلك الصدمة الحضارية التي كان نتاجها هذا الوجه القبيح الذي يقدمونه إساءة لبلدهم التي يحفظ المصريون لها الكثير من الإحترام لماذا لم يتأثر هولاء الفوضويون بهمة الشباب المصري وغيرته علي بلده وحرصه عليها لماذا لم يتعلموا من سلوك المصريين وانضباطهم في وسائل النقل بالاتوبس والميترو، لماذا يقدمون هذه لصور المبتزلة جاهلين بما قدمه الكابلي ((مصر يااخت بلادي ياشقيقة)) وماكتبه الهادي ادم وتغنت به كوكب الشرق ام كلثوم ،لماذا أساءوا لتاريخ السودانيين من خريجي الأزهر الشريف وقصر العيني وعين شمس وكلية دار العلوم من جيل الأستاذ الشاعر محمد سعيد العباسي ورغم كل هذا العبث تخرج شابة مصرية في فيديو تدعو المصريين لاحترام السودانين وتصفهم باجمل الأوصاف وأرقى الشعوب وتقول انهم جديرون بالاحترام والمعاملة الطيبة وعلى المستوى الرسمي تصدر التعليمات والتوجيهات من وزراء مصريين بعدم التعرض للسودانيين والإساءة لهم وهذه هي مصر التي عرفتها وزرتها مرات لم أجد منها الا ما تمنيت وما ذهبت من أجله ومن أراد الفوضى على شاكلة مافعلوا بالخرطوم بالتتريس والاعتداء علي الشوارع والصفاقة والاساءة والتسكع في الشوارع وعدم مراعاة حرمات الناس ومقدرات البلاد هو ما اوردنا واورثنا هذا الوبال الذي نعيشه في القاهرة وغيرها و لمصر وشعبها العتبى وكان الله في عون بلادنا وسمعتها واقول لبعض المصريين الجانحيين لتعمييم الحكم بهذه التصرفات علي كل السودانين بمصر فإن الغالبية أجبروا علي هجر بلادهم ليس كرها ويصبح من الظلم ان ينسب إليهم التضييق والغلاء واي خلل في الحياة فليس من الإنصاف تعميم تصرفات فئة قليلة علي كافة المهجرين قسرا الي بلدكم بل هم عكس أولئك تماما ومنهم من انتقصت حياته مما كان يعيشه في بلده من رفاه ونعيم ولم يخرجو الا مكرهين بحثا عن الأمن وما عانوه من تهديد لحياتهم بعد تركوا خلفهم أرقي المساكن متعددة الطوابق فلا يعني للواحد منهم إيجار شقة او حتي عمارة مهما كلفه ذلك مرعاة للاثر النفسي لابنائه وعلي هذه الخلفية يجب أن تكون النظرة والمعاملة
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
هذا مالدي .
والرأي لكم، ونصف رأيك عند أخيك.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى