رأي

ياسر الفادني يكتب في من أعلى المنصة: جنيف للعماري الجيد !

من أعلي المنصة
ياسر الفادني
جنيف للعماري الجيد !
لي صديق يعتبر من التجار الذين يمكن أن أقول فيه أنه تاجر شاطر و(مفتح ) كلمايفتح محل تجاري جديد يسميه إسما دلالاته يستنبطها من الترند السياسي الماثل ! قبل عدة سنوات وأثناء إتفاق البشير مع قرنق في منتجع مشاكوس إفتتح محل اسبيرات واكسسوارات خاصة بالهاتف السيار واسماه (مشاكوس ) ! بعدها توسعت تجارته و إفتتح محلا آخرا أسماه (نيفاشا ) بعد أن إنتقلت المفاوضات إلى نيفاشا
هاتفني بالأمس وقال إفتحتت محلا جديدا أنيقا سميته( جنيف للعماري الجيد ) ! فضحكت علي هذا التسمية واختيار هذا الإسم في هذا الزمن قلت له مازحا : يبدو أن الصنف ليس وارد (طويلة ) كما نقرأ علي لافتات العماري المنتشرة لكنه وارد جنيف مباشرة فضحك وسألته (كيف الزول لو مافاطر) ! قال لي : مايخاطر !!

لعل المفاوضات التي تعكف عليها الولايات المتحدة وتصر علي قيامها في جنيف خلال النصف الأول من الشهر القادم لانعرف حتي الآن هل تشارك الحكومة السودانية ممثلة في القوات المسلحة أم لا لم يصدر بيانا رسميا في هذا الشأن إلا (طراطيش كلام طلعت فالسو ! ) نحن نقف مع قيادة القوات المسلحة في قبولها هذا الأمر أو رفضه أو إبداء اي ملاحظات عليه فهي مفوضة لذلك والكلام منتهي

من الطبيعي جدا وأتوقع بلا شك أن المليشيا سوف تبصم بالعشرةوسوف توافق علي لقاء جنيف والدخول في مفاوضات مع القوات المسلحة
الجديد في هذه المفاوضات أن هنالك أطرافا جديدة سوف تدخل فيها زيادة علي التي كانت في جدة واختفت مفردة (المسهلين) التي سمعنا بها في منبر جدة سابقا ، البيان لم يذكر اويبني المفاوضات علي ماتم في جدة برغم أن القوات المسلحة من قبل صرحت بألا مفاوضات تعقد إلا بتنفيذ ماورد في شروط جدة بمغادرة المليشيا بيوت المواطنين في الخرطوم لكن الآن بيوت المواطنين دخلوها في سنجة والدندر ومدن أخري يولاية سنار واخرها السوكي ،السؤال الذي يطرح نفسه هل سوف تتوسع مفردات الشروط القديمة إلي تلك أم لا ؟

يجب أن نقرأ التاريخ السياسي الحديث للسودان جيدا ونتعظ فيما يحوي في صفحاته من اتفاقيات تمت من قبل ، اتفاقية فصل الجنوب عن الشمال خلفت (خازوق) إسمه (ابيي) لم تحسم وتركتها معلقة وتحضرني العبارة التي قالها المرحوم الصادق المهدي عندما علق علي الاتفاقية يقصد عدم حسم ملف ابيي حيث قال : (مشطوها بي قملا ) معروف ان المفاوضات التي تؤدي إلى اتفاق فيها أمران الأمر الأول حماية مصالح الدول العظمي أو التي تتسبب في الصراع ، ترك نقطة أو نقطتين دون الحسم كمسالة عائمة يمكن أن تشكل خميرة عكننة مستقبلا كل مرة

إني من منصتي أنظر….حيث أري الآن…. أن مفاوضات جنيف تاريخها المضروب قد أوشك ،فهل يستفيد صاحب جنيف للعماري الجيد من هذا الاسم ويكسب زبائن بوارد جنيف ! أم يمسح ذلك الإسم و يكتب بدله (فشليف للعماري الجيد )؟ !!.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق