سياسة
مسار دارفور .. جهود لتنفيذ إتفاق السلام وحماية المدنيين
الخرطوم: سودان بور
دشن وزير الداخلية رئيس الآلية الوطنية لحماية المدنيين الفريق أول عنان حامد في الخرطوم مركبات قوات حفظ الأمن في دارفور. وقال عنان إن حماية المدنيين أمر يهم الدولة في أعلى مستوياتها وأطراف العملية السلمية في دارفور، ودعا إلى بذل كل الجهود لتحقيق التنمية والنماء لإنسان دارفور، وتوفير الدعم اللازم لتنفيذ الإستحقاق الذي فرضته إتفاقية جوبا لسلام السودان. وحيا عنان لجان أمن دارفور التي تقوم بواجبها بشكل كبير في ظل ظروف معقدة، مؤكداً دعمهم لكل الجهود التي ترمي لبسط الأمن والإستقرار، وعودة النازحين إلي قراهم.
وأكدت القوات المشتركة في دارفور أن الأولوية لحماية المدنيين، وقال الرئيس المناوب للجنة العسكرية العليا المشتركة للترتيبات الأمنية مسار دارفور الفريق سليمان صندل، إن الدفعة الأولى من القوات وقوامها 1700 مقاتل سابق من حركات الكفاح المسلح لحماية المدنيين، تم تدريبها بصورة جيدة فى مجال حقوق الانسان لحفظ الأمن في معسكرات النزوح ومختلف الأماكن. وأشار إلى أن الترتيبات جارية لتدريب الدفعة الثانية والتي تضم 2500 مقاتل سابق. وأوضح صندل، أن العربات تمثل دعماً حقيقياً لهذه القوة.
وكان نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو قد أكد في تصريحات خلال زيارته لمناطق الأحداث الأخيرة بمحلية بليل بولاية جنوب دارفور على ضرورة تنفيذ إتفاق جوبا الذي نص على إحلال السلام بكل ولايات دارفور. وقال دقلو أنه بالرغم من توقيع هذا الإتفاق ودخوله حيز التنفيذ، إلا أنه لا تزال هنالك بعض التفلتات الأمنية التي تضر بعملية السلام، ودعا نائب رئيس مجلس السيادة إلى التمسك بالإتفاقية بإعتبارها ركيزة التنمية والإستقرار والأمن.
وفي إكتوبر من العام 2020م وقعت الحكومة السودانية وحركات الكفاح المسلح على إتفاق سلام في مدينة جوبا حاضرة جمهورية جنوب السودان، إلا أنه لا زالت هناك حاجة عاجلة للتنفيذ الكامل للإتفاق، بما في ذلك الترتيبات الأمنية، والنشر السريع للقوة المشتركة لحفظ الأمن لضمان حماية المدنيين، بالإضافة إلى إنشاء المفوضيات ذات الصلة كمفوضية اللاجئين والنازحين، ومفوضية العدالة الإنتقالية، مظ الأراضي والحواكير ومفوضية الرحل والرعاة، وتنفيذ البنود الأخرى المرتبطة بالتشارك في السلطة والثروة وجبر الضرر.
من جانبه أكد الباحث والمهتم بشؤون دارفور محمد الحاج أن الإلتزام بتنفيذ إتفاق جوبا لسلام السودان، وخاصة بند الترتيبات الأمنية، يقي دارفور من التفلتات، ويبسط الأمن والسلام، ويحافظ على ما تم إنجازه خلال الفترة السابقة. وقال محمد أن دعوات دقلو لمعاونة الأجهزة النظامية وضرورة تنفيذ إتفاق جوبا على أرض الواقع هي دعوات صادقة ومسؤولة، وتصدر عن شخص يهمه أمن الوطن وإستقرار شعبه، لذلك يجب الإستجابة لمثل هذه الدعوات، والإبتعاد عن إثارة الفتن والنعرات القبلية وتأجيج الصراعات.
ودعا الباحث الحاج إلى بذل كل الجهود لتحقيق التنمية والنماء لإنسان دارفور، مطالباً المجتمع الدولي بالإلتزام بتعهداته وتوفير الدعم اللازم لتنفيذ الإستحقاق الذي فرضته إتفاقية جوبا لسلام السودان. وقال محمد إن أهل دارفور إنتظروا كثيراً قوة حماية المدنيين التي ستلعب أدواراً مهمة في حفظ أمن وإستقرار الإقليم، مناشداً القادة المحليين والإدارات الأهلية بالمساعدة في تثبيت عمل هذه القوة لفرض هيبة الدولة وقطع الطريق أمام المخربين والساعين إلى إشعال الحرائق في إقليم يمضي بثبات نحو التعافي الكامل، ويحلم إنسانه بالتنمية والنماء والسلام