إتصلت قبل قليل بالصديق الدكتور علي بلدو استشاري الطب النفسي وطب الاعصاب ، وسألته يا دكتور :
هل نكران الجميل نوع من المرض النفسى ، فضحك واجاب بنعم ناكر الجميل و من يجحد فضل الآخرين و يتنكر لهم، فهو مريض نفسي و فات حدو و لابد أن يتم عرضه على دكتور على بلدو و ذلك من أجل مساعدته في تشخيص جوهر مشكلته ، و بالتالي تقديم الخيارات العلاجية المتاحة من أجل تغيير سلوكه ، و خروجه من هذا السلوك السلبي ، و الذي ينتج عنه في الغالب خسارته لعلاقاته الاجتماعية .
هذه إجابة البروف الإستشارى على بلدو بحذافيرها بدون زياده ولا نقصان !!
يا أخوان فى هذا الزمن الغابر كثر نكران الجميل وهذه لعلمى من إحدى الصفات المذمومة ، و التي إذا ما وجدت بأي شخصاً كانت دليلاً دامغاً على خسة نفسه ، و مرض قلبه علاوة على نقصان إيمانه بل أن هذه الصفة تتنافى مع الطبيعة الإنسانية السليمة ، و التي تحب بطبيعتها من أحسن إليها .
الشى الطبيعى هو أن لا يستغني الناس في هذه الحياة عن بعضهم البعض، فلا يستطيع أن يعيش أيّ فرد بمعزل عن غيره ومعنى ذلك أن هذا الفرد سيؤدي إلى الآخرين ما يحتاجون إليه، ففي حياتى واجهت واتعرفت على أشخاص فأهديتهم أحاسيسى بكل معانيها فكنت أخاف على مصلحتهم وأقوم بتوجيههم ونصحهم في الخير أقف بجانبهم في كل وقت في السراء والضراء ، ولكن تأتي الأيام وتنقلب المعاني في القلوب إلى جمود المشاعر ونكران لصنائع المعروف وبدون سابق إنذار وفي يوم وليلة تنقلب كل الموازين للتحوّل إلى تجاهل وعدم مبالاة وهجران ونكران فبهذه الكيفيه إنصدمت بهم وتساءلت فى نفسى ما كل هذا الجحود والنكران فأنا لم أخطئ في حقهم ولم أضرهم بل على العكس قدمت لهم كل ما يدر عليهم من الخير ولكن هذا هو حال بعض البشر .
تذكرت أبيات شعر للأستاذه داليا ألياس قالت فيها :
محل ما تقبل… تلقى الناس النست العشره وباعت فضلك للنكران
وتلقى الناس التطعن ضهرك رغم جمايلك فيها زمان
وتلقى الناس التاكل لحمك وتمضغ سيرتك بالبهتان
وتلقى الناس الخانت عهدك….وفتحت بابك للخذلان
وتلقى الحاله الصعبه الدايمه….وتعرف إنك فى (السودان)!!!!!
وزادت عليها ب :
ناس ..اكاله.. وناس… نكاره… وناس محتاله…نفوسا ضعيفه
ناس غداره….وناس حقاره…وناس فى الغش والله حريفه
ناس قدامك تبسم راضيه…وناس بوراك أعمالا مخيفه ..
عموما ناكر الجميل هو أكثر الناس بلا قلب، ولا ضمير، ولا إحساس قد يتسبب بردة فعل سيئة لمن ساعده، واحتاج إليه. فناكر الجميل هو أسوأ مخلوق على وجه الأرض. فنكران الجميل هو صفة اللئيم، ويجب التعامل مع هؤلاء الأشخاص بحذر لأنها تعد أحد صفات الخيانة.
حقيقة من ينكر معروفك فهذا يوجعك ويؤلمك ويصدمك فبالتالى يجب أن لا تسمح له أن يلوث داخلك الجميل ويفقدك الثقة في الجميع .
ختاماً :
عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( من صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوا به فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه)
