تحقيقات وحوارات
زيارة البرهان للصين.. هل تكسر تردد البرهان نحو الإتجاه شرقا؟؟
تقرير: أميرة الجعلي
لم يعد سرا ان رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان ظل مترددا طيلة الفترة الماضية بين إعادة العلاقات مع واشنطون والغرب، رغم أنه قدم الثمن للموافقة على الإتفاق الإبراهيمي مع اسرائيل خلال فترة ترامب، لكن أفرزت الحرب التي تقودها مليشيا الدعم السريع حقائق جديدة أبرزها أن كافة الدول الغربية التي اتخذت موقف الحياد، وأطلقت يد الإمارات باطالة أمد الحرب واستمرار دعمها لمليشيا الدعم السريع.
وفي الأثناء كانت قد برزت تصريحات بين كبار المسؤولين في روسيا والسودان من قبل يعربان عن رغبتهما المشتركة في تطوير العلاقات بما في ذلك مواصلة الحوار حول الوجود العسكري الروسي في منطقة البحر الأحمر وهو الأمر الذي تخشاه واشنطون.
ورغم التعبير عن النوايا الحسنة بين موسكو وبورتسودان الا أنه لم يصل مرحلة التطبيق الفعلي.
إعادة الثقة:
ومن خلال مشاركة البرهان في قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي، وكثافة لقاءاته مع الشركات الصينيةوتوقيع عدد من الاتفاقيات، فان هذه الزيارة قد حققت اختراقا يعيد الثقة التي انهارت بين السودان والصين بعد ثورة ديسمبر التي تجاهلت العلاقات مع الصين واتجهت كليا نحو الغرب، أثناء فترة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك.
ولعل المؤشر الأبرز اللقاء الذي جمع بين البرهان وشركة CNPC. الصينية ذات السهم الأوفر في صناعة وتصدير النفط السوداني وما تزال لديها ديون على حكومة السودان.
حيث قام رئيس مجلس السيادة على هامش مشاركته في قمة منتدى التعاون الصيني- الإفريقي، بزيارة إلى مقر مجموعة CNPC الصينية العاملة في مجال النفط والتي تعد من كبرى الشركات العاملة فى مجال صناعة وإستخراج النفط في السودان.
وتلقى رئيس مجلس السيادة شرحاً ضافياً من داي هوليانق الرئيس التنفيذي لمجموعة CNPC حول خطط وبرامج ومشروعات الشركة المستقبلية في السودان.
طوق نجاة:
وأكد الرئيس التنفيذي حرص المجموعة ورغبتها وإستعدادها لدعم وإنفاذ مشروعات النفط في السودان والمساهمة في إعمار المنشأت النفطية التي دمرتها المليشيا الإرهابية المتمردة، ومواصلة العمل في الإستكشاف النفطي في البلاد وتطوير قطاع النفط.
وأشار وزير الطاقة والنفط المكلف محي الدين نعيم محمد سعيد في تصريح صحفي أن اللقاء أمن على دور الشركة فى تطوير قطاع النفط في السودان، لافتاً إلى أن رئيس مجلس السيادة أكد على أهمية إستمرار العلاقات الإقتصادية بين البلدين وتذليل كافة العقبات والتحديات التي تواجه الشركة للقيام بنشاطاتها الإستكشافية ودفع مجالات تطوير النفط، ومعالجة ديون الشركة والتوسع فى الإستكشاف الجديدة.
وأكد أن الشركة الصينية تمثل طوق النجاة لقطاع النفط فى أعقاب التخريب الذي طال المنشآت النفطية بسبب التدمير الذي قامت به المليشيا الإرهابية المتمردة في هذا القطاع الحيوي.
كسرا للجمود:
ولا شك أن التفاهمات لعودة الشركات الصينية إلى مجال الطاقة والنفط في السودان، وكذلك الإتفاق الذي وقعته شركة منظومة الصناعات الدفاعية مع الشركات الصينية يعد كسرا للجمود في العلاقات بين الصين والسودان، خاصة بعد فرض العقوبات الغربية على منظومة الصناعات الدفاعية.
حيث شهد رئيس مجلس السيادة مراسم التوقيع على إتفاق بين منظومة الصناعات الدفاعية و شركة بولي (POLY)الصينية للتعاون الإستراتيجي في المجالات الحيوية والدفاعية ، ويأتي الإتفاق في إطار الإسناد الدفاعي الفاعل في شتى المحاور العسكرية وأن هذه العقود من شأنها المساهمة في إستدامة الجاهزية الدفاعية والأمنية بالدولة.
إضافة إلى التوقيع على إتفاقية للتعاون بين منظومة الصناعات الدفاعية و شركة CPMIEC المتخصصة في الصناعات الدفاعية الحيوية.
العبرة في التنفيذ:
وفق هذه المعطيات فإن زيارة البرهان للصين قد تكسرت تردده السابق في ضرورة التوجه شرقا خاصة المحور الروسي الصيني الإيراني التركي مقابل الحصار والعقوبات التي فرضتها الدول الغربية على الجيش السوداني.
ولكن العبرة في تنفيذ هذه الإتفاقيات، والمضي قدما في مسار هذه العلاقات، رغم التهديد المعلن والمبطن من واشنطون التي تتولى عملية التفاوض والوساطة بين الجيش والدعم السريع.