رأي
صلاح دندراوي يكتب في نقطة ضوء: وخليك (سوداني)
نقطة ضوء
وخليك (سوداني)
بقلم/ صلاح دندراوي
رغم ان السودان يصنف من الدول الفقيرة ودول العالم الثالث الموغلة في التخلف والبدائية، إلا أن ما به من إمكانيات وثروات طبيعية وبشرية يمكن أن تجعله ليس في مصاف الدول المتقدمة، بل في صدارتها، لأن الله حباه بكل مقومات هذه النهضة من ثروات وطاقات، وفوق ذلك إنسان ذكي هميم قادر على الصعود بهذا البلد إلى الآفاق.
إلا أن الدول التي تسمى بالعظمى تأبى لأمثاله من دول أن تنهض وتتقدم الصفوف، فتجدها تسخر كل إمكانياتها لإضعافها وصرفها عن الإلتفات لإمكانياتها وتسخيرها فتخلق لها من الازمات وتسلط عليها من الآفات البشرية من حروبات وكوارث حتى تشغلها بنفسها ولا تجد من المساحات لتسخر إمكانياتها تلك لخدمة شعوبها ورفاهيتها.
والسودان رغم الحصار الذي فرض عليه، وتلك الممارسات التي جعل يفرضها عليه الأعداء وتحريضهم للغير، حتى من ضعاف النفوس من بني جلدتنا، إلا انه إستطاع بحنكة وعزيمة رجاله ان يظل صامدا، وان يبرز في كثير من المجالات ويتفوق فيها حتى على الدول صاحبة الإمكانيات والتي تدعي التطور، ورغم ظروف الحصار والإستهداف الذي مارسته تلك الدول على السودان لا سيما في عهد الإنقاذ، إلا ان السودان بفضل الله، ثم بفضل حنكة قياداته إستطاع القفز فوق تلك المؤامرات والعبور لمرافئ الإنجاز، فكانت ثورة البترول التي تفجرت براكين في حقول السودان، وكذا كانت تلك الطفرة الكبرى في مجال الإتصالات، وكيف أن هذا السودان الذي كانوا يعدونه مهيض الجناح بات يزاحم العمالقة في التكنلوجيا، ليكتب لنفسه التفوق ويتصدر الدول العربية والافريقية في مجال الإتصالات، وكيف أنه إمتللك ناصية هذه الخدمة فبدأ من حيث إنتهى الآخرون، فتمددت الألياف الضوئية على مدار السودان، وبات مجال الإتصالات يهز وسط أقرانه العظماء ويحقق تلك الطفرة.
وكان لسوداتل الشركة السودانية ذاك الفضل الكبير وفلذة كبدها(سوداني) لتقف على صدارة ذلك المجهود. فكانت(سوداني) وهي تحمل ملامح واسم هذا الوطن العزيز وذاك الإنتماء الأصيل، وإنطلقت تمد الناس بتلك الخدمة المهمة، ولم يقف جهدها على حدود الوطن بل تمددت لتفيض بخيرها على الآخرين من دول القارة. فطفقت شهرتها الآفاق.
وحتى في ظروف الحرب الجارية الآن ورغم كثير من المصاعب التي أقعدت بكثير من شركات الإتصالات الأخرى، إلا أن (سوداني) ظلت صامدة تتجاور تلك المطبات لتقدم خدماتها لمواطن هذا البلد الكريم أينما كان وتقصر عليه المسافات لا سيما بعد ان شردت بالناس الحرب وشتت شمل كثير من إلاسر، إلا ان (سوداني) ظلت احد أهم الروابط بين تلك الاسر، وتربطهم عبر الإنترنت بما يجري من أحداث داخليا َخارجيا.
ولم يقف جهد تلك الشركة العملاقة عند هذا الحد بل كان لها من الأدوار المشهودة في ظل المسؤولية الإجتماعية ورأينا كيف ان جهدها ظل يصل للمواطن في علاجه ومعاشه وشربه وبناه التحتية، فظلت سندا ودعما لهذا المواطن لينطبق عليها بالفعل الشركة الوطنية وتحقق متلازمات الإننتماء لهذا الوطن السودان وإنسانه.
إن (سوداني) ظلت وفية لهذا الشعب تسنده وتقدم له كثير من المعينات الضرورية التي يحتاجها فضلا عن هذا الدور الهام في مجال الإتصالات والإنترنت التي جعلت المواطن السوداني في قلب الأحداث الداخلية والخارجية، وفوق ذلك ينتظر منها اهل السودان الكثير من المواكبة والتسهيلات.وإن كان البعض يتحدث عن بعض الزيادات التي طرأت على الخدمة فاحسب ان ذلك جاء تبعا لكثير من المتغيرات على راسها إنخفاض العملة السودانية في مواجهة الأجنبية فضلا عن الإرتفاع في تكلفة التشغيل وارتفاع اسعار كثير من متطلبات الخدمة، ونحن هنا لا ندافع عن الشركة بقدر حرصنا علي إستمرار خدماتها لا سيما وأن غالبية أهل السودان يعتمدون عليها لا سيما في التحاول المالية(بنكك) وخلافه فضلا عن الإتصالات والنت.