رأي

عمر محمد على ترتوري يكتب: الجبايات تجعل المواطن يعيد النظر كرّتين ثم يعلن العصيان

إستبشرنا بعام ٢٠٢٣ خيراً وسروراً ، فإذا بوزارة جبريل تزيد الرسوم الحكومية زيادات خرافيه لتعوض بها نقص الميزانية .
هذه الإجراءات تلقي بمعاناة وضيق على المواطن المغلوب على أمره وتجعله معدم بدلاً من الفقر لأن الخدمات التي تقدم في مقابل هذه الرسوم معدومه ، ثم أن هذه الرسوم كبيرة جداً وربما تفتح الباب على مصراعيه للفساد و خصوصاً في غياب الضبط والرقابة المعدومتين وهذه السياسة يا جبريل تضر بالإقتصاد فأين جبال الذهب والقطن والسمسم ثم أين خيرات السودان !!؟ أظنها لهطت وسرقت ثم جفت .
أعود لعنوانى أعلاه فأقول :
إن هذه الوضعية برفع قيمة الرسوم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد والركود العام بسبب تدني الإنتاج، تُسهم في مفاقمة معيشة السودانيين ومن
شأنها زيادة الاحتقان وارتفاع معدلات الفقر ثم تجعلهم يعيدون النظر كرتين وهذه المره مباشرة للعصيان بدلاً من الهتافات لأنه عندما تنتهك الحكومة حقوق الشعب، يصبح عصيانها بكل شرائحه أكثر الحقوق قدسية وأكثر الواجبات حتمية .
الآن المواطن المغلوب يحس بالخوف و الجوع والقلق لأن كل من حوله ضباب .
بالأمس تجولت فى سوق أمدرمان كحب إستطلاع ليس إلا !! فو الله العظيم رأيت كل الوجوه من حولى كالحه والأجساد واهنه والعيون غائرة وكل واحد صارى وجهه ومادى كازومه ( بوزه ) وكل الناس مغبرين وجلودهم مكرمشه وخصوصاً أعلى الجبهه ( فوق للحواجب ) قسماً
عظماً مافى زول مبتسم والكل جارى وإلى اين ، لست أدرى !!!؟
إنعدمت الإبتسامة والقفشات والضحكات والمزاح حتى فى الملمات و الاسواق واختلطت الأفراح بالاتراح والحابل بالنابل والناس يترنحون كالسكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب اللا دولة عظيم .
ولكن بالمقابل عزاؤنا نحن الدولة الوحيدة التى تنفرد عن غيرها من دول المنطقة بقدرتها على إسقاط النظم من خلال حركات العصيان المدني، وهكذا فعلناها في عهد إبراهيم عبود وجعفر نميري وحتى البشير لولا تدارك الوضع آنذاك ..
نمر الآن بإرهاصات وتقلبات كارثية على كافة الأصعدة سياسية وإقتصادية و أمنية وحتى مجتمعية وثقافية ، و لكن المنجمون قالوا هذا العام طالما هو فردي قد تتغير الأمور، وتتقلب فيه الأحداث فجأة وبين لحظة وأخرى فما علينا إلا الإنتظار والترقب ونتمنى ان لا يكذب المنجمون بل يصدقوا .
ختاماً :
ﻋﺰﻳﺰ ﺍﻧﺖ ﻳﺎ ﻭﻃﻨﻲ ﺑﺮﻏﻢ
ﻗﺴﺎﻭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻦ
ﺑﺮﻏﻢ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺸﻮﺍﺭ
ﻭﺭﻏﻢ ﺿﺮﺍﻭﺓ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ
ﺳﻨﻌﻤﻞ ﻧﺤﻦ ﻳﺎ ﻭﻃﻨﻲ
ﻟﻨﻌﺒﺮ ﺣﺎﺟﺰ ﺍﻟﺰﻣ

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق