سياسة

حزب الامة والدعوة لمفاوضة العسكر مابين التخوين والمصلحة الوطنية!

الخرطوم: سودان بور
صرح حزب الامة علي لسان قيادته “برمة ناصر” عن قرب فراغه الوشيك عن تشكيل كتلة مدنية للتفاوض مع العسكر ومن قبل في الايام الماضية صرح ايضا بضرورة الحوار مع الجميع بمافيهم العسكر! وربما قطع شوطا واسعا في هذا الجانب من خلال توسع دائرة اتصالاته بما جعل الحرية والتغيير تصرح ايضا بان حزب الامة يخوض هذه المشاورات وما يزمع القيام به من محاورة للعسكر منفردا لوحده ولايمثلها في ذلك ولا علاقة للحرية والتغيير بما يقدم عليه من اعمال تتعلق بالجلوس والتفاوض مع العسكر!
كل ذلك يجعل الكثيرون يتساءلون عما اذا جاء الوقت الذي يعلن فيه حزب الأمة انهاء علاقته مع الحرية والتغيير؟
خاصة بعد تصريحها بانه يقود حواره مع العسكر منفردا ولا يمثلها! مع عدم اغفالنا للاشكالات الباكرة (منذ حياة الامام الراحل الصادق المهدي) لحزب الامه حول هيكلة قحت وتحفظاته الأخرى التي ادت الي تجميد نشاطه فيها! ومعلوم ان ذلك اي ماتعانيه قحت من عدم هيكلة واضحة تقود لتوحيد ومركزية القرار؛ يعتبر احد اسباب اطالة الازمة السياسية بالبلاد؛ وسببا رئيسا في زيادة الصراع السياسي فيما بين تيارات قحت بعضها ببعض وبينها وبين العسكر من جانب آخر!
السؤال الذي يفرض نفسه هو هل يئس حزب الامة من اصلاح قحت؛ فقرر ان يخوض وحيدا معركته السياسية من أجل الوصول الي حل؟ وماهو تجاوب الصدى فيما بين خطوته المذكورة والتصريحات التي اطلقتها الجبهة الثورية مؤخرا بعد مؤتمر الدمازين؛ حول ضرورة التفاوض بين المدنيين والعسكر! يبدو انها دعوة تجد القبول المتبادل خاصة لدى حزب الامة الذي يتمتع بتجربة سياسية عريقة وخبرة تؤهله للوصول من خلالها الي ضرورة التفاوض من اجل تجاوز الانغلاق السياسي الذي تعيشه البلاد!
يبقى السؤال الاهم وهو هل تنجح مساعي حزب الامة في تكوين الكتلة المدنية؛ وماهي فرص نجاحها في معالجة الازمة السياسية وفك اختناق المشهد وتنفيس احتقانه الضاغط؛ ام يتعرض لحملة من التخوين كالعادة! رغم دعوته المنطقية للحوار لانه مهما طال امد الصراع لايمكن معالجته الا عبر التفاوض والجلوس مع بعضنا البعض كسودانيين دون وسيط او ضغوط واملاءات خارجية!؟

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق