رأي

ياسر الفادني يكتب في من أعلى المنصة: أولاد ابراهيم للكوميديا !!

من أعلي المنصة

ياسر الفادني

أولاد ابراهيم للكوميديا !!

الحرب المفروضة علي هذه البلاد التي خلفت الخراب وخلفت الدمار صنعت نوعا جديدا من الكوميديا الضاحكة الباكية أبطالها الجنجا والشفشافة الذين صعدوا علي مسرح اللامعقول الكوميدي القبيح

أكبر أسواق صنعها الجنجا في الجزيرة هي أسواق تمبول ،حلة محجوب ، الحديبة ، لعل هذه الأسواق معظم السلع التي تباع فيها (مشفشفة) ،هذه الأسواق يشرفون عليها ويحرسونها الجنجا ويسمسرون فيها ويأخذون الأتاوات في كل سلعة

الأبواب الحديدية تراها (بي دساتيرها معروضة حتي كتلة الخرصانة الثابتة في هذه الدساتير ظاهرة ،الباب الذي له دستور سعره يختلف من الذي ليس فيه دستور ! أغلي باب حوش من الطراز الحديث لا يتعدي ٧٠ الف جنيه في حين أن سعره الحقيقي ٧٠٠ الف جنيه ،
في سوق الحديبة يحكي أن أحدا من الجنجا عرض ثلاجة شفشفها من إحدي المشارح التي يوضع فيها الموتي وهو لايعرفها خالها ثلاجة عادية قيل أنه كلما يضع فيها خضار تصرخ بصفارة وتكتب علي بوابتها بالنور الأحمر No No , يخرج منها الخضار فتسكت ثم يضع فاكهة فتصرخ مرة ثانية فيخرج الفواكة والناس يتفرجون داخل السوق دهشة وضحكا، اخيرا وضع فيها كوارع ولحمة فسكتت وقال يبدو أن هذه الثلاجة هي ثلاجة جزارين!

في سوف تمبول عرضت (حِلَل) ! مختلفة الأشكال للبيع مكتوب عليها جمعية نساء أم عضام الخيرية وفي سوق حلة محجوب عرضت مكنة لغسيل الكلي شفشفت من مستشفي الكلي وعرفها طبيب وذهب للبائع وسأله ماهذه قال سريعا: غسالة اتوماتيك!! وفي نفس السوق وعرضت صواني ذوات احجام مختلفة مدقوق علي طرفها بالمسمار (امنة بت خوجلي ) ! ، حتي الادوية والمبيدات تعرض البندول بالكوم والفلاجيل بالكوم ولا يعرفون مااسم هذا الدواء أو المبيد تسأل انت ويقول لك الشفشاف فتش وشيل دواك !

هذه الأسواق هي عبارة عن دنيا غريبة ….وأشكال اغرب تبيع كلما تنقل بواسطة إلكارو ولعل من يمتلك حمارا وكارو في الجزيرة كأنه يمتلك بوكس ٢٠٢٣ في المدن الآمنة، هذه الأسواق تعج ببيع الحمير المشفشفة حيث يبلع سعر الحمار الجامد مليون ونصف جنيها والمكادي ٧٠٠ الف والهزيل الجيعان ٥٠٠ حتي دجاج المزارع لم يسلم من البيع الكوميدي العجيب

إني من منصتي أنظر….حيث أري مسرحا علي خشبته شكلا جديدا من ضروب الكوميديا ولعله ظهر حصريا هنا وهي (كوميديا الشفشافة ) ! لوحضرها (محمد الماغوط) لكتب فيها مجلدات ومجلدات ، إذن يبدو أن أولاد ابراهيم توسعت تجارتهم من أولاد ابراهيم للإطاري…. الي أولاد ابراهيم للشفشفة الخارحية والداخلية وتوسعوا ثقافيا فصنعوا أولاد ابراهيم للكوميديا ! .

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق