رأي

بابكر عبدالله محمد يكتب: الكتب القديمة حاوية الحقيقة

بسم الله الرحمن الرحيم
الخميس ٣ اكتوبر ٢٠٢٤م
( الكتب القديمة حاوية الحقيقة )
” ٥ من ٥ ” الجزء الاول
(( Old Books Literature Container of the Truth ))
الحلقة الخامسة تعقبها خاتمة . ( تاريخ انضمام السودان للمهاتفة والصراع القومي الوطني ضد الامبريالية العالمية ) الأرباح والخسائر .
نواصل المنشور الأخير للمهاتفة وفقا للتغيرات الثقافية الكبري والتي حدثت في السودان خلال اكثر من اربعة عشر قرنا من الزمان . ومنذ تاريخ دخول الإسلام وتعلم سكانه المحليين اللغة العربية والانتشار السريع للاسلام واللغة العربية وسط سكانه والذي يعزي الي أنه كان انتشارا ناعما ولطيفا ورفيقا كغيره في الكثير من الدول الافريقية.
و لم يحدثنا التاريخ المعاصر انه كان بسبب غزوات او جيوش مسلحة او انتشار بحد السيف ، دعونا نربط الفترات الثلاث او مراحل الأحداث الكبري التي مرت بها البلاد من خلال الأفكار التي طرحتها في المنشور السابق .. فاذا نظرنا الي تاريخ السودان ومنذ مؤتمر الخريجين فقد انقسم الجيل الأول من الخريجين الأوائل من كلية غردون فيما بينهم من اول وهلة …وحسب ما ذكرت فإن مؤتمر الخريجين يمثل المرحلة الرابعة من تاريخ السودان المعاصر والذي مثل بداية الصراع الداخلي والخارجي مابين تيار القومية الوطنية ضد القوي المساندة للامبريالية العالمية .والتي يمكننا ان نسميها ونعرفها بالانجليزية:
The Inner
and Outer Struggle Between Nationalism and
International Imperialism in Sudan.
بعد ان وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها وصدور القانون الدولي لحقوق الإنسان اتفقت الدول الاستعمارية منح الدول حق تقرير المصير ونيلها استقلالها ولكن بصورة شكلية و بأسلوب جديد وفكر استعماري مختلف علي ان تظل هيمنتها علي الدول قائمة. وهي من قبل عملت علي صياغة وتاريخ الشعوب خاصة في الشرق حيث المستعمرات الكبري لدول الاستعمار وليس في الشرق وحده بل في كل دول العالم …واودعت وثيقة ( ماغنتا كارتا) في قاعدة فورت نوكس في الولايات المتحدة .وبدأت مرحلة للتغريب والاستعمار الجديد.
لقد مثلت هذه المرحلةصراع ,الهوية والقومية للسودان والتي أصبحت احد عوامل الصراع المستمر مابين القوي الوطنية الصادقة والقوي التي تتماهي مع الامبريالية العالمية ..
والإمبريالية هي عبارة عن سياسة أو آيديولوجية تهدف لتوسيع نطاق حكم الشعوب والدول الأخرى بغية فرض صيغ سياسية واقتصادية علي الدول الاخري وفرض الهيمنة والسلطة والسيطرة بالقوة ، ويكون ذلك غالبًا من خلال استخدام القوة الصارمة الجذرية ، وخاصة القوة العسكرية اذا استدعي الامر وأيضًا من خلال القوة الناعمة والغزو الفكري والاعلام . اما الوطنية او القومية: ( Nationalism ) هي نظام سياسي واجتماعي واقتصادي قائم علي ملكية وطنية ويتميز بتعزيزه مصالح أمة ذات سيادة في ارض ووطن محدد جغرافيا بحدود طبيعية او سياسية ، ويهدف لتحقيق كسب الملكية الوطنية والحفاظ على الحكم الذاتي للدولة ، أو السيادة الكاملة والاستقلال الكامل في حدود مساحة الدولة وبعيدا عن تدخلات الدول الاخري ووضع البلد.تحت السيطرة وبعيدا عن الهيمنة الاجنبية ورهن القرار وسيادة السودان لدول اخري .و علي نسق مؤتمر الخريجين في الهند والذي تزامن تكوينه بصورة مشابهة ومماثلة لمؤتمر الخريجين في السودان تم بذر او بذور الاختلاف بين القيادات المرتقبة لتلك الدول ، الا ان هناك فارقا كبيرا ما بين الدولتين فالهند ذات المعتقدات المتباينة ممثلة في المذهب الهندوسي وتواجد السيخ وغيرها من المعتقدات الشعبية المتعددة ، وكانت قد خرجت لتوها من فصل باكستان عنها في ١٩٤٧م مما سهل تحولها الامبريالي لتخضع مباشرة تحت غطاء الوثيقة العظمي السرية للامبيريالية العالمية ( الماغنا كارتا ) ..مثلها مثل حكومات اخري ابقت عليها بريطانيا تحت التاج البريطاني كنيجيريا وغيرها من الدول في افريقيا وغيرها من دول العالم .وقد مثل مؤتمر الخريجين بداية الصراع الوطني في السودان :
( General Graduators
Conference)
تلت هذه الفترة الاولي فترتين او مرحلتين هما بروز مرحلة العداء الشديد والذي زرعه المستعمر بذكاء شديد للغاية ونستطيع ان نطلق عليه فترة الامبريالية العالمية المعادية للقومية الوطنية في السودان .
والتي اوجدها المستعمر وفقا لثقافة امبريالية زرعها بثقافة غربية عبر عدة أدوات ووسائل وتجارب مختلفة وندلل علي ذلك تشبيها بنظام نظرية سلق الضفدع .ولعلي اجدها تشبيها او استعارة لما جاد بها المفكر العربي الاستاذ/ شكيب ارسلان في كتابه الهام ( القيادة ) ودورها في الانجاز والذي اشار فيه بتجربة سلق الضفدع والتي تقوم بوضع الضفدع في حوض ممتلئ بالمياه وتعريض حوض الماء بنظام تدفئة حرارة تدريجية لا تشعر فيه الضفدع بالحرارة فيتم تاقلمها تدريجيا في درجات حرارة ترتفع بالتدريج وفي النهاية يتم سلقها فلا تقوي علي التحرك داخل الماء الا بمقدار من يتحكمون في درجة الحرارة فتموت تبعا لذلك فيها الارادة الوطنية نهائيا او تعيش وفقا لارادة مالك التجربة فالضفدع هنا خضع لتجربة اتلافية .وفقا لمشروع التغريب العالمي فان الضفدع وفقا . لنظرية السلق.لا يموت ولكنه يكبر ويسمن وينمو وفقا للظروف ، وعندما يحتاجه الغرب للاستخدام والتشريح فإنه يخضع للابتزاز. بشتي السبل ليعلب الدور المخطط له ..ولا تختلف عن التجارب الاخري التي تجري بحقن الضفدع ببول المراة للتاكد من حمل المراة مثلا وذلك اذا ما وضعت هذه الضفدعة بيضا خلال اربعة وعشرين ساعة …فيحتفظ.بالضفدع ولا تتعرض لعملية تشريح …او بفكرة تتبع الضفدع الياباني الذي يستطيع تسلق الاشجار ويحدث اصوات وذبذبات لينادي بها انثي الضفدع للتكاثر …ومن هذا التناغم البيئ الفريد تنادي علماء الاحياء وبالاشتراك مع علماء النفس وساسة الامبيريالية العالمية ليجروا تجاربهم علي هذا النسق ليكون لهم رصيد من مختلف لانماط من البشر وقادة السياسة المحتملين لدولهم ويبقي كم هائل لابناء الوطن ليتعرضوا لمثل هذه التجارب ..فينشا بالمقابل جيل من انماط الضفادع الامبريالية وهم اكثر من اربعة انماط من الضفادع علي النحو التالي :
١/ ضفدع بشري كبر وترعرع وشب عوده من خلال التجربة واستوعب نظرية السلق.فخرج حيا ليستخدمه من قام بتربيته في المهام السياسية فيحكم بتعليمات من قام بتربيته وتسمينه والعناية به .فيقضي فترة استخدامه لياتي ضفدع اخر من بعده .
٢/ ضفدع أصبح سمينا وضخما فيقدم في افخم المطاعم ليؤكل كوجبة شهية . او يدخل هو ويصرف عليه في التسفار والسفر ويقوم بمعارضة الانظمة الوطنية في دولته ويدخل هذا أيضا في نطاق التجربة الاتلافية .
٣/ ضفدع ( تقدم ) او تقزم ولم يقوي علي ان يكون سمينا فيؤكل او يكون ضفدعا بشريا ليستخدم ..وهذا يحال لمعامل التشريح لطلاب العلوم والاحياء والطب . اما ان يقطع بالمشرط او بمنشار او آلة حادة فيفطع ويرمي كالمستهلكات تماما فهذا هو مصير الخونة والجواسيس والعملاء كما نشاهد.في العالم ومما يجري حولنا من احداث وكما حدث كثيرا لعملاء حول العالم ..وذلك ان لم ينجح في مؤامرته علي وطنه ويكون مصيره الهلاك حتي لا يفشي أسرار ما قام به من خيانة لوطنه عبر الدول الامبريالية الاستعمارية ..
وينشا بالمقابلةجيل مناهض.لجيل الضفدع البشري او السمين المبغبغ …فيلتقي الصضفدع المخدوم بثقافة التغريب بجيل الوطني الواعي فيصطدمان. فتنشا مرحلة يمكن ان نطلق عليها مرحلة العداء مابين الوطني والامبريالي ( Adversarial International Imperialism Versus Sudanese Nationalism ) وبعد هذه الفترة نشات و نتج عنها بروز تيار الحركة الوطنية القومية المعادية للامبيريالية العالمية ( Sudanese Nationalism Versus International Imperialism. ) .الذي بني علي اكبر خطئية شهدها تاريخ السودان المعاصر .وظهر ذلك جليا في مؤتمر الخريجين ومخرجاته ..اهتم مؤتمر الخريجين الأول والثاني بقضايا التعليم والتعليم الاهلي والخاص وقضايا التنمية المجتمعية في المؤتمرين الأول والذي انعقد في عام ١٩٣٨م والثاني في عام ١٩٤٥م ..ولما قرب موعد منح السودان استقلاله وذلك في عام ١٩٤٥م وخلال فترة الحرب العالمية …في هذه الفترة وخلال مؤتمر الخريجين الثالث في عام ١٩٤٧م تم تشكيل الاحزاب السياسية في السودان وكان ابرزها …حزب الشعب وحزب الأمة والحرب الجمهوري والحركة السودانية للتحرير الوطني ( حستو ) والاخيرة بدأت صراعها مبكرا ومن داخلها …حيث كان الخطة ان تنسرب عضوية حستو من خلال الحزبين التقليديين حسب رؤية امين الحزب انذاك عوض عبدالرازق . في مواجهة تيار عبدالخالق محجوب واحمد محمد خير والتيجاني …حيث كانت لهم مغايرة دون مراعاة لتركيبة ومتغيرات المجتمع السوداني مما زاد الامر غموضا اكثر في غموض تفكير الحزب الشيوعي السوداني …وانتصرت ارادة وصقور التغيير الجذريين وعزل أمينه عوض عبدالرازق في مؤتمر الحزب عام ١٩٥٠م ..وظهر حزب ماركسي الهوي يميل شرقا بالكامل الي الكرملين وقبلته موسكو …مائة بالمية …وعلي الصعيد الاخر اندلعت اول الخلافات للجيل الأول في مؤتمر الخريجين …حيث الخلاف الوطني الي انشاء حزبين الحزب الأول بزعامة الزعيم الأزهري وهو حزب الأشقاء والذي في رحم الإدارة المصرية وطالب بالانضمام الي جمهورية مصر العربية المتحدة …بينما نشأ حزب الأمة القومي برئاسة الامام عبدالرحمن المهدي بن محمد احمد المهدي نشأ تماما من رحم الإدارة البريطانية والتي منحت السودان استقلاله في عام ١٩٥٦م ..وهكذا برزت اول بذور الفتنة والانقسام الحاد في الحياة السياسية منذ منشاها وبدءها وذلك ما قبل نيل السودان لاستقلاله . ثلاث أحزاب رئيسة حزب وجهته موسكو واخر وجهته القاهرة والثالث وجهته لندن ..والاخير هو سر التدخلات البريطانية في السودان بشكل رئيسي واساسي يعقبه التدخلات المصرية المستمرة اضافة الي الهوي الاشتراكي الشيوعي نحو موسكو والذي تصدع في نهاية العام ١٩٩١م …مما عقد المشهد تمام بانكفاء الاحزاب اليسارية الي واشنطن حيث تماهت بريطانيا ضمن امتدادها التاريخي الطبيعي في مستعمرتها القديمة امريكا والتي تسود العالم حاليا …فانضمت بالتالي كل تيارات الوسط واليسار لائتلاف وتحالف استراتيجي مع النيوليبرالية لأجل القضاء علي حلم السودانية جميعا بالاستمرار في ملكية اجنبية لاحزاب وانتماءات لخارج الوطن الجريح …ونؤجل الحديث عن الفترتين التي اعقبت مؤتمر الخريجين.وكيف تم تشكيلها وبناتها ونتائجة المخيبة للامال والتي اودت بالسودان الي هذه الخسائر الفادحة الغير محسوبة او مقيمة بشكلها الدقيقة ..ونتناول في المنشور القادم المرحلتين التي اعقبت مخرجات مؤتمر الخريجين ..
والي اللقاء في المنشور القادم بإذن الله تعالي
بابكر عبدالله محمد.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق