تحقيقات وحوارات

الإضرابات .. الضغط لتحقيق المطالب على حساب المواطنين

الإضرابات .. الضغط لتحقيق المطالب على حساب المواطنين
الخرطوم: سودان بور
صعدت المعارضة السودانية من إحتجاجاتها، ودخلت إلى مربع الإضراب عن العمل في عدد من قطاعات المهنيين والعمال. وأغلقت بعض المتاجر أبوابها إحتجاجاً على الضرائب الباهظة وتردي الخدمات في عدد من المدن، فيما يتواصل إضراب أطباء الإمتياز والمعلمين والعاملين في هيئة الكهرباء. وفي الخرطوم، دخل إضراب أطباء الإمتياز حيز التنفيذ بعد أن رفضت السلطات الصحية الإستجابة لمطالبهم. بينما رصدت المصادر بوادر تململ داخل نقابة المعلمين بالتزامن مع بدء العام الدراسي.
وفي قطاع الكهرباء قالت لجنة الهيكل الراتبي للعاملين بالقطاع أنها أعلنت الإضراب الشامل في كل القطاعات وتخفيض الحمولة تدريجياً بنسبة 20% لتصبح 40% وعدم إرجاع المعدات والمحولات والخطوط المغذية عند خروجها. ويأتي هذا التصعيد بالرغم من إعلان الوزارة إستعدادها للنظر في مقترحاتهم بشأن الرواتب، إلا أن العمال والمهندسين واصلوا الإضراب متهمين السلطات بأنها تقدم لهم وعوداً وتماطل في تنفيذ مطالبهم.
وفي مدينة سنار نفذ تجار السوق الرئيسي، إضراباً، إحتجاجاً على تقديرات الضرائب ولم يعاود التجار نشاطهم في السوق كالعادة، إذ ظلت أبواب المتاجر وورش الحدادة والمعامل والمرافق الخاصة التجارية مغلقة بالكامل أمام حركة النشاط التجاري. وقال مسؤول بلجنة السوق إن لجنة مكونة من تجار المدينة أخطرت السلطات بالخطوة دون جدوى، ويتوقعون وصول المدير العام للضرائب للمدينة لحل المشكلة، وإذا تم التوصل لحلول فإنهم سيرفعون الإضراب.
وكشفت مصادر موثوقة عن خطة لكيانات وأحزاب يسارية تهدف للتلاعب بالخدمات الأساسية والسعي لتعطيل حياة المواطنين بتنفيذ إضرابات في مرافق حيوية تؤثر بصورة مباشرة على الحياة اليومية وذلك للدفع بالمواطنين إلى الشارع وتأجيج التظاهرات، التي عزف الناس عن المشاركة فيها بعد أن فقدت بريقها وزخمها. وقالت المصادر أن التعبئة وفق خطة اليسار تعتمد بشكل كبير على تذمر المواطنين لدفعهم دفعاً للتظاهر، مشيرين إلى أن المخطط يتم تنفيذه الآن عبر بعض النقابات ولجان أحياء تنشط في التحريض.
من جانبه أكد الخبير الإعلامي بمركز الرضا للتنوير المعرفي عاطف الشريف أن التعبئة بصورة أو بأخرى للشارع للخروج ضد نظام الحكم هو ديدن أحزاب اليسار منذ أزمان بعيدة، وهي إستراتيجية إنتهجوها في الستينيات والثمانينات، ويريدون إعادتها في العصر الحديث، بعد فشلها في المرات السابقة. وقال عاطف أن الخطة ترتكز على شغل المواطنين بشح الخدمات الأساسية، ومن ثم القيام بحراكهم مستغلين إنشغال الجميع بحلحلة القضايا.

وأكد عاطف أن إضراب عمال الكهرباء غير منطقي إطلاقاً، لأنهم يتركون المواطن في قمة المعاناة بينما هم ينعمون في مكاتبهم بمكيفات الهواء والمياه الباردة دون أن يحسوا بما يعانيه الشعب السوداني من إنقطاع التيار الكهربائي لساعات طوال. وقال عاطف أن الشعب السوداني لن يتعاطف مع عمال الكهرباء لأنهم لا يقومون بواجبهم على الوجه الأكمل، بل يتماطلون في الإستجابة للبلاغات وإصلاح الأعطال رغم الفاتورة الباهظة التي يدفعها المواطن مقدماً لأجل التمتع بخدمة أساسية لا يفترض أن يعاني من أجل الحصول عليها كل هذه المعاناة.
وقال عاطف أن على أحزاب اليسار إستغلال أسلحة أخرى في حربها ضد العدو المتوهم، بعد أن أعلن المكون العسكري فعلياً إنسحابه من المشهد السياسي، ويجب عليهم الإبتعاد عن كل ما يتسبب في زيادة الأعباء على الشعب السوداني الذي مل الإضرابات والإعتصامات والتتريس، وبات يحلم بالتحول الديمقراطي الذي تؤخره المعارضة بالتشاكس والصراعات والكيد والإنشغال بأمور صارت غير مجدية، لأنه ليست هناك (شماعة) تعلق عليها فشلها، ولا حكومة ترمي عليها اللوم وتكيل لها الإتهامات.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق