رأي
بابكر عبد الله محمد يكتب: (( قلعة فورت نوكس والوثيقة العظمي ما جنا جارتا او ماغنا قارتا )) الجزء الاول
(( قلعة فورت نوكس والوثيقة العظمي ما جنا جارتا او ماغنا قارتا )) الجزء الاول
مواصلة لسلسلة منشورات (( الكتب القديمة حاوية الحقيقة ))
اتناول اليوم معلومات تاريخية هامة جدا مرت علي العالم وهي حقائق معلومة ومعروفة لدي الكثيرين ولكن مجتمع الباحثين والعلماء والاكاديميين وحتي الإعلاميين ووسائل الإعلام في العالم العربي والإسلامي لا يلقون لها بالا …فعدم الاهتمام بقضايا احداث سابقة كبري تاريخية ظلت تؤثر باستمرار في حياة الشعوب علي مدي اكثر من ثمانية قرون متواصلة من الزمان وبوتيرة متسارعة .لها دلالات مهمة في حياتنا في عالمنا الحالي ومستقبل اجيالنا وفي مقبل المستقبل علي المدي القريب والمتوسط والبعيد.فالزلازل لا يمكن التنبؤ بوقت لحظة حدوثها علي الدقة رغما عن رصدها بمراكز الزلازل وتحديد خريطة لاماكن الانشطة الزلزالية …..ولكن الحروب التي نخوضها عبر الغزو الفكري والاعلامي الناعم لا نحسها ونحن دوما منومين في غرف التخدير. والتي هي في اثارها اشد ضررا من الزلازل والظروف والاعاصير والتسونامي نفسه وللاسف نحن نعرف الحروب وأحيانا نعد لها ونعرف أسبابها وحجم ضررها ولكن لا نتحسب لاثارها ونتائجها ودراسة وأسباب حدوثها …رغم ان معظم اسباب الحروب وا حداثها معروفة لاكثرنا …وما يثير الدهشة ان مخاطرها ومصادر المعرفة فيهاةمتوفرة والموسوعات العلمية والعالمية تتوفر فيها معلومات موثقة ومتوافرة ولعل هذه النقطة المثيرة للاهتمام تعتبر خللا كبير في تناول مناهج دراسة التاريخ وافراغه من تناول اهداف دراسته في المدارس والجامعات ومراكز الدراسات الإنسانية وصراع الحضارات بغرض اجتثاث اسبابها ..ويعزي ذلك لسيطرة الإعلام الغربي والذي ظل يسيطر علي عقول علماء وباحثي الأمة وسياسيها واكاديمييها بعيدا عن عدسة وبؤرة ومركز الصراع الحقيقي ..ولعل من أبرز المؤشرات والتي نشير إليها بمواقيت تاريخية محددة علي النحو التالي :
اولها : بروز الحروب الصليبية والغارة علي المشرق الاسلامي والتي امتدت لقرنين من الزمان وهي حملات عسكرية امتدت لفترة من عام 1096 وحتي عام 1291م، تفاوتت في حجمها وقوتها ومقدار نجاحها وفشلها ، وكان مقصدها الأساسي بلاد المشرق الإسلامي. وفي نفس الوقت بدأت حملة مصاحبة لهذه الأحداث وهي أبعاد الحكومات الوطنية والسلطات الحاكمة بما فيهم الملوك من اي سلطات روحية – وتكررت الحروب الصليبية لعدد ثمانية او تسعة حروب صليبية متتالية وما زالت تتوالي بلا هوادة .
وتليها المرحلة الثانية :
او ماعرف بالتدثر بثوب وثيقة ( الماقنا قارتا) والتي يمر عليها في هذا العام الذكري رقم 808 اعوام .او مرور اكثر من ثمانية قرون لوثيقة الماغنا كارتا ..وتعني عبارة ماغنا كارتا “الميثاق العظيم” وهي وثيقة انجليزية كتبت باللغة اللاتينية، وقد صاغها النبلاء البريطانيون في القرن الثالث عشر الميلادي بهدف تقليص صلاحيات الملوك والحكام ونفوذهم الروحي المقدس وقدرتهم على الانفراد بالحكم. وتقليص نفوذ الدين والكنيسة. وكانت ردا بني علي ردة الفعل تجاه جون ملك بريطانيا والذي حكم للفترة ما بين 1199 و1216م ، ويذكر التاريخ أنه كان ملكا قاسيا يعشق السلطة والنفوذ والقداسة. فنسج له اليهود فكرة كتابة الوثيقة العظمي ( ماغنا غارتا ) في ١٢١٥م ثم اعيد تعديلها في عام بقيود.واحكام اقل صرامة من النسخة الاولي .فخرجت في الوقت نفسه فكرة الديمقراطية الكذوبة من بين ثوب وافكار الفلاسفة اليونان البئيس والذي قد تدثر بفلسفة ارسطو وافلاطون .وكانوا يظنون انهم الهة تعبد …وبرزت منها العلمانية وعززت للنظام الراسمالي البغيض وارست في مرحلة لاحقة بعد تعديلها في عام ١٢١٥م لتخرج في ثوب جديد في عام ١٢١٦م …ولكنها لم تطبق كنظم حاكمة الا بعد الحرب العالمية الاولي وبالتدريج . وكان احكام الوثيقة النسخة الثانية اقل صرامة لتتيح بابا واسعا للحريات والتي كانت مدخلا لتعزيز فكرة حقوق الانسان بعد سلب الإنسان كل حقوقة في العيش الكريم . والتي صاغت منها منظمة الامم المتحدة نفسها الاعلان الدولي لحقوق الانسان .ولا شك عندي ابدا ان هذا العبث الفكري الرخيص اعقبه اكبر تزوير وتحريف حدث للكتب المقدسة القديمة . وهي مرحلة تلت المرحلة السابقة …
ثالثا : او المرحلة الثالثة حيث
نجحت بريطانيا التي كانت تسيطر علي العالم في طباعة الكتاب المقدس في عام ١٤٥٤م وأضافت اليه ثاني عمل كبير في التحريف والتزوير عن طريق اليهود. بعدها نجح يوحنا جوتنبيرج في اختراع المطبعة فطبع الكتاب المقدس في نسخته الثانية المحرفة والمزورة لتتماشي مع وثيقة الماغنا كارتا ..
وفي نفس الفترة او نفس فترة نهاية عهد الملك جون …طبعت الوثيقة العظمي الماجنا كارتا أو الميثاق الأعظم هي وثيقة إنجليزية صدرت لأول مرة عام 1215م. ثم صدرت مرة أخرى في عام 1216م. ولكن بنسخة ذات أحكام أقل، حيث ألغيت بعض الأحكام .
الفترة الرابعة : وهي فترة هامة بدأت باكتشاف البرتغاليون لامريكا الشمالية في عام ١٤٩٨م …وبعد قرن كامل من الزمان بدأت بريطانيا انتقالات كلية لاستعمار قارة امريكا الشمالية في عام ١٦٠٧م …لقد طويت فترات تاريخية عظيمة لأكبر مستعمر امبريالي في العالم وهو بريطانيا العظمي وكانت امريكا في تلك الفترة تتميز بوضع مشابه للعديد من الدول في قارة افريقيا ومنطقة الشرق ولكن بثروات وثراء اكبر وبتفاوت وتباين بسيط في مستويات النهضة والفكر والثقافة مع اضمحلال وتراجع معرفي عميق لدول افريقيا جنوب الصحراء تحديدا .بالمقابل ارجو ان اشير الي حالة العالم الإسلامي وكان يرزح في تراجع وسقوط الأندلس ١٤٩٢م .وهذه تشكل المرحلة القادمة ،
او الفترة الخامسة ؛ هي فترة البابا العاشرة للكنيسة الكاثوليكية في روما حيث ابتكر هذا الحبر فكرة اعادة ترميم الكنيسة بطباعة صكوك الغفران لاعادة ترميم الكنيسة .وهي فكرة لا بأس بها اذا تم تاديتها بشكل أوضح او اسلم او علي نسق الوقف الاسلامي ..وكان ذلك فيما بين عام ١٥١٣ / ١٥١٧م وهي فترة البابا والذي اعقبه شن حملة عشواء ضد فكرة صكوك الغفران ما ادي الي بروز الثوار ضد الكنيسة الكاثوليكية بقيادة مارتن لوثر كنج والتي نتج عنها شرخ اخر في الكنيسة عرفت بالبروتستانية …والتي تسيطر الان بمنهج كذوب علي معظم كنائس العالم الأوربي وخاصة في بريطانيا وامريكا الشمالية. ( الحزب الجمهوري ) في امريكا .
المرحلة السادسة ؛ نمثلها بالخلافة العثمانية .وهي إمبراطورية إسلامية أسسها عثمان الأول بن أرطغرل، واستمرت قائمة لما يقرب من 600 سنة، وبالتحديد من 27 يوليو 1299م حتى 29 أكتوبر 1923م والتاريخ الأخير يشير الي بروز كمال اتاتورك اليهودي ومن اصول ألبانيا والذي استطاع ان يسيطر علي تركيا ويحول عاصمة الدولة الإسلامية الي دولة علمانية مازالت تسيطر علي تركيا وفقا للدستور العالماني الذي رسمه كمال اتاتورك في تركيا ..وفصل فيه الدين تماما عن السلطة .
لقد وصلنا بالمنشور الي قرب النهاية حيث تسيطر الان امريكا علي العالم برمته ونتعرف في الجزء الثاني من المنشور لماذا حكم الرئيس الامريكي ثلاث فترات رئاسية امتدت لاثني عشر عاما وفي عهده تم بناء قلعة فورت نوكس ؟ ولماذا تحتفظ الولايات المتحدة بهذه الوثيقة ( الماغنا قارتا ) في هذه القلعة الحصينة مع سبائك الذهب والنسخة المحرفة من انجيل جوتنبيرج المحرف ووثيقة الدستور الامريكي وغيرها من أسرار هذه القلعة الحصينة التي يحرسها عدد ثلاثون الف جندي من العسكريين شديدي التدريب والمراس هذا ما سنعرفه في الجزء الثاني من المنشور الخميس القادم ..
والي اللقاء …
بابكر عبدالله محمد