من الواضح أن قائد التمرد في السودان الذي حاول الإنقلاب على الجيش بدعم إقليمي وسند سياسي من بعض القوى الحزبية في السودان في أبريل من العام الماضي، لم يكن يملك معلومات كافية عن قدرات الجيش السوداني ولم يتسنى له ذلك، لأنه لم يكن ممن نالوا تدريبا أو تأهيلا داخل الكلية الحربية السودانية ، لذلك كانت معلوماته مضللة وفقيرة عن قدرات الجيش السوداني وكفاءته القتالية وإمكاناته العسكرية ، بحسب خطابه الأسبوع الماضي الرجل تفاجأ لدرجة الصفعة ، حين تحول الجيش السوداني من إستراتيجية الدفاع التي بدأ بها الحرب والتي لم تكن تعطي اعتبارا لحيازة الأرض ، باعتماد استنزاف قوات العدو وتحييد قدراته القتالية ، إلى إستراتيجية الهجوم التي عبر بها الجيش الجسور إلى قلب الخرطوم وحسم من خلالها أهم المعارك في جبل موية ، حميدتي حاول أن يخفي هزيمة قواته ، لذلك اتجه في خطابه إلى محاولة ابتزاز رخيصه للجارة الشقيقة مصر بالادعاء أن طيرانها قصف قواته، في كرري وفي الفاشر وفي جبل موية ، تلك إلا دعاءات نفتها الخارجية المصرية من فورها بشدة وزادت كيل بعير بوصفها للتمرد بالمليشيا ، هذا الواقع الجديد خلط أوراق المتمرد محمد حمدان دقلو كما خلط أوراق مستشاريه ، الذين فتحوا جبهة لم يكونوا يدركوا خطورتها وأثرها على حربهم المخزية التي يخوضونها ضد الجيش السوداني والمدنيين العزل ، هذا الإدعاء الكاذب على مصر والذي زاده المستشارين تهديد ووعيد ينم عن جهل بالعمل السياسي، قابله السودانيون بسخرية من المليشيا المتمردة ، والتي دخلت بذلك حسب خبراء إعلاميين( عش الدبابير) بأرجلها لأنها تجهل كفاءة الآلة الإعلامية المصرية خصوصا حين تستفز ، حيث شهدنا في لحظات معدودة بعد خطاب حميدتي، تفاعل وأنتباه غير مسبوق من الإعلاميين المصريين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، بل أكاد أن أقول نهض 90٪ من الشعب المصري للدفاع عن بلده وعن الجيش السوداني ، أمام هذا الافتراء الجاهل والغير مؤسس وعن الانتهاكات المرتكبة تجاه الشعب السوداني بواسطة المليشيا ، انتفضت جميع وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في الشقيقة مصر حيث شاهدنا المقاطع المصورة والسخرية اللاذعة الممزوجة بالدعابة المصرية ، بما يؤكد أن الآلة الإعلامية المصرية آلة جبارة ، راسخة في التعاطي مع مثل هكذا أحداث ، جميلين و فنانين وحذقين لدرجة الدهشة، في صناعة المحتوى الإعلامي الجذاب و المعبر ، لذلك بات من الواضح أن تطاول حميدتي على الأخوة والاشقاء المصريين سيخدم قضية الحرب في السودان بصورة مباشرة وسوف يعجل بنهايتها ، بعد أن وضع الإعلاميين المصريين ورواد التواصل الاجتماعي ، يدهم في يد إعلامي السودان والناشطين ، ولعل ذلك يكون تأكيد حقيقي علي أهمية إستراتيجية تكامل الأدوار التي تحدثنا عنها من قبل ، لتعزيز علاقات الشعبين تجاه القضايا المصيرية و الكبرى ، فقد أضحت مواقع التواصل الاجتماعي لاعباً رئيساً في توجيه الرأي العام المحلي والاقليمي والدولي لذلك تضامن الشعوب له أثر كبير في المواكبة الإعلامية للحروب والعمليات العسكرية ، عبر ذلك يمكن تجييش الكتائب إلكترونية بين الأفراد والمجموعات تجاه قضية الحرب في السودان ، لرفع الروح المعنوية للمقاتلين ، والإطراء على مواقف القيادة ومجهوداتها ، وفضح أساليب التدليس و الانتهاكات والكذب التي تتبعها المليشيا ، كما يجب أن تهتم بنقل الأخبار الجيدة التي تهم المواطنين والانتصارات من جبهات القتال بجانب استخدام كافة الخبرات والامكانيات و المزايا التي تتيحها شبكة الإنترنت وتطبيقاتها لنصرة القضية الأساسية قضية التعدي على السودان في الحرب وما صاحبها من انتهاكات على يد المليشيا ، عليه ادعوا إلى التنسيق مع الإخوة الإعلاميين المصريين لأجل الاستفادة من كل الأساليب المبتكرة المتعلقة بصناعة المحتوى الإعلامي للتعجيل بنهاية الحرب وإستعادة الأمن ، هذه الأفكار ، ربما تمثل خارطة طريق لتجاوز ويلات الحرب ورفع الظلم عن السودانيين ، كذلك الزملاء الإعلاميين ورواد التواصل الاجتماعي السودانيين المدافعين عن البلد لهم مبادرات مدهشة في وسائط الإعلام الإلكتروني والنشر الصحفي يجب أن يتم الاستفادة منها ، لذلك أوكد على أهمية قيام تحالف أعلامي مع الأشقاء المصريين العاملين في مجال الإعلام المجتمعي بمختلف تكويناته ، بعد أن أصبح العدو مهددا لوحدة الشعبين بما يبثه من سموم واتهامات غير مقبولة ، عليه يظل وجه الحقيقة: في أهمية صناعة محتوى إعلامي سوداني مصري يعزز فرص السلام ويعجل بنهاية الحرب كذلك من المهم أن تنهض كل الواجهات الإعلامية في السودان ومصر للتعبر عن الإخاء بين الشعبين وتقديم نموذج ضد الظلم والتعدي على الإنسان السوداني وانتهاك حرماته مع إبراز أهمية الدعوة للسلام و استعادة الأمن للسودانيين ، وتقدير الدور المصري في استضافة السودانيين، فكما نعلم فقد ظل الدور المصري منذ بداية الحرب ممثلا في الحكومة المصرية والشعب المصري الشقيق دور فاعل ومؤثر من خلال التضامن لأجل المحافظة علي الدولة السودانية واستقرارها وأمنها ، فقد ظلت مصر حكومة وشعبا تدعم وحدة الجيش والشعب السوداني حيث أنها لم تشارك معه في عمليات حربية أو عسكرية لكنها ساهمت سياسيا ودبلوماسيا وإنسانيا في جمع السودانيين خلال مؤتمر الأحزاب السياسية الوطنية في القاهرة، كذلك في المحافظ على شرعية الجيش السوداني ، بجانب إيواء الفارين من الحرب ، ودعم كافة المجهودات الإنسانية ، لذلك سيظل السودانيين ممتنين لجمهورية مصر العربية الشقيقة لهذا الوقفة الوطنية الشامخة العزيزة بعزة وشموخ الشعبين.
دمتم بخير وعافية.
السبت12 اكتوبر 2024 م. Shglawi55@gmail.com
[١٢/١٠ ١٠:١٨ ص] ابراهيم شقلاوي: _*The Face of Truth*_ / Ibrahim Shaglawi
*Sudanese-Egyptian Media Content Accelerates the End of the Sudanese War*
It is clear that the leader of the rebellion in Sudan, who attempted to lead a coup against the army with regional support and political backing from some political parties in Sudan last April, did not have sufficient information about the capabilities of the Sudanese army, and he was unable to acquire that information because he was not among those who received training or qualifications at the Sudanese Military College. Therefore, his information was misleading and poor regarding the capabilities, combat skills, and military potential of the Sudanese army. According to his speech last week, the man was stunned to the point of shock when the Sudanese army shifted from a defensive strategy, with which it began the war (that did not prioritize territorial control), to an offensive strategy. This strategy saw the daring army advancing into the heart of Khartoum and decisively winning important battles, such as the one in Jabal Muya.
Hemedti attempted to cover up his forces’ defeat, so in his speech, he resorted to cheap blackmail of our dear neighboring country, Egypt, by suggesting that its aircraft bombed his rebellious forces in Karari, in Al-Fasher, and in Jabal Muya. This false claim was strongly and immediately denied by the Egyptian Ministry of Foreign Affairs, which further dismissed the allegation by describing the rebellion as a militia. This new reality confused the rebel leader Mohamed Hamdan Daglo, as well as his advisors, who opened a front they were unaware of the consequences and dangers of, which further complicated their disgraceful war against the Sudanese army and innocent civilians.
This false claim about Egypt, which was further exaggerated by his advisors’ threats and ignorance, was met with ridicule by Sudanese people toward the rebellious militia, which, according to media experts, “entered the hornet’s nest” by its own feet, as it was unaware of the strength of the Egyptian media machine, especially when provoked. We saw unprecedented reactions and attention from Egyptian media professionals and non-media personnel alike. I would even say that 90% of the Egyptian people stood up to defend their country and Sudan and the Sudanese army in the face of this ignorant and unfounded accusation. All media and social media outlets in sister Egypt rose up, and during this period, we saw video clips, sharp sarcasm, and humorous content, which confirmed that the Egyptian media machine is powerful, with firmly established schools in dealing with such events.
Therefore, it is clear that Hemedti’s attack on the Egyptians will directly serve the cause of the war in Sudan and accelerate its end, after the Egyptian media professionals and social media activists joined forces with Sudanese media and activists. This may also confirm the importance of the strategy of role integration that we have previously discussed, in order to strengthen the ties between the two peoples toward major and existential issues.
Social media platforms have become a major player in the solidarity of peoples and the media coverage of wars and military operations. Through them, electronic brigades are mobilized among individuals and groups toward a specific issue, such as war, to boost the morale of fighters, praise the positions and efforts of leadership, expose deception, violations, and lies followed by the enemy, and highlight positive news relevant to the public, along with victories from the battlefronts. Additionally, all the experiences, resources, and advantages provided by the internet and its applications are used to support the main cause— the war and the violations committed by the militia in our country.
Therefore, I call for coordination with our Egyptian media colleagues in order to benefit from all innovative approaches related to media content production to expedite the end of the war and restore security. These collective ideas, which are characterized by our Egyptian media colleagues and activists, and in which they have good and historical expertise, may represent a roadmap for overcoming the horrors of war and lifting the injustice from the Sudanese people. Also, Sudanese media colleagues and activists defending the country have remarkable initiatives in electronic media and journalism, which should be utilized.
Hence, I emphasize the importance of establishing a brotherly alliance with the Egyptian brothers working in various fields of media. After all, the enemy has become a threat to the unity of the two peoples with the venom and unacceptable accusations it spreads. Therefore, we must rely on the vital and important role of media, which cannot be overlooked in wars and armed conflicts. Thus, the face of truth lies in the importance of all media platforms in Sudan and Egypt rising up as they represent the brotherhood between the two peoples, offering a model against injustice, the violation of the Sudanese people’s rights, and calling for peace and the restoration of security for the Sudanese people.
As we know, the honorable Egyptian role since the beginning of the war has been active and influential, with both the governments and the Egyptian people standing in solidarity with Sudan to maintain the Sudanese state, its stability, and security. Egypt, as a government and people, has supported the unity of the Sudanese army and people. Although it has not participated in military operations, it has contributed politically, diplomatically, and humanitarianly in bringing Sudanese parties together during the National Political Parties Conference, as well as in maintaining the legitimacy of the Sudanese army, along with sheltering war refugees and supporting all humanitarian efforts.
Therefore, the Sudanese people will always be grateful to the Arab Republic of Egypt for this noble national stance, which is dear to the hearts of both peoples.
Stay well and safe.
Saturday, October 12, 2024
Shglawi55@gmail.com
