رأي
د. بابكر عبد الله محمد يكتب: (( قصور الفكر الفلسفي وأثره في تخلف وتجديد. التفكير الاسلامي في عصرنا الحاضر )) المنشور الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
(( قصور الفكر الفلسفي واثره في تخلف وتجديد. التفكير الاسلامي في عصرنا الحاضر ))
المنشور الأول
السبت ٢٦ اكتوبر ٢٠٢٤م
مواصلة للمنشورين السابقين واللذان تناولت فيهما النشاط العلماني المتعاظم و الكثيف و الذي تنشط فيه بعض الانظمة العربية والاسلامية او جلها ولا تدري اثاره الوخيمة المترتبة عليه واثاره المدمرة وعلي بوار مستقبلها وتاخرها وعدم قدرتها علي تحقيق التطور والتقدم لشعوبها وانسانها قاطبة …
نتناول هذا المنحي من وجهة نظر فلسفية لفهم الدين القويم وضعف مفكريه و وعاظه وعلماء الأمة الاسلامية في التعاطي مع الواقع المعاش .والذي يعتبر من الجوانب الخطيرة والهامة جدا مع غياب النظرة المتكاملة و الفلسفية الشاملة التي دعا لها الإسلام في بواكير الدعوة الاسلامية وعهد النبوة والخلفاء الراشدون .وحقق من خلالها الانتشار الواسع حتي فتح البلاد في العالم علي مستوي الشرق والغرب واقام دولة الأندلس في عمق وقلب اوربا الغربية واستمرت علي مدي ثمانية قرون متواصلة ..
وننظر في كيف انحط التفكير الديني في مستنقع الإيمان بالقضاء،و بالقدر وهو ما عبر عنه الفكر الاسلامي و بعض الفلاسفة في كافة عصور نهضة الاسلام الاولي وكيف يتم تناوله الان. إزاء ما اعتراه من مشكلات اوقعته في التردي في سوء الفهم للقضاء و للقدر ” السائل والمحروم بقضاء الله وقدره ” الحاكم والمحكوم بقضاء الله وقدره ..” وتشريد انسان السودان في هذه الاوقات بقضاء الله وقدره ” وقتل الابرياء والشباب في ربوع الوطن الحبيب وفي قري شرق الجزيرة وفي ارض البطانه ودارفور وسنار وسنجة وجبل موية ” بقضاء الله وقدره .وليس من خالق للقدر سوي الله تعالي . “ولا ينفع تدبير للخلاص من القدر “……
…” فلا ينجي حذر من قدر “…..انها حكمة متداولة بيننا تسربت الي قلوبنا وذلك لاننا نوردها بتكرار علي قلوبنا وعلي ألسنتنا دائما ونحن نؤمن بأنه لا مخرج من دائرة القدر ..
ويجدر بنا هنا قبل أن نسترسل في المنشور أن نجري نظرة خاطفة علي أقوال بعض الحكماء والفلاسفة وخاصة علي الاراء التي ساقها الفيلسوف مالك بن نبي والإمام الغزالي والفيلسوف الهندي المسلم دكتور محمد إقبال في هذه المسألة الخطيرة التي اثرت في العالم الإسلامي ايما تأثير…
اننا نؤمن بالقضاء والقدر وشاننا في ذلك كسائر المسلمين ونعده …
” حياة وقوة لا حد لها ولا عائق تقدر للإنسان ان تمنعه علي إقامة الصلاة امنا مطمئنا والرصاص يتساقط من حوله كحالنا اليوم في السودان فلقد هدمت وكسرت المساجد ودور العبادة وخلاوي القرآن وهجرت ولم يصلي في أكثرها او يعبد فيها الله تعالي قرابة العامين …وللفلاسفة القضاء و القدر عندهم مستمد من الإيمان وهذا الإيمان ليس مجرد اعتقاد سلبي في حكم او أحكام من نوع معين ، وإنما هو طمأنينة متولدة عن تجربة نادرة لا يسمو إليها والي ما تتضمنه من القدر الأسمى الا الشخصيات المؤمنة والقوية والتي عمل الفكر الاسلامي الديني علي بنائها وتاسيسها في عصر النبوة والصحابة الكرام …ومن هنا وحتي المنشور القادم ساطوف بكم في سياحة فكرية فلسفية ومع الدعوة لكل الأصدقاء والقراء علي الحث بضرورة تجديد التفكير الفلسفي الاسلامي الصحيح والعودة به الي سابقه فإنه لا يصلح هذا الزمان الا بما صلح به أوله… لقد أصبح العالم الاسلامي اليوم رهين صراعات طائفية بغيضة ووعاظ لا يعرفون من الدين الا رسمه وبيانه وقشور من كتبه وما يقوله علماؤه في المنابر وكانما هؤلاء العلماء غارقون في سماوات وفضاءات يهطرقون ويتمشدقون ولا نجد عالما مفوها ومتفقها عالما ليرد علي هطرقات فئات من أعداء الدين والفقه و جاهلة بالدين كمثل فقط لا حصرا من امثال مزمل فقيري او المدعو ابوبكر آداب واخرين كثر من حملة اصحاب الرسالة الثانية من الجمهوريين ومن بعض ممن يؤمنون بالفكر الشيوعي الماركسي ويعدون انفسهم من اهل القبلة والدين الاسلامي و علاوة علي غلاة القوميين من البعثيين .والذين يخلون تماما من الأدب والآداب. حينما يتناولون بالجرح والنقد الهادم علماء افاضل اجلاء بدلا من ان يصوبوا فكرهم نحو اصلاح سياسي او مجتمعي… وهم يحسبون انهم يحسنون النصح والارشاد بغرض التقويم …وهذا ان دل إنما يدل علي فقر علماء ووعاظ الإسلام في الفلسفة الاسلامية الراشدة وعليه يبقي إصلاح وتجديد التفكير الاسلامي في زمننا هذا و عصر صراع الحضارات والغزو الفكري العنيف القوي .أمرا مستجدا وطارئا وطارقا لنا بالليل وسارب لنا في النهار …مما تتعرض له الأمة ويستهدف فيه الشباب والشابات وتستهدف فيه المراة بشتي وسائل التغريب والتخريب…
نواصل المنشورات والتي نتناول فيها :
١/ الفكر الشيوعي
٢/ الفكر الجمهوري
٣/ النيولبيرالية المتوحشة
والي اللقاء في المنشور القادم والذي سيكون تمهيدا للثلاث موضوعات المشار إليها اعلاه
والله الموفق والي لقاء قادم متجدد بإذن الله تعالي
د.بابكر عبدالله محمد علي