رأي

د. بابكر عبد الله محمد يكتب: (( رؤية للمراجعة وتجديد الفكر من خلال نظرة الفيلسوف دكتور / محمد إقبال الصوفي و الحركي الراشد )) (( مدينة مرغدية)) المنشور الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم
(( رؤية للمراجعة وتجديد الفكر من خلال نظرة الفيلسوف دكتور / محمد إقبال الصوفي و الحركي الراشد ))
(( مدينة مرغدية))
المنشور الثاني
الاثنين ٢٨ اكتوبر ٢٠٢٤م
مواصلة للمنشور السابق حول ضرورة تجديد التفكير الاسلامي لاحداث التحول الاسلامي المامول و الراشد نحو تحقيق الاهداف الكلية الفلسفية للاسلام خاتم الرسالات والذي ارسله الله تعالي للعالمين كافة.و في ظل الحرب الشاملة التي تصوبها الامبريالية واليهودية والصهيونية المتوحشة لانهاء مشروع رباني تكفله الله بالنصرة و البقاء والظهور علي دين الله كله ولو كره المشركون وتحت دائرة ايماننا بالقضاء،والقدر وفي كيفية التاسيس للنجاة من مخاطر سوء الاقدار واستعدادنا لدرء المفاسد وجلب المصالح لاجيالنا القادمة فهم ولدوا علي الفطرة وليس لهم الخيرة في ذلك فاذا تركناهم علي عهدنا هذا وعلي حال ابنائنا في الحال التي علينا نحن الآن فنكون مذنبين ومخطئين ومرتكبين لمعاصي باطنة وظاهرة ان لم نحسن تقديرها او التعامل معها وفق مقتضيات وضرورات العصر الحاضر والمستقبل علي المدي الطويل ..ونغوص في فكر وفلسفة رجل متصوف وحركي في وقت واحد معا ونتجول معه في مدينة ((مرغدية)) …يبدأ الفيلسوف إقبال جولة في المدينة الفاضلة التي يتصورها وتستمد مبادئها واحكامها من تعاليم القرآن الكريم الامر الذي جعلها اشبه بالجنة مصداقا لقوله تعالي (( ولو ان اهل القري آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء )) الاعراف ٩٦.
يقول في وصف المدينة : ها هي ذي ( مرغدين) وتلك مبانيها الشاهقة..ماذا أقول عن هذا المقام الرفيع …كلام سكانها حلو كالعسل ، الحسن في وجوههم والرقة في شمائلهم والبساطة في ملبسهم، بالهم ليس منشغلا بحمي الكسب فهم يعرفون سر كيمياء الشمس يستخلص كل من يريد الفضة والذهب من النور ( النار ) مثل ما نستخلص نحن الملح من ماء البحر ، وهدف العلم والفن هو الخدمة لاغير، فلا احد هنا يوزن الاعمال بالذهب ولا علم لاحد بالدينار والدرهم، فليس لهذه الاصنام سبيل الي الحرم وشيطان الآلة ليس غلابا علي الطبيعة (( فليس ثمة اتجاه هنا نحو الميكنة الكاملة إنما كل شئ يجري في اعتدال فطري )) اذا لا تجد الفضاء هنا مظلما بدخان المصانع ( وأهل المدينة مجتهدون كل الاجتهاد ) فشعلة المزارع منهم مضيئة علي الدوام لا تنطفئ ابدا ، فهو في مامن من مسالب ملاك الارض، جهده في زراعة الارض خال من النزاع علي الماء ، محصوله ملكه هو لا يشاركه فيه احد ، وليس في المريخ شرطه او جيش ولا يكسب احد رزقه من القتل وسفك الدماء ( وهو خال من التضليل الفكري والصحفي والاعلامي ) فليس فيه قلم يكسب بريقه من التشهير وكتابة الكذب ،( كما أنه خال من البطالة ومذلة السؤال ) فلا تجد في الأسواق جلبة المتبطلين ولا تؤذي الاذان اصوات المتسولين) واسم مدينة ( مرغدية ) …..هو اسم لمدينة خيالية في المريخ ويبدوا لي انها نسبة الي الرغد والغدق والبركات التي اشار إليها القرآن الكريم لمن يلزم طريق الحق قال تعالي (( وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة ياتيها رزقها رغدا من كل مكان .النحل ١١٢ والشطر الثاني الأول مستمد من روح الاية الكريمة ( واسقيناكم ماء غدقا ) الجن ١٦…وفي مقابلة ذلك دعونا نتدبر الحالة المباينة او المغايرة: ( فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) الحج ٤٥ فنبانا الله بها بافناء أهلها وهلاك وارديها فاندفنت وتعطلت فلا واردة لها ولا شاربة . لقد أهلك الله القرى الظالمة وذلك لظلم اهلها لانفسهم بارتكاب المعاصي ، ولم يعبأ بما عندها من عمارة وسكان ..ومن هنا ندلف الي كيفية الاستعداد لمقارعة النوازل وفق منهج قراني يقودنا الي نهج سليم يرسمه لنا مفكر وفيلسوف …وكأنه يضع منهج عملي متكامل في كيفية اتخاذ رجال الدين لمنهج مشترك بين رجل الدولة والسياسة والاقتصاد. و في الزراعة وكيف نوفر المياه للزراعة دون تغول علي الآخرين ودون نزاع او توفر شرطة وجيش لاستتباب الامن عند التنازع .وفي أسواق جاذبة بالعبادة والتوكل علي الله سبحانه وتعالي .ودون كذب الإعلام والتضليل الاعلامي الكذوب .وأن السكان كلامهم حلو كالعسل وغيرها من الصور الجميلة للمدينة الفاضله التي رسمها لنا القرآن الكريم بالقرية الآمنة التي ياتيها رزقها غدقا من غير نكد ولا وصب وبصلاح وهداوة البال..
ولكن دعونا نلقي نظرة في مساجدنا في السودان وما يدور فيها من وعاظ لا يدركون من كنه الدين الا رسمه وبلاغة لغته السمحة وشعر اللغة المتين ..فنجد خطب الجمعة في بعض المساجد لا تخلوا من شتم وتكفير وهجوم شرس علي بعضهم البعض ومن كافة او اغلب فئات الطوائف وضربنا مثلا في المنشور السابق بالذي يدعي السلفية / مزمل فقيري وأتباعه ونضرب اليوم مثال اخر برجل ثاني يدعي محمد المصطفي والذي يطلق عليه البعض (( شيخ تف )) والذي يكثر من استخدام عبارات لا ترقي بأن تقال عبر منابر رسول الله صلي الله عليه وسلم ويعقبها بإخراج الهواء الساخن من جوفه ويختمها بصوت مؤذي هو (( تف )) …
وختام هذا المنشور هو ما سنحلل به اغلب الطوائف والجماعات الظاهرة في دور العبادة والمساجد في السودان . ولن اترك جماعة ذات تاثير بنقد بناء …لنحاول وضع منهج تفكير تجديدي يجمع هؤلاء الوعاظ والدعاة الذي يحتاج لهم هذا الدين القويم دون الاستغناء عن احد منهم ووضعهم امام تحدي ان علمهم هدفه واحد وهو خدمة هذا الدين والمجتمع واعماره …الا من ابي …
نقطة اخيرة : الفيديو المصاحب للمنشور يضيف شيئا للازمة عبر رحلة الضياع للا علام العربي التائه وتاسيسه الاستراتيجي لتعميق التباين والاختلافات بين المذاهب. ولا هدف لهذا المقطع الصغير سوي إشعال روح الجدل والسفسطة التي لاتقوي أمام الثابت الوحيد في هذه الدنيا وهو القرآن الكريم ..
والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته .
والله ولي التوفيق والي لقاء قادم متجدد بإذن الله تعالي
د.بابكر عبدالله محمد علي

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق