رأي

د. بابكر عبد الله محمد يكتب: (( نحو وضع مناهج لأجل تجديد الفكر الاسلامي وخلق خطوط دفاع للتصدي للافكار غير الراشدة )) اتكاءة في أية قرانية ومدخل لنقد التصوف في السودان (١) المنشور الثالث

(( نحو وضع مناهج لأجل تجديد الفكر الاسلامي وخلق خطوط دفاع للتصدي للافكار الغير راشدة ))
اتكاءة في أية قرانية ومدخل لنقد التصوف في السودان (١)
المنشور الثالث
السبت ٢ نوفمبر ٢٠٢٤م
مواصلة للمنشورات السابقة حول ضرورة تجديد منهجيات التفكير الاسلامي لاحداث التحول الاسلامي المامول و الراشد نحو تحقيق الاهداف الكلية الفلسفية للاسلام…نتكئ اليوم في خواطر تفسير جلي وواضح لظاهر الاية الكريمة . قال الله تعالي في سورة البقرة :
(( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ )) البقرة ٨٣ وفي هذه الاية التي وجهت الي بني إسرائيل حصرا هنا نحاول أن نكشف ما الفرق بين بني إسرائيل و اليهود؟
إن بنى إسرائيل المذكورين فى القرآن الكريم هم سلالة نبى الله إسرائيل (يعقوب)، أما اليهود الذين ذكرهم القرآن والذين خانوا عهد الرسول (صلي الله عليه وسلم ) فى المدينة فهم من سلالة يهوذا أحد أبناء إسرائيل نبي الله (يعقوب). واليهود حاليا فى دولة إسرائيل من سلالة يهوذا كما تقول العديد من المصادر والدليل علي ذلك تمسكهم باليهودية والتلمود وفي الوقت نفسه يسمون دولتهم (( اسرائيل )) ففي المزج والاتحاد مابين بني اسرائيل واليهود عزوة لبعضهم البعض وتمثل مصدر من مصادر القوة لهم . ولعل من ثمرات ذلك ما نشهده لهم اليوم من دعوة للابراهيمية الجديدة والذي تتبناه دولة خليجة معروفة للجميع..وتستند الي التسامح مع الاديان وبذل القول الحسن بلا حدود او سقوف….وفي الوقت نفسه فإن اليهود يأت ذكرهم فى القرآن الكريم على عدة وجوه ومنها ما نسبتهم الي يهوذا …ولنا ان نفكر مليا في كيفية التعاطي ما بين إسرائيل من سلالة ذرية نبي الله سيدنا يعقوب عليه السلام ومن اسلاف وسلالة اليهود من المدينة وما جاورها من جزيرة العرب من يهود المدينة أو الطائف او اليمن أو سائر ارجاء شبه الجزيرة .ثم كانت غزوة النبي صلي الله عليه وسلم ليهود بني المصطلق من قبيلة خزاعة. والذي كانت من نتائجه قتل بعضهم وهلاك الكثير منهم ، ثم استسلام اليهود التام للرسول صلي الله عليه وسلم ..وكان من نتائجه سبئ عدد من النساء …وكانت برة بنت الحارث بن ابي ضرار.من السبايا وكانت برة من نصيب احد الصحابة رضوان الله عليهم واسمه / زيد بن قيس بن شمسان او لابن عمه ، ولا تنسب السبية الا عبر نكاح شرعي ووقع اختيار برة بنت الحارث بن ابي ضرار من ان يتزوجها زيد ابن قيس بعد ان قتل زوجها .فلم ترضي بذلك الخيار ..فكاتبت رسول الله صلي الله عليه وسلم بأنها ابنة كرام بن ابي ضرار وسيد القوم من يهود بني المصطلق من خزاعة فتزوجها النبي صلي الله عليه وسلم اكراما لها ولقوم الحارث بن ابي ضرار .فاول ما فعله النبي صلي الله عليه وسلم تغيير اسمها الي جويرية بنت الحارث …بدلا من برة لانه اسم يحتوي علي مدح وبر حتي لا تطغي بتزكية نفسها بالاسم .
وفي هذا منهج يدلل علي منهج الحوار والنصح لهذه الطائفة من اليهود منه صلي الله عليه وسلم وهو منهج حوار وتعاطي من نوع خاص اتخذه النبي عليه الصلاة والسلام …وفيه من البر والتقوى لذوي القربي ( لقبيلة خزاعة ) ولقد ورد ان النبي عليه الصلاة والسلام قال في خزاعة ﷺ : «دع الركب، فإنّا لم نجد بتهامة أحداً من ذي رحم ولا بعيد الرحم كان أبر بنا من خزاعة..ثم يواصل وفقا لمنطوق الاية ليعبر عن حرصه لهذه الطائفة من اليتامي والمساكين بشرط لازم علي ان يقيموا الدين كله لله بالتقوى والصلاة وايتاء الزكاة .ودعوة بالقول الحسن ليهود الداخل ..ولعل في هذا المنهج مقاربة كبري ببذل القول الحسن لكل طوائف الجماعات والطوائف والفئات في العالم الإسلامي وذلك شرطا لازما وعطفا علي ان بعضا من الطوائف تضمر النفاق والحياد المصطنع والعداء للاسلام بالباطن وتدعي انها مسالمة وتدعي الاسلام . واشير الي اني لا اخلط الاشياء او ارميه جزافا ولكن ما ساشير اليه صراحة ان منطوق هذه الاية في القول الحسن اتخذه اعداء الدين ودخلوا به علي اهل التصوف ومشايخهم ليتقربوا بهم اليهم في مخادعة واضلال واضح ومن خلال زعمائهم لينفذوا الي نشر سمومهم عبر هذا الضلع المتسامح دوما بالقول اللين والحسن. وأن مشائخ التصوف يقبلون باي تائب او مغامر او سارق او مغتصب او مجرم او حتي منافق او ملحد او صاحب معتقد ارضي او بوذي او جمهوري … وفي كثير من الأحيان ينجح منهج التصوف بالقول الحسن في اصلاح بعض النفوس وتقويمها .ولكن الهداية من الله وحده …و يتضح في ان منهج السادة مشائخ الطرق الصوفيه في الكثير من دول العالم الإسلامي وخاصة في السودان والذي تنتشر فيه الطرق الصوفية والمشيخات في السودان والذي جعلها اكثر تاثيرا في الحياة السياسية والاجتماعية .ولعل نقد بناءا وهادفا اسوقه في المنشور القادم لتحليل المنهج الصوفي في السودان.واثر الشعر والشعراء المتصوفة والفن وايقاعات المدائح المترتبة علي تلك الاشعار والنشيد والقصيد …والاثار الخطيرة المترتبة عليها. علاوة علي التاثير السياسي الواضح علي الاحداث الجارية الان في السودان ..وكيفية إصلاح هذا المنهج والذي ظهرت اثاره السلبية الواضحة من بعض مشائخ الطرق الصوفيه في وقوفهم من غير ان يدروا مع احداث السودان من حرب وعداء للاسلام في هذه الحرب الشرسة والمدعومة دوليا من اليهود واذنابهم في المنطقة وخاصة من بعض دول الخليج وليس كل دول الخليج .والتي استهدفت اقتلاع الإسلام والقرآن الكريم من جذوره في السودان ..

والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته .
والله ولي التوفيق والي لقاء قادم متجدد بإذن الله تعالي
د.بابكر عبدالله محمد علي

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق