رأي
الرشيد محمد الصادق (الرشيد الزيداب)يكتب: مسك ختام المرحوم دكتور على الخضر بخيت
مسك ختام المرحوم دكتور. على الخضر بخيت
الرشيد محمد الصادق
(الرشيد الزيداب)
بعد الموت تبقى سيرة الفقيد كتاب متدوال مقروء بين الناس من المعارف و غيرهم ليضوع فوح عبيرها و و زاكى نشرها ليعم القرى و الحضر خاصة اذا كان فى تلكم السيرة الجميلة من النفحات الطيبة ما ينعش وجدان الإنسان و ما يسر اعين القارئين..
من الامثال الشعبية السودانية (إن شاء الله يوم شكرك ما يجئ) الشكر و الذكر بالكلم الطيب يوميا هو ما يتمناه كل إنسان لنفسه فى حياته الدنيا و آخرته التى هي ابقى..
يبقى معنى المثل و المراد منه.. ربنا يطول عمرك و يحسن عملك،، تمشيا مع معنى الحديث الشريف (خيركم من طال عمرك و حسن عمله). اللهم ارزقنا خير العمل..
الموت متى يكون ذلك امر حتمى استأثر به علام الغيوب عنده وحده.. — لكل أجل كتاب –.
يبقى حسن العمل و محمود السيرة هو ما يدعو الناس لمدح الفقيدالمرحوم..
هكذا كان مسك ختام دكتور. على الخضر بخيت ..
اخ منذ أن عرفته عرفت فيه شيم و قيم عليا عليها تلاقت ارواحنا فى صداقة متينة الاواصر و علاقة وسيمة وثيقة امتدت بيننا الى اخر يوم فى حياته لم تنفصم عراها ولم تضعفها غاشيات الايام و عوادى الزمن من ظروف العيش و صروف الحياة إذ تقتضى ان يكون الشخص احيانا بعيدا من اخيه فى مكان او بلد اخر حسب ضرورة العمل و هذا يكون دافع للقرب بالسؤال عن الاحوال..
هي الارواح جنود مجندة ما تعارف منها ايتلف و ما تناكر منها اخنلف.. بحمد الله و توفيقه لم نختلف على شئ من جوهر الحياة الدنيا (و ما خلقت الجن و الأنس إلا ليعبدون) كنا تحت ظلال هذا الآية المحكمة جند لله نسعى فى مناكب الارض. و فجاجها بحثا عن مرضات. ربنا ما استطعنا الى ذلك سبيلا فى هذا البلد المعتز بدينه و الطيب اهله و الطاهر ترابه…
ذلكم العلي كان على بينة من امرة و على بصيرة نافذة حاذقة و نظر لا ينظر إلا للمكارم و المحاسن و فى غير ذلك كان مصروفا بصره عن سفاسف الامور وحقيرها..
دكتور. على لأنه من اصل طيب و معدن أصيل كريم نشأ و عاش فى بيئة تذخر بالقيم القيمة و الفاضلة،، كان بين الناس شامة و علامة جم التواضع و الادب فى غيرما ضعة او ترفع يخالط المجتمعات بخلق حسن على الفطرة السوية و على السجية النقية لم يتغير طبعه و لا يعرف التكلف و التزلف لغير ربه الخالق المعبود بالحق…
على انجز كلما ما أوكل اليه من عمل بامانة و بكفاءة مهنية عالية فى ادارة النقل و المواصلات و البترول و فى التدريس بالجامعة و تصريف الاعمال عندما كلف بالعمل وزيرا بولاية الوحدة قبل انفصال الجنوب…
د. على الخضر حباه الله بالقبول و الاحترام و التقدير عند الناس لحسن معاملته لهم، فبادلوه المشاعر احتراما باحترام..
تجلت عبقرية دكتور على الخضر فى تأسيس منظمة حسن الخاتمة ذلكم الفتح الربانى الذى حباه و اكرمه به الله، و الله ذو الفضل العظيم،
قد كان أول امين عام لها و هي تقدم عمل غير مسبوق فى إكرام الموتى و ا ستصحب لذلك الإعلام بصحفية حسن الخاتمة التى كانت توزع مجانا وايضا لما يلى ذلك قامت تلكم المنظمة المتميزة بتسهيل عمل الحفر و الدفن و توفير المعدات و الآلات و الاكفان و الحنوط و تسوير المقابر و صنع الشواهد للقبور و العمل على ترقيمها بإدخال جهاز الكمبيوتر لذلك وتوجد عربات لنقل الجثامين عن نفسي الطلب..
لقد كان فى ذلك العمل الكبير المبتكر راحة لذوى الموتى و المشيعين مما خفف كثير من المشقة و الاعباء.. يا له من تفكير مضئ و عمل جليل كنت شاهد عليه و مشارك و عضو فيه رفيقا للمرحوم حسب مقتضى الحال، كما التف حوله كثير من الاخيار الاكارم و انتظموا فى عضوية المنظمة على امتداد مدن و قرى الوطن و كانت لهم تبرعات سخية و اياد بيضاء..
ذلكم بعض صفحات سفر و سيرة الفقيد دكتور. على الخضر بخيت عظم الله اجره و رفع قدره و مسك ختامه.. نسأل الله له الرحمة و المغفرة و القبول الحسن فى الفردوس الأعلى من الجنه مع النبيين والصديقين و الشهداء و الصالحين وحسن أولئك رفيقا..