سياسة

واشنطن تصف الاتفاق الإطاري بالخطوة الأساسية نحو التحول.. تساؤلات

الخرطوم: سودان بور
هنأ وزير الخارجية الامريكي أنتوني بلينكن ، السودان بمناسبة الذكرى 67 للاستقلاال المجيد، وقال في الموقع الالكتروني للخارجية الامريكية،” بالنيابة عن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية ” أشارك شعب السودان في الاحتفال بمرور 67 عامًا على الاستقلال، مضيفا إنني معجب بشجاعة أولئك السودانيين الذين طالبوا مرارًا وتكرارًا بأن تُسمع أصواتهم وأن يقدم قادتهم الحرية والسلام والعدالة”.وتابع أشارك شعب السودان في الحداد على الأرواح التي سقطت في العام الماضي ، ليس فقط في الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية ، ولكن أيضًا في العنف الطائفي.ورحب بلينكن بالاتفاق السياسي الإطاري، وعده خطوة أولى أساسية نحو استعادة التحول الديمقراطي في السودان. وجدد تأكيد الولايات المتحدة ودعمها لهذه العملية التي يقودها السودانيون وتشجع جميع الأطراف على الانخراط بسرعة وبحسن نية وحوار هادف لحل القضايا المعلقة.واكد ان الولايات المتحدة ستواصل الوقوف إلى جانب شعب السودان وكفاحه من أجل الديمقراطية، وقال “إنني أتطلع إلى مواصلة العمل مع السودان خلال التحول الديمقراطي وأتمنى أن يكون هناك عام ينعم بالسلام والازدهار في المستقبل”.

تساؤلات
وتساءل الدكتور الطاهر محمد صالح المحلل السياسي عن دور واشنطن في دعم السودان في فترة حكم الحرية والتغيير وحكومتي حمدوك.. مؤكداً انه لم يتم أي دعم حقيقي وقال الطاهر أن حديث بلينكن مجرد بيع كلام وان دعم بلاده للسودان مجرد حديث للإستهلاك السياسي وأشار الى أن واشنطن لايهمها التحول الديمقراطي في السودان بقدر ما ترغب في حكومة تنفذ أجندتها.

صناعة الأزمات
بدوره أشار الخبير الاستراتيجي محمد عبد الله آدم إلى أن أزمات السودان كلها خلفها واشنطن وحلفائها في الغرب بالحصار والدعم للتمرد المسلح والتدخل في شئون البلاد.
وقال إن أسباب الحرب في الأطراف طوال عقود كان ولايزال الداعم لها هو الغرب وقال إن أمريكا دعمت تمرد جنوب السودان إلى أن تحقق الانفصال الذي خططت له ومن ثم تركت الجنوب نفسه يواجه المشكلات وأضاف لم تكتفي بذلك ومن الواضح أنها ترغب في المزيد من الخطوات لتمزيق البلاد وأضاف الشعب السوداني لم يعد يثق في حديث المسؤلين الأمريكيين والشواهد على تدخلاتهم المؤذية كثيرة داعياً واشنطن لتغيير منهجها وقال على القائمين على الأمر تجاوز التعويل على الوعود الأمريكية.
بعد تهديدات (ترك) و(برطم) والمطالب الانفصالية ..الارض تهتز اسفل الحكومة الانتقالية

هدد رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة محمد الأمين ترك بإعلان الحرب في شرق السودان حال رفضت السلطات السودانية منح المنطقة منبراً تفاوضياً منفصلاً لتقرير المصير اعقبه عضو مجلس السيادة السابق رئيس كيان نداء الشمال أبو القاسم برطم،التهديد بحملهم في الشمالية للسلاح للمطالبة بانتزاع الحكم الذاتي، أسوةً بالمنطقتين واعتبر أنّ هناك مؤامرة وظلمًا على الشمالية من المركز لتحويلها إلى مقبرة وبقرة حلوب في عملية تعدين الذهب وقد جاء ذلك ضمن مطالب سياسية في عدة ولايات هدد طالب فيها المطالبين بالانفصال او تقرير المصير وأصبحت لكل تلك المناطق مليشيات مسلحة واستخدامهما كورقة ضغط لارغام الحكومة الانتقالية على تنفيذ مطالبها والوضع الحالي يشير الى حالة من التنمر على الحكومة المركزية التي تراقب كل تلك الاوضاع دون ان تضع حلول للازمة القائمة وإهتمت اكثر بمايدور في الخرطوم من صراع سياسي بين العسكر وقوى الحرية والتغيير حول السلطة.

نذر خطر
وصف المحلل السياسي عبيد مبارك أن الوضع الحالي بالغاتم والذي ينذر بخطر يحيط بالبلاد في ظل غياب هيبة الحكومة الانتقالية والمطالب الواسعة لتقرير المصير واعتبر مبارك ان اتفاقية جوبا كانت قنبلة مؤقوتة عندما منحت بعض الولايات حق تقرير المصير ومنعته على ولايات اخرى الامر الذي جاء بالغبن واصبحت مطالب ولايات شرق وشمال ووسط السودان والتي شاركت عن طريق المسارات منطقية وقال أن ظهور حالات التنمر، أسهمت فيه عوامل عدة منها ظهور ترسبات العنف بعد سقوط الانقاذ وظهور أحزاب ومكونات سياسية بعد طول حرمان من السلطة واخذتع تبحث عن فرصة للحكم ثم تعقيد الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في المناخ المجتمعي المتوتر حالياً، وخلق هذا الوضع، عدواً مفترضاً هو المسؤول عما آلت إليه أحوال البلاد بجانب غياب وسائل ضبط وتهذيب الخطاب السياسي الذي يصل إلى تصفية الخصم معنوياً وهو الخط ذاته الذي يسير عليه التنافس السياسي من خلال عدم تقبل الآخر نتيجة لشعور بالعجز عن الممارسة الديمقراطية، وعدم الثقة في السياسيين السودانيين، فكان البديل هو تصور مشوه لحرية التعبير بالنيل من الخصم السياسي واستخدام زعزعة الوطن كاوراق ضغط لتنفيذ المطالب الشخصية

نتيجة طبيعية
واضاف استاذ العلوم السياسية احمد محمد فضل الله أن بروز الحركات الانفصالية والمطالب بحق تقرير المصير يتناسب مع معطيات المرحلة الحالية والتي تغيب فيها الحكومة ويتسييد فيها الاجانب قرار البلاد وفي الغالب يكون مصالحهم في ظل عدم الاستقرار والانفلات الامني والادعاء المساهمة في مساعدة الدولة على تخطي عقباتها موضحاً ان تلك السياسة في الغالب تجد المعارضة من الكيانات والمؤسسات الشعبية التي تطرق على الوطنية وهو ماحدث بالسودان حيث برزت الجماعات الشعبية تطالب بحق تقرير المصير وتغلق الطرق وتعزل الولايات مشيراً الى ان انشغال الحكومة الانتقالية بالخرطوم والصراع وسطها اخفى عنها اكتشاف سد الاطراف

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى