سياسة

مبادرة نداء السودان هل تصبح حصان طروادة لعودة الإسلاميين؟

الخرطوم: سودان بور
تواجه مبادرة نداء السودان العديد من التحديات الداخلية والخارجية خاصة بعد تصويب عدد من المكونات المجتمعية والسياسية وقطاعات شبابية للمبادرة التي يكفي في تكوينها ذات الحاضنة السياسية للحكم البائد،وبالتي أصبحت معزولة من قوى الثورة التي ترفض العودة الوراء والقبول بعودة الإسلاميين عبر حصان طروادة مبادرة نداء السودان،ويقول المحلل السياسي محمد السناري أن المبادرة يغلب عليها التوجه اليميني وبالتالي تفقد مصداقية التوافق مع مكونات والوان طيف الفضاء السياسي في السودان والتي تلك التجاذبات سوف تقود الي انقسامات خطيرة في القريب العاجل بجانب أن المبادرة عاجزة عن توفير غطاء إقليمي ودولي مما يجعلها معزولة عن الحركة خارجيا
ويمكن توصيف ما يحدث بعد الاستقطاب الحاد لتيارات دينية وجهوية أن المشهد السياسي سوف يصبح أكثر تعقيدا
إن مبادرة أهل السودان للوفاق الوطني بدأت الاتصال بالقوى الإقليمية والدولية لتصبح وكأنها مبادرة لنداء المجتمع الإقليمي والدولي للضغط على أطراف الأزمة للانخراط فيها إليه بعد فشلها في إقناع أطراف الأزمة وعدم استجابة قوى الثورة لها، وطبقاً لمحمود فإن مساعي أهل السودان لتحقيق أهدافها في معالجة الأزمة وتشكيل حكومة تصريف أعمال مؤيدة بالحاضنة الاجتماعية التي تشكل مكونات مبادرة أهل السودان والمجلس الأعلى للقوات المسلحة المزمع تشكيله لاحقاً؛ بغية إيجاد مناخ سياسي مستقر يفضي إلى انتخابات مبكرة، سيما وأن كل الأطراف والمبادرات توافقت على فكرة الانتخابات المبكرة التي يمكن من خلالها وضع نهاية للأزمة الراهنة، فضلاً عن رفض الشارع للمجلس المركزي، الراهنة والوصول بالبلاد إلى الاستقرار السياسي والدستوري، وبحسب المحلل السياسي فإن المجتمع الدولي لا تهمه سوى مصالحه وأهدافه في السودان، وليس لديه مانع من التضحية بحلفائه من قوى الحرية والتغيير إذا لم يتوفر لهم القبول في الأزمة السياسية في السودان.
وفي المقابل أن المبادرة سوف تظل نوايا دون آليات حقيقية
فيما يرى السفير المتقاعد الصادق المقلي أن لقاء السفراء بالقائمين بأمر مبادرة أهل السودان لا يحرك شعرة من موقف المجتمع الدولي، مشيراً إلى أن المساعي لا تصب في إطار الموقف الذي عبرت عنه بيانات الاتحاد الأوروبي وأصدقاء السودان والتحالف الرباعي، بالإضافة إلى الترويكا، وقال إن الموضوع ليس قبول أو رفض المجتمع الدولي للمبادرة إنما مخرجاتها ومطابقتها المعايير، وأوضح المقلي – في حديثه لـ(اليوم التالي) – إن المجتمع الدولي لن يعترف بأي حكومة غير مقبولة من القوى السياسية والثورية والمدنية أو حكومة تم تشكيلها بصورة آحادية لا تشمل كافة القوى السياسية والثورية والمدنية ويعتبرها حكومة تفتقر إلى المصداقية، ووصف السفير المتقاعد لقاء رئيس المبادرة الطيب الجد بأعضاء السلك الدبلوماسي بأنه مجرد تمرين مجاملة دبلوماسية لن يكون لها ما بعدها، سيما وأن المبادرة لم يلتف حولها غير الفلول و المتماهين مع المكون العسكري الحاكم، وفق تعبيره.
كل تلك الوقائع تشير الي تحديات كبيرة تواجه مبادرة أهل السودان بعد أن تم تسويقها تحت غطاء يميني وجهوي بات مكشوفا أمام الرأى بما يجعلها متهما أول لمحاولة ارجاع النظام السابق.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى