رأي
د. بابكر عبد الله محمد يكتب: (( نحو منهجيات قاصدة لتجديد الفكر الاسلامي )) مراجعة و نقد موضوعي للصوفية والتصوف في السودان (( ٥ )) المنظور السياسي والاجتماعي لنقد وتناول الطريقة التيجانية
بسم الله الرحمن الرحيم
(( نحو منهجيات قاصدة لتجديد الفكر الاسلامي ))
مراجعة و نقد موضوعي للصوفية والتصوف في السودان (( ٥ )) المنظور السياسي والاجتماعي لنقد وتناول الطريقة التيجانية
المنشور السابع
الخميس ١٤ نوفمبر ٢٠٢٤م
مواصلة للمنشورات حول بناء منهج سليم للتصوف ما زلنا في تناول هذا الموضوع الهام في ظل غياب منهج ومبادئ أساسية يرتكز عليها التصوف في الإسلام والسودان .
حسب «لسان العرب» فإن كلمة نقد لا تعني ما يمارسه نقاد الفنون والآداب إلا بالجوهر. فالنقد هو التمييز ما بين المزيف والصحيح وهو نتاج فعل النقد فيقال «نقدته» أي دفعت له. وبفتح حرف النون أيضاً هناك معنى آخر هو «الكسر». نَقُدت أسنانه أي تآكلت أو اهترأت.
> و استخدمت الكلمة المتداولة من أطياف معظمها. لاتينياً، جاءت كلمة Critic وCritique من كلمة Criticus التي تعود، حسب المعاجم، إلى القرن السابع عشر. وهي ذات معنى مختلف تم تحريفه بعض الشيء، فالكلمة تعني «الحكم»، و«الناقد» هو القادر على الحكم. والاتيان بادلة موضوعية تؤكدماسيذهب اليه المنشور من ترابطية للأحداث ونتائجها وما توول اليه المخرجات.
> والمثير أنه في الأزمنة الغابرة كان النقد وقفاً على المشاركين في العمل الإبداعي ذاته ومن منظور فلسفي و هو من ينقد لابد أن يكون فيلسوفاً آخر مثلا افلاطون (بلاتو) ضد سقراط».
ولكن قداسة الزعامة الصوفية أضفت أيضا علي التصوف في غرب إفريقيا حالة من القداســة على المشايخ وعلماء التصوف والزعامات الصوفية يصل إلي تقديــس الحضرة والمشــيخة الصوفية واســتدرار بركاتها من أجل قضاء حوائج المريدين وفق الأدبيات السائدة في مجتمعات التصوف بشكل عام …
ان شيخ الطريقة التيجانية احمد بن محمد التيجاني ولد ونشأ ولد عام 1150هجرية الموافق 1737ميلادية ونشا بقرية عين ماضي الجزائرية مقر أسلافه. حفظ القرآن حفظاً جيداً وهو ابن سبع سنوات من رواية الإمام (ورش ) تلميذ الإمام نافع بن أبي نعيم على يد المقرئ محمد بن حمو التجاني الماضوى الذي تتلمذ بدوره في حفظ القرآن وقراءته على شيخه عيسى بوعكاز الماضوى التجاني..وذكرت بعض المصادر انه مع ازدياد نفوذه في الجزائر اضافة الي حكم و نفوء الدولة العثمانية ونتيجة للضغوط التي مورست علي الطريقة اضطر مع بعض من أفراد.اسرته الي الخروج مضطرا الي المغرب وعاش في فاس ودفن فيها وله ضريح ومسيد عامر بمدينة فاس …وهناك كثر مريدوه في المغرب بصورة كبيرة للغاية واحتضنته حكومة المملكة المغربية وصار من المقربين للملك والحكومة بالمغرب …واصبح لمريديه وتابعيه نفوذا كبيرا في الجيش والامن والشرطة واصبحت طريقة صوفيه لها نفوذها السياسي الكبير جدا في المغرب …ودخل فيها اعداد كبيرة من المريدين من ثلاث بيوتات او قبائل رئيسة في المغرب منهم (( ماء العينين )) وبالطبع فإن المجال الصوفي يتميز عن غيره من المجالات الفكرية بوعورة مسالكه وخشية اقتحامه من قبل الباحثين لا لشح المصادر وندرتها فحسب بل لصعوبة الولوج إليها أحيانا فقط، بل وإلى أسباب أخرى أكثر أهمية مثل صدقية الموجود من النصوص من عدمها، وعدم حملها للتاريخ الذي دونت فيه، بالإضافة إلى إغراقها في الذاتية، مع ما يرافق ذلك من حكايات وأخبار لها صلة بـ «الغيبيات » والتي تتحدث عن الكرامات وعن خرق العادة من قبل الأولياء وشيوخ الزوايا دون علمهم في كثير من الأحيان، لأن الشيخ « العارف بالله المتمسك بالكتاب والسنة » لا ينبغي أن يدعي ذلك، لاعتقاده أن الاستقامة أشد تأثيرا في الناس من الكرامة. فالاستقامة سلوك يومي، يعلم الناس ويؤثر فيهم. أما الكرامة، فلا تظهر على صاحبها إلا نادرا، إن كانت هناك كرامة، إذ يوجد من الدجالين من يدعيها للاحتيال على الناس، لذلك قال بعض أهل الصلاح والولاية:《 إن الاستقامة أفضل من ألف كرامة》
وفي تناولي لموضوع الطريقة التيجانية الصوفية أحسست بحزن عميق للغاية نظرا للاثر الكبير لهذه الطريقة في المغرب العربي وغرب افريقيا وامتدادتها في السودان الغربي والذي يشمل تشاد ونيجيريا والسنغال وموريتانيا ومالي وغرب السودان ومناطق اخري في عمق دولة السودان ..ولم اعثر علي دراسة واحدة تناولها باحث سوداني واحد بعمق وموضوعية بل ان كافة الدراسات باقلام جزائرية ومغربية وموريتانية وسنغالية وهي دراسات بحثية عميقة تناولت العديد من الأبعاد السياسية والاجتماعية كما تناول اغلبها الصراع السياسي المحموم الذي يدور حول أحقية الطريقة لكلا الجارين الشقيقين في المغرب والجزائر وامتداد تأثيرها علي الأعراب والبوليساريو الذين يسكنون في دولة الصحراء المغربية وارتباطها الوثيق باعراب الشتات في دولة البوليساريو والجارة موريتانيا .
ومما لاحظت حول الطريقة التيجانية ما بين المغرب والجزائر.. حيث يحتدم صراعا سياسيا ودينيا محموم بين الجارين
نقلا عن موقع الجزيرة في ٠٩/٠٧/٢٠٠٧ — تصدرت الطريقة الصوفية التيجانية طيلة سنوات التنافس السياسي والدبلوماسي بين المغرب والجزائر، وذلك بسبب الثقل الديني والسياسي ..والذي تتمتع به هذه الطريقة الصوفية واثرها
مما يحفزني اكثر لربط هذا الموضوع الخطير بما يجري في السودان من حرب شرسة يقودها عربان الشتات وبدعم فرنسي واماراتي وتشادي واضح .وربما دول اقليمية لم تكن في الحسبان .والأمر الذي يؤسف له ويحزن المرء هو غياب الدولة السودانية الغريب والتام للغاية والذي سيعمل علي تفتت السودان وتغيير سكانه بحجج واسانيد باطلة وادوات مخفية تعمل تحت ستارها وخفاياه اشياء وعوامل شتي … احدي .ابرز المؤشرات والعوامل الأساسية والتي برزت لي هي استخدام هذه الطريقة الصوفية لاشعال نيران الحرب وظهور قوات التمرد تحت غطاء خفي من غير ان تحس به الدولة الغارقة في الفوضي المنهجية نتيجة فقر الدراسات العلمية والبحث الراشد …الا فقط من خلال منشورين اعدهما وزير الخارجية الاسبق الدكتور الدرديري محمد احمد حول عربان الشتات …ولو حاول القارئ الحصيف ان يربط الأحداث مع بعضها لاستند علي دليل قوي للدعوة التي وجهت للهالك / محمد حمدان دقلو الي زيارة المغرب خلال فترة حكومة قحت المشؤمة والتقائه بالنائب العام المغربي وبحضور السفير المغربي بالخرطوم السيد/ محمد ماء العينين والذي دعا فيه النائب العام خادم مولاه ملك المغرب محمد السادس الحسن والذي دعا فيه الي التعاون القانوني والعدلي بين البلدين . نقلا عن قناة الجزيرة السودان….بتاريخ ٢/١١/٢٠٢٢م …
[بحضور السفير المغربي بالخرطوم محمد ماء العينين.. حميدتي يناقش مع النائب العام للمملكة المغربية الحسن الداكي ضرورة تكثيف الزيارات بين البلدين من أجل تبادل الخبرات ] من المهم ان نتساءل أين موقع النائب العام السوداني في تلك الزيارة والتي دعت للتعاون بين البلدين …
ومن المهم ان نربط بين الزيارة وما حظي به الشيخ ماء العينين بن سلطانين بثقة السلطان و الملك الحسن الثاني وبعده مولاي عبدالعزيز الوزير .حيث اعتاد الشيخ علي الطواف كل سنة علي زوايا [الطريقة التيجانية] بالمغرب كل عام لتحصيل هبات الاتباع…نقلا عن قوقل … فلنتامل الربط المحكم للتنسيق بين كافة المكونات الرسمية والدبلوماسية والشعبية لإدارة الشأن الديني والسياسي لخدمة الاهداف الاستراتيجية للدول .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته .
والله ولي التوفيق تابعوني في كل ذلك والي لقاء قادم متجدد بإذن الله تعالي نتناول فيه الطريقة التيجانية واعراب الشتات في المنشور القادم ..
د.بابكر عبدالله محمد علي
وللمتابعين عبر الفيسبوك لعلهم يستمعون الفيديو المصاحب للمنشور والذي يبدا بمناشدة الصوفية وبمناشدة الامارات ثم الطريقة التيجانية …وهو احد قيادات قحط ويدعي منتصر هباني
ويناشد الهالك محمد حمدان دقلو لانقاذ أهل الجزيرة منتهي
الانحطاط …