رأي

صلاح دندراوي يكتب في نقطة ضوء: تتعدد المنابر والشروط ثابتة

نقطة ضوء
تتعدد المنابر والشروط ثابتة
بقلم/. صلاح دندراوي
لايصبح صباح إلا وتجد مبادرة جديدة تدفع بها جهة صليحة كانت او عدو، كل يطرح بضاعته، وكثيرون يضمرون الشر من خلال طرح تلك المبادرات ويريدون الإلتواء والتخفي ووراء تلك الدعوات حتى يحققوا طموحاتهم في هذا البلد. وقليل منهم ما تجد ان قلبه على السودان ويريد من مبادرته تلك أن يطفئ هذا اللهيب المشتعل،.
ومن تلك المبادرات التي تدس من خلال أهدافها السم في الدسم نلك التي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا لعقد لقاء في جنيف والتي وضعت نفسها الشريك الرئيسي في إدارة ذاك الحوار وأقحمت فيها دول هي أس البلاء في هذا الواقع المرير الذي يعيشه السودان، وكانما هي بفعلتها هذه تدفع السودان ليرفض هذه الدعوة حتي تجعلها حجة عليه في ان الحكومة السودانية هي من تتعنت وترفض الحوار وتريد إطالة أمد هذه الحرب، وهي تدرك قبل غيرها أن الحكومة السودانية من فرط حرصها على إيقاف الحرب لم ترى نفقا يضئ لايقاف هذه الحرب إلا ومضت تجاهه،، ولكن هذا السعي تجاه تلك الحلول لا تمضي فيه وهي مغمضة العينين وإنما تتحسب لوقع خطاها حتى تنجاوز المطبات التي يضعها لها أصحاب الأجندة حتى لا تقع في الفخ، والكل يدرك أين تكمن تلك الحلول التي يمكن ان توقف الحرب ولكنهم يتغاضون عنها حتى ينفذون مآربهم وينتصرون لهذا العدو الغاشم الذي أهلك الحرث والنسل.
وقد قالها رئيس مجلس السيادة من قبل وكررها أمس مساعد القائد العام الفريق اول ياسر العطا في تسعة شروط تمثلت في الاستسلام، والخروج من منازل المواطنين والمؤسسات التي تقبع فيها المليشيا، واخراج المقاتلين الاجانب من البلاد، وتسليم المليشيا للاسلحة الثقيلة، وعدم الافلات من العقاب وذلك بمثول كل قيادي او فرد من المليشيا امام القضاء بشأن اي جريمة او بلاغ مدون في مواجهته، ولا تمثيل للمليشيا في مؤسسات الدولة العسكرية او المدنية، والزام المليشيا بجبر ضرر المتضريين من اموال داعميها، وفك أسر المعتقلين لديها.
وهي شروط ليست بالجديدة وقد نص عليها إتفاق جدة من قبل ولكن لم يتم تنفيذ تلك المقررات، والعجيب ان الولايات المتحدة الأمريكية التي تطرح المبادرة الجديدة هي ذاتها التي كانت ترعى مفاوضات جدة والتي خرجت بتلك القرارات، وقبل ان تفي بتنفيذ تلك المقررات هاهي تطرح مبادرة جديدة كانما تقول بانها صرفت النظر عن تلك المفاوضات بجدة والقرارات التي صدرت منها وعجزت ان تلزم المليشيا بتنفيذ ما خرجت به تلك المفاوضات، وهي تدرك أن الحل يكمن في ما خرجت به تلك المفاوضات ولكن لأنها لا تحقق طموحاتها ولا أحلام تلك الدول الضالعة في تلك الحرب حاولت أن تنفض يديها عن منبر جدة وإدارة ظهرها عنه لتبحث عن منابر أخرى قد تحقق لها ما تريد او يريد حلفاؤها. وستظل الحكومة وراء هذا الضوء مهما تمدد طول النفق تتجاوب مع أي طرح وعلى إستعداد للجلوس أينما كان، ولكن حتما لن يغير ذلك من موقفها شيئا لأن الشروط هي  هي، وأن البرهان او قيادات الدولة تدرك إن هذه هي رغبة الشعب الذي وقف مناصرا لقواته المسلحة في خندق واحد دفاعا عن أمن البلد وعزته، وأنه هو صاحب القرار والإرادة، وقبل ذلك انه من تضرر من هذه الحرب التي أوقد نارها ذاك العدو والتي من خلالها قتل وسلب وإنتهك وشرد الملايين.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق