منوعات

بكته القضارف… مهدي الجمل ينعي الرمز القانوني محمد الشيخ الصافي

بكته القضارف

مهدي الجمل ينعي الرمز القانوني محمد الشيخ الصافي

بوح الروح

{داخل روضه غني}
وداعا ود الشيخ الصافي

اليانع الفاقع..
القطيف الرهيف..
سقينا الود صافي…
سمونا وما نزلنا…
الله..الله.. ياود الصافي..
الله… الله ..وأنت تتجول في المشافي..

ونحن جماعه كنا..
يوم في الدهر فنا..
شهدنا الزهر غني..

وقد كان الزهر بوجودك ليغني وقد أمسي اليوم مطرقا ذبولا ياسليل الأكرمين وزهرة آل الشيخ الصافي وبلبلها الصدوح..

مع بكائيات حربنا تبكيك أم خنجر وتشهد القضارف بسهولها ووهادها، بتلالها والجبال..ونبكيك نحن بدمع دم يشق الجفون شقا يحدث في الخدود صدعا لا يلتئم أبدا..

..أم خنجر هذه مرتع حبونا وبداية طفولتنا ووالدنا رحمه الله في شفخانتها أيام كانت شفخانة ..صديق الجميع ورفيق أهلك الأولين..وقد أحبهم وأحبوه وكانت فيها أسماء لا أستجمع ذكرها لكنها كبعد جغرافي لازال بعض مافيها يمثل بعدا حنينا في قلبي حتي إلتقيتك يا محمد ..هفيفا ظريفا..فيك أناقة الأمراء ووسامة الملوك ميَّال للخير فعَّال للوداد..
كانت المرة الأخيرة التي التقيته فيها بمستوصف الدرديري.. كانت أصابعه الخمسة مبتورة ورغم مابدا علي وجهه من عناء إلا أنه كان يغطيه بترحاب شيوخ العرب ويضفي بوضاءته جوا من الإبتسام بتحدث عني في وجودي وغيابي للآخرين بحب عظيم تبادلناه سنين معرفتنا كأولاد بلد ومبدأ ومنشأ وحياه..
الفتي مغمض العينين بيمناه نسبحة وعباس كابو يتلو علينا من آيات الله والدعاء مايرقي به صديقنا والقلوب تتبتل لمالك الملك حتي ينهض ود الصافي فمعركة الكرامة وتصاريف الحياة تحتاج لمثله وكان أعز ماتمنيناه لحظتها أن نراه بيننا قائما يزرعنا وطننا ..ويزيدنا زخما..لكنه كان أسرعنا سفرا..فبدت أحزاننا فيك تمديدا لرهق لازمنا بلا توقف وأنتم تذهبون الواحد تلو الآخر والمآقي لم تعد تختزن علي محاجرها دمعا..
يااامحمد..
إن مااعتري هذه القسمات من طول أيام المرض لم يعتلي خلقك الوسيع بخلق الله البديع ونحن نشهد لك أن نُبلك كان ليمتد فتأوي وكان يستطيل فتداوي ويعربد في كل مكان فتكسو وتعطي ولم تبخل بشئ وإنا لنعلم أنك قدمت لحياتك بتجرد وبلا من..وماعلمناه نحن ويخفي علي الآخرين قد يخفي علينا بينما يعلمه الآخرون ..فأنت صالح من منبت صالح ..فارقتنا والكل راضٍ عنك وراضٍ بقضاء الله وقدره الذي تقرر به إنتهاء موعد هذه الرحلة هنا..في هذه الفانية..وظننا بالله الحسن أن نلتقي علي سرر متقابلين في جنات النعيم.. ولتغني كيف شاء لك الله في روضاتك الحسان..رحمك الله…

وﻗﻤﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻠﻨﺎ
ﺷﻴﻠﻨﺎ ﻭﺭﺣﻠﻨﺎ ………
ﻧﺎﺱ ﺭﺍﻓﻌﻴﻦ ﺟﻬﻠﻨﺎ …..
ﻭﻣﺘﺮﺍﻭﺣﻴﻦ ﺃﻫﻠﻨﺎ ………
ﻭﺩﻋﻨﺎ ﺍﻟﻤﺤﻠﺔ
ﺑﻮﺩﺍﻉ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ …..
ﻭﺩﻋﻨﺎ ﺍﻷﺯاﻫﺮ
بلغة ﺍﻟﻌﻮاﻃﻒ ………
ﻓﻰ ﺃٍﺳﻠﻮﺏ أحنا

وداعا أيها الرصين..الخزين..
إنا لله وإنا إليه راجعون

مهدي الجمل.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق