رأي
محمد عبد الله الشيخ يكتب: عقار… إجادة الخطاب واحترافية المناسبات والمفردات
محمد عبدالله الشيخ
يعتبر سعادة الفريق مالك عقار اير نائب رئيس مجلس السيادة واحد من السياسين الذين لهم مخزون جيد ورصيد من الالمام بالمقردات العامية السودانية وادبها وامثلتها مكنته من إجادة مخاطبة المناسبات والمجتمعات المختلفة بما يجذب انتباه الحضور ويسرق اذانهم ولا تقتصر هذه الميزة والخاصية علي مخاطبته لمناسبة دون الاخري او مجتمع دون الآخر لعل مرد ذلك الي النشاة في مجتع ريفي رعوي شديد اللصوق والتعلق بفضاءات الطبيعة والهامها هذه الميزة اكثر وضوحا عندما يخاطب اهله وحاضنته الاجتماعية الشي الذي يخلق قدر من الألفة والالتفاف حول ود البلد هكذا بدا سيادة النائب لدي زيارته الحالية لاقليم النيل الأزرق وحضور الإفطار السنوي والذي فاجاه مقدم البرنامج بمخاطبة الحضور ليقول انا قايل نفسي معزوم فطور ما معزوم كلام))لكنه برغم ذلك ارتجل خطاب ملي بالكثير علي مستوي المفردات والقضايا والمتابع لمسيرة عقار يحد ويلحظ تطورات وتحولات بحسب مقتضيات الواقع ومتغيراته وبالضرورة ان مالك عقار المقاتل المعارض ليس هو مالك عقار رجل الدولة وثاني مسؤل فيها والذي كشف بعد تولية عن شخصية غير وتاتي القيمة الكبيرة لعقار رسوخ قناعاته بهذا التحول والانسجام مع مطلوبات رجل دولة في هذا المقام تحسب أقواله وأفعاله بميزان الدقه هكذا تابعت ليلة امس خطابه في الإفطار السنوي لحكومة الاقليم وباهتمام وتركيز عالي لدرجة تدوين المفردات وتصيدها لاحصل علي عنوان علي درجة من الاثارة والجذب كان الي جواري الاستاذ الصحفي القدير صديق دلاي ولم يكن اقل دهشه وتكيز عني في هذا الخطاب الذي جاء ملي حد الاتراع بماهو جدير بالاهتمام خاصة مايلي تقدير وقناعاته تجاه الجيش السوداني وضرورة والمحافظة علية كواحد من ممسكات بقاء البلاد بوحدتها وتنوعها وسيادة ترابها وهنا تاتي القيمه العالية للرجل وشاجعته في الاحتراف بقوة من كان خصمه في يوم من الايام حيث يقر بعدم القدرة علي هزيمته ليؤكد ضرورة التمسك به ودعمه واسناده وكم ادهشني ذلك الأسلوب بالعامية عند الحديث عن المواقف في محاربة الجيش القتال ضده وخطر ذلك في مرحلة لاحقة مشبها ذلك ((كنا في الرعي نسن قرون الثور لطعن الثيران في مراح اخر ولكن ننسي ان هذا لثور سيعود الي الزريبه بالليل ويطعن ويعوق إخوانه )) هذا التوصيف الدقيق لحمل السلاح وخطر ردة فعله علي مجتمع حاملة يوضح بجلاء ادراك الرجل لمخاطر حمل السلاح ضرورة التقيد في التعامل معه وتقنينه اما القيمة الإضافية الكبيرة في ذلك الخطاب هو تماهي الرجل مع الأجواء الايمانية الرمضانية بالحديث عن فضل الشهر الكريم ليربط ذلك بقناعاته بانتهاء الحرب منذ بدايتها وقالها عقار قناعتي ان الحرب ستنتهي يمكن أن ينهيها الله ((ب كن)) ((إنما أمره اذا اراد شي ان يقول له كن فيكون ))ليذهب بعد ذلك في اتجاهات انتهاء الحرب اما بالحسم العسكري او التفاوض والذي حدد شروط الحكومة ورؤيتها له اما الأهم والأكبر قيمة هو حديث عقار عن ضرورة تحاوز الماضي بكل مراراته ((تجاوزت جبال من المرارات واغلقت الماضي وقفلت علية بعشر ترابيس )) لم يفوت علي عقار ماظل يصطلح له وبمفردة من انتاجه الخاص (( البلبصة والبلابصة السياسين)) وتنطلعهم ليغلق الباب لممارسة هذا النهج بفضل الوعي وفضح مؤامراتهم لتاتي فترة مابعد الحرب والتي يجب الاستعداد لها والتفكير بطرق حديثة غير تقليديه حتي لا يتفجا السودانين الذين تعودوا ان يتفاجو برمضان والعيد هكذا يملك عقار رؤية لكل مالاَت واحتملات الوضع في البلاد بكل تجلياته هذا فقط ما افصح عنه في الهواء الطلق وعلي رؤس الاشهاد ومن المؤكد ان ما قيل داخل الغرف المغلقة أعمق واكبر