د. بابكر عبد الله محمد يكتب: (( نحو منهجيات جامعة قاصدة لتجديد الفكر الاسلامي )) المنشور العاشر ( ١ من ٤ )
بسم الله الرحمن الرحيم
(( نحو منهجيات جامعة قاصدة لتجديد الفكر الاسلامي ))
المنشور العاشر ( ١ من ٤ )
الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤م
مواصلة للمنشورات السابقة حول بناء منهج جامع سليم للعمل علي نسج شتات الكلمة والملة وفقا لمنظور تجديد.الفكر الاسلامي الذي كاد.ان يضيع وفقا للانقسامات التي شلت جماع وكلمة الامة المسلمة ..والذي اصبح تخلفها و هوانها وضعفها وشتاتها احد.العناصر الرئيسة لانحطاط العالم اجمع ..واذا كنا بصدد وضع المنهج فلابد ان نحاول من خلال هذا المدخل ايجاد.تعريف دقيق لمفهوم المنهج نفسه ..
ولعل عبارة وكلمة المنهج تترائ للانسان في كل مراحل حياته الفطرية وتطوراتها …و كلمة منهج وردت مبكرة للغاية.ما قبل الميلاد. ووردت في القران الكريم قبل خمسة عشر قرنا مرة واحدة في قوله تعالي (( وَأَنزَلْنَآ إِلَيكَ ٱلْكِتَـٰبَ بِالحَقِّ مُصَدِّقًا لِما بَينَ يَدَيهِ مِنَ ٱلْكِتَـٰب وَمُهَيمِنًا عَلَيهِ ۖ فَاحكُم بَينَهُم بِما أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلا تَتَّبِع أَهواءَهُم عَمّا جاءَكَ مِنَ الحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلنا مِنكُم شِرعَةً ((وَمِنهاجًا ۚ)) وَلَو شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُم أُمَّةً وٰحِدَةً وَلـٰكِن لِيَبلُوَكُم فِى مَآ ءَاتَكُمْ ۖ فَٱسْتَبِقُواْ ٱلْخَيْرَٰتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرجِعُكُم جَميعًا فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم فيهِ تَختَلِفونَ)) المائدة-48.هذا علي صعيد القرآن الكريم وهو كلام الله سبحانه وتعالي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه او من خلفه …وكلمة منهج لها مدلول واحد وهو لا يختلف كثيرا من نشاط او عمل او حقل وفقا لاستخدامه في العصور القديمة ما قبل الميلاد او في عصرنا الحاضر وورد بمعاني متقاربة حسب مختلف اللغات ..ففي اللغة الانجليزية اخذت بعدا عريضا في التعليم ليحقق أهداف استراتيجية علي المدي الأطول فكلمة (( Curriculum)) في التعليم او مناهج التعليم :
In education, a curriculum is the totality of student experiences that occur in an educational process. The term often refers specifically to a planned process.
وهي تعني منهج تعليمي اكاديمي وخاص بنقل خبرات تعليمية لنقلها كمادة وتعليمها للنش والتلاميذ من خلال عملية تعليمية وفترات دراسية مخططة لتحقيق أهداف محددة .
ثم علي مستوي اقصر وردت عبارة ( Sylabus ) وهو منهج يحتوي علي مواد.متعددة ( Courses) لتحقيق أهداف محددة نهاية العام .واخذ اسم منهج في البحث العلمي منحي في الانجليزية مقاربا للمناهج في اللغات اللاتينية والاوربية باسم
(Scientific Research Methodology ) بمعني منهجية البحث العلمي … وفي الإدارة اخذ اسم منهج منحي مختلف نوعا
واخذ تحديدا هذه العبارة (( Approach ))
ثم ارتبط في الإدارة بنهج العملية (( Process Approach )) وهكذا ومع اختلاف المسميات ظهرت عيوب متزايدة في كل أنواع المنهجيات التي أشرت إليها…بإستثناء منهج واحد وهو منهج الله تعالي والذي ورد في القران الكريم وذلك لانه كلام خالق هذا الكون وكفي . وساحاول ان أدرج خطأ استراتيجي واحد فقط كمثال واحد.فقط لاغير لمناهج صنع البشر والتي تصادم الفطرة السليمة التي خلق الله سبحانه وتعالي البشر ليكون خليفته في الأرض..وهي أخطاء مقصودة في ذاتها …فمازالت مناهج التعليم لا تحقق اهدافها المرجوة في دول العالم الثالث وخاصة في الدول العربية والاسلامية ..اما مناهج البحث العلمي في الدراسات الإنسانية والنفسية تمثل كارثة علمية كبري لم تبارح مكانها .ومثال لذلك فالاستبانة المعدة لتحليل بيانات الدراسة مازالت تحمل في العبارات المراد جمعها و تحليها في اجابة عبارة (( محايد.)) او ( Neutral ) وهو متغير لا يصلح ابدا يكون اجابة ذات اعتمادية لاغراض البحث العلمي وهو مازال يستخدم في الجامعات في السودان والعالم العربي …فالمحايد هو في التعريف يعني بالضبط المنافق او الخائن الذي لايميل الي هؤلاء او هؤلاء كما وصفه القرآن الكريم والامثل ان يوصف بالمتشكك (( Uncertain)) كما تعمل في ذلك اغلب البحوث التطبيقية وخاصة كليات الطب وبعض الكليات التطبيقية الاخري …اما في صرعات علم أدارة الجودة ومع بروز مفهوم التميز ظهز لنا نموذج التميز الأوربي EFQM وفي آخر نسخه ٢٠٢٠ والذي صدر في نوفمبر ٢٠١٩م …ظهر بمفهوم متغير الي حد ما عن النماذج السابقة وبالتركيز علي نهج العملية Process Approach حيث أبرز النموذج تطبيق قرابة المائة منهجية لتحقيق التميز من خلال نظم الإدارة المختلفة ولكن الاتحاد الأوربي ومنظمة الأمم المتحدة أرادوا ان يخدعوا علماء الإدارة بإدخال الاهداف ال ١٧ والتي اقرتها الأمم المتحدة لتحقيق الاستدامة في دول العالم وأطلقت عليها أهداف الاستدامة للتنمية SDGs والتي صدرت من الأمم المتحدة ٢٠١٥م …ومن بين الاهداف هدفين استراتيجيين للغاية يراد بهم شرا بدول العالم الثالث وخاصة دول العالم الإسلامي…ولا مشاحة ولا رفض للعديد من الاهداف التي طرحت ولكن الخطورة في الهدف الرابع والعاشر …فالهدف الرابع ينص علي المساواة بين الرجل والمرأة اما الهدف العاشر فهو ينص علي الاتي : الحد من الإجراءات التي تحد من تطبيق المساواة في المجتمعات وذلك بالزام الدول بإجراء التعديلات التشريعية والقانونية وفي ذلك إشارة الي سيداو وزواج المثليين وحق المراة في الإجهاض وغير من التشوهات التي أصابت المجتمعات وارادوا بها تطبيقها في الدول المحافظة ليسهل ترويضها واستعمارها للأبد….ومن حسن الصدف ان دكتور ادوارد ديمنج والذي يعتبر ابو الجودة والتميز في العالم اشار الي ان نموذج التميز الأوربي وغير من مصطلحات وبرامج ومنهجيات الإدارة الحديثة نوع من ((البدع )) وكان الرجل أراد. ان يقول ان الجودة والتميز بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار …ذلك انها ضرب من ضروب التكسب الحرام .اذا لم تنقل للاخرين بالوجه الصحيح الذي صممت من أجله والتي انتشرت وحصدت ملايين الدولارات من خلال من يقومون بتدويرها في ورش التدريب وسمنارات وغيرها من الوسائل التي تستخدمها العديد من الوزارات والمصالح والشركات وتنفقها من باب الإنفاق علي موازنات التدريب في الدول والموسسات والشركات ..وتبقي أزمة التخطيط و الجودة نفسها تراوح مكانها ان لم تسعف بايراد الطرق (( Methods)) والوسائل والأدوات والبرامج والتدريب بفعالية تطبيقية ومنهجية أقرب لاداء الاعمال .ما دعاني لهذه الأفكار هو الفهم الصحيح للاية ( ٤٨ ) من سورة المائدة ان ما يحدث من اختلافات في اتخاذ النهج السليم إنما يتاتي من هوي في نفوس العلماء والمفكرين والاداريين والاكاديميين فاتباع الهوي في كل أعمالنا ضلالة وسوء فهم للتطبيق في عاداتنا وعباداتنا واعمالنا وكل النشاطات التي يقوم بها الإنسان لاعمار هذا الكون .
ونواصل في المنهج والمنهجيات لغد افضل بإذن الله تعالي .
والله ولي التوفيق
د.بابكر عبدالله محمد علي