رأي
محمد عبد الله الشيخ يكتب في نصف رأي: طلاب السودان بين سندان الحرب ومطرقة الرسوم
محمد عبدالله الشيخ
نصف رأي
طلاب السودان بين سندان الحرب ومطرقة الرسوم
لم يعد حال الشعب السوداني ومعاناته المتجددة بحاجة لاضاءات فهي لم تستثني احد لكنها تفاوتت في الدرجة والمقدار وتفاوت تأثيرها وتحمل الناس لها والتعاطي معها وافرازاتها فقد زهقت جرائها أرواح وشردت وهجرت قسرا وجبرا ملايين الأسر وفقدت الماوي وأسباب الدخل والرزق ولم يبقي شيء من حياة الناس لم تطله بالخراب وكما ان للحرب ضحايا فإن وللأسف لها تجار ومستفيدين من عديمي الواعز والضمير من لايخافون في إخوانهم إلاً ولا ذمة يعملون علي اكتناز المال واغتنائه بأي شكل كان وهذا من إمتحان الله وابتلاءه ليبلونا نصبر ام نكفر بدأت معاناة المواطن مع بداية الحرب والنزوج حيث واجه المهجرون من مدنهم وقراهم مغالاة خرافية في أسعار السكن و الإيجارات مما اضطر الكثيرون للهجرة الي الدول الجارة والشقيقة وكانت مصر هي القبلة الاولي والخيار الامثل للمشردين لكن وبتزايد الإقبال عليها برز غول الجشع وسماسرة تذاكر السفر ومن ثم تأشيرات الدخول ممن استغلوا ظروف الناس من المرضي والطلاب والأسر الباحثة عن الأمن والاستقرار وبات المواطن يهرب من جحيم آلة حرب المليشيا ليقع في مصيدة سماسرة وتجار الازمات في غياب تام لأي شكل ونوع من رغابة الدولة وكل شيء علي المسمع والمراي يعاني الطلاب فقدان القلق والوجل جراء إغلاق المدارس والجامعات ومنهم من كان علي أعتاب التخرج ومنهم من هو في بداية مشواره في التعليم الجامعي او المدرسي فكان ذلك عامل ضغط وعبء إضافي تضاعف ليثقل كاهل أولياء الأمور ومع تطاول أمد الحرب واشداد فتكها واذياد رقعة تأثيرها تعشم الطلاب واسرهم خيرا في مؤسسات التعليم في إيجاد حلول بديلة لكن يبدو أن عشمهم وظنهم الخير لم يكن في محله ولم يصادف أهله فقد انتظمت كل مؤسسات التعليم وليس جلها في صف تجار الحرب لتزداد ويلاتها علي المواطن المغلوب علي أمره فغالت في الرسوم ما بقي منها في الداخل ومن فتح مقر بدولة خارجية وأصبح كل رسم بالعملة الصعبة (الدولار ) وفي ارحم الأحوال ما يعادله بالعملة المحلية والاغرب ان هنالك طلاب ببعض الكليات والجامعات سددوا رسوم الدراسة قبل الحرب ليتفاجوا بطلب سداد الرسوم لذات العام حيث كانوا يتوقعون في أسوأ الاحوال ان يطلب منهم إكمال المبلغ بما يوازي الرسم المعدل فاكتوي الطلاب واسرهم بنيران تكاليف التعليم وهم في أشد حالات البؤس وانعدام الدخل وأصبحت الكثير من الأسر أمام خيارين لا ثالث لهم اما ان يوفروا هذه المبالغ التي تنو بحملها قدراتهم وأما ان يفقد الأبناء مستقبلهم والغريب في الأمر هو تلك المفارقات بين المدارس والجامعات السودانية في المهجر ومثيلاتها في تلك البلدان من حيث تكاليف الدراسة والجودة كذلك ودونكم ما ابدته سلطات التعليم في مصر من ملاحيظ علي العديد من المدارس السودانية وعدم استيفائها للمواصفات والشروط المطلوبة فاي مستقبل ينتظر من يتعلمون في مثل هكذا ظروف فهو مقسم الفكر والتركيز بين حاله وظروف أسرته الماثل وما ينذر به المستقبل من مجاهيل في ظل انسداد الافق وضيق الخيارات بل انعدامها يشكو الطلاب وابائهم مر الشكوي دون ان يجدوا من يسمع شكواهم لتبادلهم الجمعات مغلاة دون رحمة ولا رافة هل يعقل ان تطلب جامعة سودانية مبلغ خمسة الف دولار من طلاب السنه النهائية لكلية الطب وان يصل رسم استخراج الشهادة (تفاصيل) الي 1000دولار و500للشهادة و200 للافادة اما سكن الطلاب فهذا أمر جلل فبدلا ان تساعد بعض الجامعات والكليات طلابها بتبني مبادرات سكن جماعي يراعي خصوصية الظرف فقد أصبحوا ايضا ضمن مشروعها الاستثماري الاستغلالي اي قلوب هذه واي سيوف هذه سلطت علي رقاب هذا الشعب المبكي علي حاله المغلوب علي أمره
بين يدي الآن العديد من الرسائل تحمل أمثله وشكاوي لما يواجه ابناءهم من نذر الخطر بفقدان مستقبلهم بعد ان اصبح التعليم تجارة واستثمار لايخضع إلا لمعايير الربح والخسارة وهنالك من ترك التعليم العالي في مراحل متقدمة لضيق ذات اليد والغريب في الأمر أن هذا لم ينعكس في تحسين أحوال الاساتذه المحاضرين ولا المعلمين والعمال بهذه المؤسسات التعليمية إلا بقدر لايذكر هذا الأمر لم يستثني فيه قطاع حكومي او خاص مع فوارق قليلة في حدة ودرجة الغلاء وما يستغرب له المرؤ ويحتار ان الجامعات تتعامل مع الاساتذه وفق الحضور وجدول المحاضرات وبنسبة ٦٠%فقط من الراتب الشهري لمن يؤدي محاضرات عبر الإنترنت او من مغارها البديلة في بعض الحالات اما مساعدي التدريس والكوادر الأخري ربما يتعاطون اقل مع وعود مستمرة من قبل المؤسسات التعليمية بتحسين الأوضاع دون تنفيذ
هكذاوفي ظل ضبابية المشهد اضطر بعض المقتدرين علي إيجاد خيارات بديلة ليواصلوا مشوار تعليهم من حيث توقف في جامعاتهم او يبدأون رحلة جديدة يضحون فيها بما مضي من سنوات بشروط احسن وجودة اعلي وتكلفة اقل هكذا شكل وحجم المرارة في واقع تتراكم مشاكل طلاب التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي لتصل الي ثلاثة دفع ليقدح ذلك في مستقبل التعليم في السودان والاعتراف بشهاداته وتفضيل خريجي الجامعات السودانية الذين كانوا في مقدمة سوق العمل بالداخل والخارج هكذا ينحدر حال المواطن وتتراجع حياته بؤسا في سباق المغالين وجشع السماسرة أس البلاء والشقاء ينقلون العدوي من مدينة الي اخري ومن قطاع الي آخر وإياكم أعني اهل العقارات في ام درمان فقد كشر الغول عن انيابه وبدأ يغرس وينهش ليوردكم الهلاك
اللهم هذا هو الحال والمآل فبدل حال السودان بأحسن منه
وكن في عون أهله وانصر قواتنا المسلحة وهي التي يقع عليها عبء كل شيء
هذا مالدي
والرأي لكم