رأي
صلاح دندراوي يكتب في نقطة ضوء: هل تبتسم مدني من جديد
هل تبتسم مدني من جديد
بقلم/ صلاح دندراوي
في إحدى الفعاليات التي جرت بمدني بحضور والي الجزيرة وأعضاء من اللجنة الأمنية والمقاومة الشعبية ورئيس لجنة الإسناد والإعمار وبعض المنظمات ورهط كبير من مواطني مدني الذين نزحوا إلى المناقل، والتي نظمت بهدف توزيع بعض المعينات الغذائية لتلك الأسر من لجنة الإسناد بقياة الشيخ ابو ضريرة، في تلك الفعالية كان أحد المغنبين إتساقا مع الحدث تفنى بأغنية: من إرض المحنة لي أرض الجزيرة والتي يقول مطلعها:
من أرض المحنة لي أرض الجزيرة
برسل للمسافر أشواقي الكثيرة
فما كان من معظم الحضور إلذين تدافعوا نحو الفنان معبرين عن مشاعرهم إلا وأجهشوا بالبكاء والنحيب بصوت متعالي تاسفا وتأثرا بما حاق بتلك المدينة التي كانوا يقطنونها جراء الإعتداء الآثم عليها ، وما ألم بهم من مواطنين وأسر من تشريد ونزوح وتهجير فضلا عما إفتقدوهم من أناس عزيزين عليهم تم قتلهم وتشريدهم، كل تلك الإحزان تجمعت في ذاك المكان والزمان.
ويحق كانت لحظات صادقة تدفقت فيها تلك المشاعر العفوية على صدى تلك الذكريات التي تداعت تفرض نفسها على اللحظة، ويحق إنه شئ مؤثر وكأنه حلم في أن هؤلاء المواطنين الذي كانوا يعيشون في أمن وسلام وطمأنينة يجدون أنفسهم فجأة يعانون التشريد والترويع وفقدان الأنفس والأمتعة والأثاثات.
ولكن أقدار الله لا يجد المرء إزائها إلا الخضوع والإسنسلام التام واليفين بأنه إبتلاء أراد به الله إن يمتحن صبر وتماسك هذا الشعب، والتأكيد بأن مجريات الحياة ليست كما يريد الإنسان وإنما إرادة المولى هي العالية، والمولى الذي يقول في حكم تنزيله:( ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات) وبعدها يقول تعالى(وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) .
ولكن حتما يجئ الوعد من المولى تعالى:(إن بعد العسر يسرا.)ووعده الحق عندما تساءل الرسول والذين معه (متى نصر الله)ليكون الرد من الكريم تعالى:(ألا أن نصر الله قريب).
ولكل فإن النصر أت، وباتت البشائر تلوح في الأفق وأن هؤلاء المشردين سيعودون إلى ديارهم وسيلتئم الشمل، وتعود الفرحة إلى أهل الجزيرة والسودان قاطبة، وتنفلق من بين الأحزان، ويعود ذاك الشعار الذي كان منصوبا على مدخل المدينة( إبتسم أنت في مدني)، يعود إلى الواجهة بكامل مضامينها وألقها وحتما تعود.
ولنا عودة..