ياسر الفادني يكتب في من أعلى المنصة: سنجة تستغيث
من أعلي المنصة
ياسر الفادني
سنجة تستغيث
أشفقت كثيرا علي كل المدن التي إستبيحت من قبل الجنجا ولازالوا فيها لأنني زرت سنجة ورأيت حجم الخراب الذي طالها برغم أن الأوباش قد مكثوا خمس شهور فيها وربما تزيد فكيف تكون مدني علي سبيل المثال ؟ ياتري ؟
الطريق من الدندر إلي سنجة يفصح ثم ينتحب… علما بأن الدندر أيضا طالها الخراب ، علي طول الطريق بين المدينتين رايت بعيني ثم حسبت أكثر من ٢٨٠ من المتحركات … عربات صغيرة وكبيرة وتكاتك وركشات ومواتر تعج بها جنبات الطريق منها المحروق والمقلوب وحتي التي سلمت من ذلك وتعطلت واقفة طالتها أيدي (الشفشافة) ….كل هذه المتحركات يملكها مواطنين تم نهبها أما قسرا منهم وهم نازحين وإما سرقوها من منازلهم بإيعاز وإرشاد من المتعاونين الذين كان لهم السهم الصديء المعلي في إستباحة بنت عبد الله سنجة الحبيبة
أسلاك الكهرباء وقعت أرضا جراء التنشين عليها وإستعمالها لجر عرباتهم ، (السرائر) التي وجدوها الشفشافة أنها مكسورة و(مابتجيب حقا) !!… تركوها في الشوارع ، عربات كثيرة وقعت من أعلي إلي أسفل وإستقرت وسط الأشجار الكثيفة عمقا ، ظلام دامس تعيشه المدينة وقلة الحركة ليلا مع تواجد قليل جدا للمواطنين هناك حيث لا مياه إلا من النيل ( وردا) ! ، سنجة الان هي ليست سنجة التي أعرفها كل من تقابله يحكي لك حكاوي مأساوية كانها أفلام أكشن كيف نجي وكيف إحتمي وكيف تعامل مع من ظلم و أذل، السوق الذي يقبع داخل حي المزاد إن نطق يحكي عن نزوح المئات من المواطنين العمارة المعروفة في سنجة إن نطقت تحكي عن صاحبها الرشيد أحمد علي وهو شخصية معروفة هناك كيف أن الجنجا دخلوا عليه وقالوا له: انت من الذين نزلت التعليمات لدينا بأن بتم تصفيتك لكن لانصفيك بل (نعوقك) و أطلقوا علي وابلا من الرصاص علي رجله وظل ينزف ساعات وساعات إلا أن رحل في كارو في رحلة تحكي مأساة مواطن بريء حتي وصل الحواتة في ظروف قاسية وإستمرت معاناته حتي الآن جراء مافعلوا هؤلاء الأوباش به ، حكاوي كثيرة إتسم بها واقع مر مواطني سنجة والدندر والسوكي ورحلة نزوح لم تحدث لاهلهم في التاريخ القديم
ياسادة… ويا أهل سنجة وأهل الدندر والسوكي آن الأوان أن تصطفوا لتعمير ما دمره الجنجا ، التعمير أمر فوق طاقة الولاية ولابد للمركز أن يتدخل سريعا وبالذات أن يتعجل في تأهيل مرافق الخدمات الأساسية حتي يتمكن المواطنون من الرجوع الي ديارهم
إني من منصتي أنظر….حيث أري … أن من يزور الدندر أو السوكي أو سنجة أولا يبكي علي الاطلال بإحساس الشاعر الذي أنشد: قِفَا نبكي…. ومن ثم يحرك رأسه ذات اليمين وذات الشمال تحسرا ، إذن علي والي سنار أن يكرب (قاشه) (كربة) قوية فالتعمير بالنسبة له تحدي إن نجح فيه …. سيبقي وإن فشل…. سيغادر.