ياسر الفادني يكتب في من أعلى المنصة: لِيك…. غَرَّد كلُ شَادِي
من أعلي المنصة
ياسر الفادني
لِيك…. غَرَّد كلُ شَادِي
حب الأديم هو عنوان إختاره الأديب الشاعر مبارك المغربي لقصيدته الوطنية العصماء التي يتغزل فيها عن جمال في هذه البلاد…. وما أجمل الغزل في حب جمال الوطن ، عشق خرافي عنيف… تملكه ، أرسل المفردات الجزلة وصفا في جمال ثم خصال ثم جلال وخلص هذا العصف العجيب إلى ديمومة شكل وصفه بأنه هالة من الجمال… مسترسلا أسلوب العامية السلسة راكبا سرج حصان السهل الممتنع راكضا يجول ويجول مستمتعا بمفردة مدوزنة ينظر إلى جمال لم يراه من قبل…. إلا في بلاده
أغنية حب الأديم و الأديم تعني في اللغة العربية الأرض…أغنية تعد من الأغاني الخالدة التي يعرفها كل سوداني وتلمس في مكامنه وترا جميلا طروبا وإحساسا عميقا مفعما بالوطنية الحقة ، إبن البادية الراحل الخالد فينا لحنا وعظمة وضع بصمات أنامله علي أوتار كوبليهات هذه الأغنية لحنا واخرجها شجية تتمتع برنين الجرس الطروب ، اللحن الذي أبدع فيه ابن البادية هو لحن النسق الواحد الذي يمثل دَقَةُ الإيقاع فيه عنصرا مهما مع الصولات التي تتخذ نمط الهارمونية الواحدة ولعل إبن البادية ركز علي نهاية كل كوبلي متخذا جاذبية القطبين القوية لقلب المستمع ومن ثم أذنيه ومن ثم كل أوصال جسمه تطريبا …شلت من النيل صباهو ومن جمال النيل بهاهو….لاحظ الاسترسال المومسق لحنا عندما غني : من مناظر الثغر صفحة ومن رهيد البردي لوحة …ومن نخيل الباوقة طرحة ومن مريدي السمحة اعتبار ماكان …الطبيعة حنت عليك خلدت بصماتا فيك وليك غرد كل شادي
مبارك المغربي هو واحد من شعراء بلادي وعاصر الجيل الذهبي جيل المبدعين الذين كتبوا باللغة العربية شعرا مقفا وشعرا تفعيليا وشعرا عاميا في كل منحي فيه ابدعوا وهو يتميز بلونية شعرية متفردة وواضحة المعالم العصفية مدرسته تختلف من رواد عصف شعراء الغابة والصحراء يميل دائما في كتابة الأغاني الي الجمال البلاغي يلعب بالاستعارات لعب المحترف عندما يستعرض مهاراته ويزين التشبيهات كما تزين سرادق العرس بالوان قزح الفرح …نحن سافرنا وبعدنا…ماعرفنا هواك بعدنا..كل مالاقتنا فتنة الفواد حنا ولفتنا ..وكل ما اتمناهو بسمة من ملاك اضناهو حبو الي أن قال : جينا بي لهفة مشاعر ليك تزحمنا الخواطر.. نبني مجدك يا بلادي….
إني من منصتي انصت ….حيث أستمع الآن إلى أغنية وطنية خالدة تتملك الكل حبا اذا سمعوها لهذا التراب وتدفع الحماس من أجل خدمة هذا المفدي المبجل الوطن العزيز والتفاني في إكرامه وتقديره و هو غزل مباح من طراز فريد وهو جمال لايضاهيه جمال وإن بحثنا في كل العالم عن الأجمل لا نجد الا هو ، إذن هو (دويتو ) إبداعي عظيم وفخيم كتبه صناجة من شعراء بلادي هو مبارك المغربي وضع أنامله وأداه صوتا جميلا الفنان الخالد فينا ذكري صلاح بن البادية …(ودا الغنا ….ولا بلاش) .