ابو بكر محمود يكتب في من رحم المعاناة: (وتلك الأيام نداولها بين الناس)…
من رحم المعاناة….. أبوبكر محمود……
(وتلك الأيام نداولها بين الناس)….
هذه الدنيا أمرها عجيب وغريب تتبدل المواقف والأشخاص وأن حديث دكتور التجاني السيسي عن الدور الغير أخلاقي الذي يلعبه نجل الرئيس الراحل إدريس دبي محمد كاكا ضد السودان يعيدني إلى نهايات العام ٢٠١٦م حيث اتيحت لي فرصة وبرفقة زملاء اعزاء وهم الأستاذ عبدالوهاب موسى وسيف جامع وأشرف إبراهيم إلى ولاية شمال دارفور الأمر العجيب هنا أننا رافقنا نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبدالرحمن الذي ارتمى الآن في أحضان المليشيا وصار مستشاراً لآل دقلو أنا واثنين من زملائي فضلنا التوجه لمدينة الطينة السودانية الحدودية التي لا تبعد فركة رجل نظيرتها الطينة التشادية هناك كان الاستقبال حارا من آل دوسة وبرقو حيث أكرم الزغاوة في ديارهم وفدنا في ذاك الوقت كان الضابط الإداري المهذب عمر منصور دوسة معتمداً للطينة السودانية.
تخيل أن الرجل وقف بنفسه على راحتنا ومعه شخص آخر لااستحضر إسمه.عمرمنصوروفرلنا الأغطية والبطاطين وملابس البرد من سوق الطينة التشادية لأن درجة الحرارة كانت منخفضة للغاية كنا نعبر الحدود إلى الطينة التشادية في زيارت اجتماعية وسوق المدينة باعتبار أن الطينة التشادية كانت ملاذا آمنا للاجئين السودانيين الذين فروا من نيران التمرد في العام ثلاثة وألفين ،سبحان الله هو نفس العام الذي تسربت فيه امتحانات الشهادة السودانية وبالفعل زرنا هذا المركز العلاقة مابين تشاد والسودان علاقة مصاهرة ولحم ودم لدرجة لاتحدها حدود ،في الجانب الآخر مد الرئيس الراحل إدريس دبي اياديه بيضاء وذلك من خلال حفر آبار وتشييد مساجد ومدارس لبعض القرى التي تمثل ممالكا لآل دوسة وبرقو وقد اتيحت لنا زيارة تلك القرى ولسان أهلها ينهل بالشكر للراحل إدريس دبي.
أنت في الطينة التشادية لاتحس بأنك غريب اواجنبي فالجميع هناك سواسية شريطة التقيد بضوابط الإقامة ومغادرة المدينة قبل السادسة مساء لغير اللاجئين ولنأتي إلى موضوعنا الأساسي وهو زيارة نائب الرئيس حسبو للطينة والتي لم تتجاوز الساعتان رغماً عن التجهيزات والاستعدادات التي سبقتها والكل هناك كان يمني بأن تسفر الزيارة عن بشريات من شأنها تغيير الوضع الكارثي الذي خلفه التمرد.
المهم كانت زيارة والسلام، إلا أنني وزملائي عبدالوهاب موسى وسيف جامع كان مصيرنا مجهول بعد أن تسلل ثلاثة ضباط إلى الطائرة وسافروا إلى الفاشر مستقلين مقاعدنا رغم محاولات كلا من المعتمد عمر منصور دوسة ووزير الصحة في ذلك الوقت بحر إدريس أبو قردة ولكن رب ضارة نافعة هنا تجسدت الطيبة والرجالة لأهلنا الزغاوة الذين تسابقوا في إكرامنا وكذلك أهل الطينة التشادية.
تشاد لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنفصل اجتماعياً عن السودان والعكس أيضاً فكل المنتجات والسلع الأساسية من سكر ودقيق وذرة تأتي من الخرطوم ودارفور إلى انجمينا عبر الحدود وكذلك تأتي العطور والكريمات والأجهزة الإلكترونية للسودان بعدها عالجت سلطات شمال دارفور في عهد الوالي الأسبق عبدالواحد يوسف الأمر وتم إرسال طائرة للطينة اقلتنا للفاشر ولحسن الحظ صادفنا الناشطة السياسية المثيرة للجدل تراجي مصطفى غادرنا معها إلى الخرطوم حيث كانت في زيارة لكل من جنوب وشمال دارفور وازكر أن تراجي تحدثت خلال الرحلة من الفاشر إلى الخرطوم كثيراً عن جملة من القضايا السياسية والاجتماعية.
ختاماً مات إدريس دبي وهاهو نجله يكشر عن أنيابه معايا السودان وخصص الأراضي التشادية منصة لتزويد المليشيا المتمردة بالسلاح والسماح للطائرات الإماراتية للهبوط باراضىه ناسياً علاقات المصاهرة الأزلية التي تربط بين قبائل دارفور وتشاد