رأي

محمد عبد الله الشيخ يكتب في نصف رأي: الحرب كواليس وخبايا يكشفها التحرير وفك الحصار (مكرمات وفظائع)

محمد عبدالله الشيخ

نصف رأي
لم تكن مثلها ومثل كل الحروب في تختلف في وصفها وقواعدها وحجم تأثيرها ورقعتها هكذا
تبدو الحرب التي دارت في السودان في أبريل ٢٠٢٣م غريبة وفريدة في كل تفاصيلها عبر اطوارها ومفاصلها المختلفه في جانب عناصرها البشرية ونهجهم وسلوكهم واسلوبهم القتالي وعدم التقيد بقواعد الحرب واعرفها ومحرماتها وآلتها المستخدمه كما ونوعا بما اثبت انها حرب كونية استهدفت استئصال البلاد وتغييرها جزريا علي خلفيات واسباب ومطامع اكبر من تدبير وتفكير قاعدة المليشيا المستخدمة كاداة للحرب لتقوم علي انقاضها مملكة ال دقلو الموؤدة بقدرة الله وعزيمة وقوة شكيمة المقاتل السوداني واحترافيته العالية وقدرات قيادته تفردت الحرب التي اطلقتها المليشيا بما لايحتاج لجدال تفردت حتي في ايجابياتها التي تصل الي حد الكرامات ان لم تكن معجزات تتكشف وتبرز كلما تم تحرير منطقة عسكرية او مدينة أو اقتحام موقع تتحصن به المليشيا قد يصعب حصر هذه المكرمات والغرائب علي مدي مسيرة هذه الحرب لكن لنعطي بعض النماذج فعلي صعيد الروح والعقيدة القتالية والايمان بالقضية للجنود والضباط وكل العناصر المشاركة برزت نماذج بازخة حيث غابوا عن أسرهم علي مدي واحد وعشرون شهرا كبار الضباط والقادة وضباط الصف والجنود والمتطوعين وانقطع التواصل بينهم وذويهم بسبب ما ضرب عليهم من حصار في القيادة العامة وسلاح الإشارة والمدرعات فظهروا بحمد الله وعلم أهلهم من خلال الشاشات انهم علي قيد الحياة وصل بعضهم الي بيوتهم خلسة فادهشت المفاجأة الاهل وصعب علي أطفالهم التعرف عليهم وجدوا بعض الاهل والاقارب فارقوا الحياة وتبدلت ملامح من كتب الله لهم النجاة أظهرت فترة حصار القيادة العامة وسلاح الإشارة تماسك القيادات الميدانية المتواجده مع جنودها ومدي ثقتها في قدرة الجيش علي فك حصارهم وكيف حافظوا علي الروح المعنوية وتماسك الجنود وحالوا دون انهيارهم تقامسوا معهم شح الزاد وتحملوا قطع الإمداد بما افصح عن عقيدة قتالية قوية ففي جانبها الإنساني وارتباط هذا الجيش بشعبة ليس أوضح وأدّل من قصة ذلك الطفل الذي وجده جنود سلاح الإشارة يسبح في دمائه بعد ان قتلت المليشيا والدته فاخذه الجنود ورعوه ابنا وأخ وحفيد لبعضهم علموه القراءة والكتابة وتعلم فنون البيادة والعلوم العسكرية والثبات أمام هجمات العدو والقدرة علي التعامل مع اصوات الأسلحة فكان ملهمة للثبات ودرسا لن تجده إلا في الجيش السوداني يصاب في معارك الكرامة بعض المقاتلين من الضباط والجنود ويذهبوا للاستشفاء ثم يعودون الي ساحة المعركة دون ان يذهبوا الي بيوتهم يلتفجأ الأب بلقاء إبنه والشقيق بشقيقه خلال التقاء الجيوش تتفجا أسرة رجل برتبة عميد بوصوله الي البيت بعد غياب وانقطاع التواصل والأخبار منذ بداية الحرب مشهد تكرر في مناطق وأسر لرتب مختلفة وجنود ، سقطت طائرة النقيب طيار مأذن عبدالرحيم في منطقة سيطرة العدو في الكباشي في وحل علي شاطي النيل دون ان تنفجر وتنقطع الاتصالات به وتتعدد الرويات بين اسره واستشهاده ويظهر جسمانه الطاهر بعد تحرير النمطقة وقد حفظه الله ليكرم ويواري بمقابر قاعدة وادي سيدنا العسكرية ويستشهد المجاهد خطاب اسماعيل محمد خير ويرفض شقيقه أواب الرجوع إلى أهله ويواصل القتال حتي يصاب في المعارك الأخيرة يصر الشباب الممتحنيين للشهادة السودانية علي البقاء في ساحات القتال حتي أوان الامتحانات ويودون الامتحانات بازيائهم العسكريه
اما كشف من خبايا فظائع المليشيا يشيب له الولدان حيث كنا نتوقع ان يثني مؤيدوها ويعيدهم الي صوابهم ويعتزرون للشعب وللقوات المسلحة فما زادهم إلاّ تماديا في غيهم وعقوقهم للبلاد فقد كشف امس عن جثث ١٨ طالب من طلاب الشهادة السودانية من مدينة مارنجان وجدت جثثهم متحلله في احد معتقلات المليشيا في بدروم بعمارة في مدني بعد ان عجز أهلهم في دفع فدية للمليشيا فماتو جوعا وعطشا ليلحقوا بثلاثة من معلميهم صفتهم المليشيا وهم يصحبون الطلاب في طريقهم الي مدينة المناقل لاداء الامتحانات وقد يكون المرشد عليهم حي يستمتع بأموال سحت المليشيا دون ان يطرق له جفن لكن ليس مستغربا ممن جعل المساجد وبيوت الله مكانا لممارسة الرزيلة وحفر الدخان وإلقاء المصاحف في الجولات واستخدام المساجد لعلاج مصابيهم وورش لصيانة آلياتهم كما وجد في مسجد الشيخ عبد الحي في جبره وغيره
ويكشف تحرير المدن عن وفك الحصار حجم المؤامرة والاستهداف بالأدلة الدامغة بعد القبض علي مرتزقة من جنسيات مختلفة ومخازن وتشوينات لاسلحة متطورة وعتاد هائل وتقنيات متطورة ليس للمليشيا عهد ولا قدرة لها كعربة مارسيدس عبارة عن غرفة سيطرة وتحكم لاطلاق المسيرات التي كانت تطلقها المليشيا علي اهداف مدنية في شندي وعطبرة ومروي كل ذلك يثبت حجم المخطط والاستهداف ونوعية هذه الحرب ليحسب للجيش السوداني وكل القوات النظامية وكل القوات المقاتله الي جنبها و مدي ماتحظي به من جدارة وقدرات مازالت قيد الكشف والظهور بكاملها مع دخول الحرب مراحلها الحاسمة بنهاية كابوس المليشيا ليقف العالم مندهشا فارغ الافواه احتراما وتقديرا للجيش والمقاتل والقيادة العسكرية السودانية ويرفع عاليا مكانة الجيش لدي المواطن وتقديره واحترامه لتضحياته

هذا مالدي
والرأي لكم

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى