صلاح دندراوي يكتب في نقطة ضوء: مدني… الطريق إلى التعافي..!!
مدني،،الطريق إلى التعافي..!!
صلاح دندراوي
كان إحتلال حاضرة ولاية الجزيرة مدني من قبل التمرد شوكة في خاصرة الوطن وجرح غائر جعل ينزف في بكل بقاع السودان بحكم أن الجزيرة هي صرة السودان وقلبه النابض، ومدني هي السياسة والإقتصاد والفن والرياضة والثقافة وكل جميل، لذا كان تواجده فيها يشكل كابوسا جعل الجميع يعمل لإزاحته.
ورغم أن الثمن كان غاليا مهره أرواح إزهقت، ودماء سالت، وأشلاء، وجراح، ونهب، وسلب، وإعتداءات، وإنتهاكات، إلا أن الخلاصة كانت تحرير ذاك الجزء العزيز والغالي على النفوس.
لقد جاء هذا التحرير لتكامل حي للجهود والإستراتيجيات من قمة قادة البلاد، مرورا بقواتنا المسلحة، والقوات النظامية الأخرى، والمستنفرين، وصولا إلى الشعب. كان لكل منهم دوره وسهمه لتتضافر الجهود ولينتج هذا الواقع الماثل.
ويبقى السؤال ثم ماذا بعد تحرير مدني..؟ فبمرورنا على مدني وطرقها ومؤسساتها وأحياءها رأينا كيف أن تلك المدينة قد شهدت دمارا وتخريبا للطرق والمؤسسات والمنازل والكهرباء والمياه..لم يتبق شئ..كلها خاوية مما يتطلب إعمال جهد كبير ومتضاعف ليس على مستوى الولاية فحسب بل على مستوى الدولة، وحتى الإستعانة بالأصدقاء من الدول الشقيقة والصديقة، فالدمار واسع، والتخريب كبير يصعب ترميمه وإستعادته بين يوم وليلة خاصة وأن الأمر يتوقف على الصرف والميزانيات، وكما نعلم فإن والولاية خارجة من حرب وقد فقدت كل مواردها جراء تلك الحرب.
وولاية الجزيرة كانت قد شكلت من قبل لجنة للإسناد والدعم والإعمار قبل تحرير مدني، برئاسة واحد من أكثر أهل الولاية عطاءا، وقد تجلى ذلك في كثير من المواقف قبل التحرير من فتح تكايا لإعاشة النازحين، وتسيير القوافل للقرى والفرقان ودعم حتى المجهود الحربي بالإنفاق على معسكرات المستنفرين والتعاون مع بعض المنظمات لإقامة الدورات المساندة وغيرها من أنشطة، والمطلوب منها في المرحلة المقبلة مضاعة الجهد توسيع مظلة المشاركة، ووضع الأولويات حتى تستطيع أن تفي ولو قليل من إحتياجات الناس والتي لم يترك لهم التمرد ما يبدأون به حتى حياتهم.
إن الولاية تحتاج لنفرة كبرى تغطي كل تلك الإحتياجات، فمعركة الكرامة لا تقتصر على المواجهات العسكرية فحسب بل حتى لكي تنهض لا بد لك من خوض معركة الكرامة للبناء والإعمار حتى تكتمل الصورة.
ولنا عودة…