رأي

محمد عبد الله الشيخ يكتب في نصف رأي: قحت .. تقدم من اللامتناهي الى اللا مرئي

محمد عبدالله الشيخ

نصف رأي

قحت .. تقدم من اللامتناهي الي اللا مرئي

ارتبط ظهور جماعة الحرية والتغيير في المشهد السياسي بالهلامية التي مكنتها من فرض رؤية أحادية ومارست وإقصاء وتنمر وقهر باعتبارها صاحبة الحق الوحيد في الثورة والمالك المتصرف في شئؤنها تمنح صك البراءة الوطنية من تشاء وتدين من تكره فبدا التساقط باكرا وتساقط إزاء تعسفهم وتضييقهم علي الغير تساقط اوارق قبل اكتمال نمؤها وانفتحت شهية قحت في الاقصاء واتجهوا في ذات المنحي العدواني التنمري لشريك الحكم الجناح العسكري بدات المخاشنان اللفظية وعدم احترام رزمية قيادة القوات المسلحة رئيس مجلس السيادة ومخاطبته باسمه مجرد من لقبه العسكري والسيادي والتشكيك في مواقفه هو ونائبه(عدو اليوم حليف الغد) ومضت العلاقة في احتقان وتوتر مستمر وانصرفوا كليا عن الأداء التنفيذي وبدأ التركيز علي إخلاء الساحة السياسية من اي شريك او منافس فانشطر عن قحت نصفها( الكتلة الديمقراطية ) واستمر القاء التهم جزافا بهدف الاقصاء وافرغ شعار الثورة (حرية سلام عدالة) من محتواه تماما الا علي مقاس (قحت)وما يسع جسمها وزبحت العدالة في رابعة النهار وشردت اعلي كفاءتها في الجهاز القضائي والنيابة واُُبّقي علي من ارتضوا العمل علي هوي ٌ(قحت)والائتمار بامرها وجاءت لجنة إزالة التمكين بسلطات مطلقة تتهم وتصادر وتحبس وتفصل من الخدمة بإنتقائية وترصد وتصفية حسابات دون بيّنة كافية ومثلت بعبع مخيف لكل من انعم الله عليه وذاده بسطة في ماله وممتلكاته أيناً كانت مصادرها ومضت هيبة الدولة في الضعف والهزال والتلاشي أمام سطوة وجبروت (قحت ) ثم (تقدم ) الجنين المحور وراثيا بعد مضاجعة الجامحين من الحركات المسلحة الذين قفزوا من الكتلة الديمقراطية علي وقع ما قام به رئيس مجلس السيادة من الإجراءات التصحيحة التي شهدت اكبر واشجع خطوة لرئيس مجلس السيادة بتعديل الوثقية الدستورية كتاب (قحت )الذي لاياتية الباطل من بين يديه ولا من خلفه وشطب اسم (الحرية والتغيير ) وذهبت هيمنتها التي طفقت تبحث عنها فجادت عبقرية من يخططون لها ويرسمون لها فاستوردوا باعتراف اهل القانون الاتفاق الاطاري سيء الذكر مقطوع الطاري الطعم الذي ابتلعه قائد المليشيا (نائب الرئيس) واوقعه في المصيدة ثم المهلكة وزينته له (تقدم )و(الثلاثية ) ومضي في تبنيه بعد ان راي فيه المشروع الذي يغازل حلمه بالانفراد بالسلطة وميلاد مملكة ال دقلو ومضت به الامور الي انسداد افق التفاهم مع رئيس مجلس السيادة وصعدت التهديدات وتصاعدت وبدا التلميح بالحرب وتحدي الجيش بالهيكلة والمغالاة والتلكو في ادماج قوات الدعم السريع وتحديد عشر سنوات لميضي الافق في الانسداد ويتطاول قائد ثاني المليشيا علي القائد العام بما لم يحدث في تاريخ القوات المسلحة وقحت تصفق لهذ الهدف بنشوة بعد ان رات اقتراب نشوب الفتنة ونجاح مخططها واستمرت في صب الزيت علي النار حتي نشب الحريق وقامت الحرب علي حين غرة والجيش لم يكن في جاهزية لخوضها وكانت الغرفة المشتركة(قحت المليشيا) تنتظر رفع خبر الاستيلاء علي القيادة العامة وقبض القائد العام او قتله لتزيع بيانها ولكن جاء الفداء والبطولة من خمسة وثلاثون من الحرس الرئاسى افشلوا المخطط وحموا القائد العام وطال انتظار المليشيا وحاضنتها السياسية وكفيلها الخارجي وليُّ نعمتها من الساعات التي مازالت تطول بهم ومضي ليلها في التطاول وهي تحشد وتتلقي الدعم بكل أنواعه بتدفق هائل في مقابل مايشهده الجيش من حصار وحجب للدعم بكل اشكاله إلاّ عزيمة رجاله وثقتهم بالله وبانفسهم فمضت المعادلة في اختلال القوي المادية والبشريه ومع انتشار رقعة سيطرة المليشيا في الولايات تطلق (قحت ) دعوة حق تريد بها باطل تنادي بالتفاوض ووقف الحرب حتي جاء اتفاق جدة حائط اصطدمت ورطمت عنده مطامح المليشيا وعقبة كوؤد صعب المرور فوقها وتدبير مكير من مفاوض الحكومة قطع ألسِنة الداعين لوقف الحرب ولما رأووا في اتفاق جدة نهاية حتمية للمليشيا ومشروعهم طفقوا يكيلون الاتهامات للجيش بالابادة الجماعية تارة والتصفية العرقية تارة اخري وقتل المدنيين ثالثة وجيش الاخوان والفلول غاضين الطرف عن كل فظائع المليشيا وانتهاكاتها ضد المدنين مع بحثهم عن منقذ يعيد الروح للمليشيا وينقذها من ورطة جدة فجاءت باريس وبالا عليهم وطافوا الدول الأفريقية برفقة ربوت الهالك يحشدون المواقف ويشترون الزمم الرخيصة ثم حشدوا لجنيف بأنها الفرصة الأخيره للبرهان والجيش او مهلكة العقوبات ثم تتالت المحاولات عبر جلسات مجلس الامن والامم المتحدة بالدعوة لحظر طيران الجيش السوداني وحظر السلاح والتدخل بالبند السابع وادخال قوات دولية كل هذا والبرهان يتبادل الدور بتسيق وتناغم مع نائبه مالك عقار الرجل المفاجاة غير السارة للمليشيا يؤكد بتصريحات ساخرة قوية علي رفض اي تفاوض لايحترم سيادة الدولة(لا جدة ولا جدادة)يلقن مبعوثي بريطانيا واميريكا دروس العزة والسيادة ويفضح كذب دعوتهم وتباكيهم علي الديمقراطية ومضي تناغم المواقف بين الدبلوماسية لبعثة السودان في مجلس الامن ولامم المتحدة والحكومة علي مستوي رئيس مجلس السيادة ونائبه والسودان يسقط كل المخططات عبر الفيتو باصوات الحلفاء والاصدقاء مع تحول كبير في معادلة الحرب لصالح الجيش السوداني والقوات المشاركة معه وتساقط المليشيا وقادتها وتسرب مواقع السيطرة من بين يديها حتي اذا استياست (تقدم) من النصر المزمع للمليشيا واقتراب نهايتها تتبعه فضيحة السلطة المدنية التي لم تكن لها رائحة ولا طعم لايهش ولاينش رؤساءها في مهد تجربتها في الجزيرة ودرافور وليس لهم قول ولا إمرة علي عصابات جند المليشيا برزت فكرة نفخ الروح في رمادها واعلانها كحكومة موازية اختلف في اماكن وجودها قبل الاختلاف عليها في حد ذاتها لتذهب تقدم اثر ذلك الي انشطار جديد ليتجزأ المجزي وتنشطر الاميبا حتي تمضي ان لاتري بالعين المجردة للفعل والوزن السياسي المؤثر. مابين مؤيد لقيام حكومة موازية ومعارض لها ليتنهي زواج المتعة بينهما وتبقي مجموعة اخري تنتظر مصيرها في مضاجعة حلمها المستحيل

هذا ما لدي
والرأي لكم

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى