أحمد حسين يكتب في نافذة أمان: سودان مابعد الحرب… لقد جرت مياه كثيرة من تحت الجسر !!!
![](https://sudanpower.net/wp-content/uploads/2024/10/Untitled-1-1-768x293.jpg)
مع بشريات النصر المتوالية والمتواترة في كل لحظة وحين؛ ومع الإحساس الجديد بالعودة إلى الديار في كل بقاع وطني العزيز الذي مزقته أيادي الغدر والخيانة والتآمر الدولي والإقليمي والعالمي؛ مع هذا الإحساس المتدفق وطنية وحب للبلد وللوطن وللديار وللعمل تشرئب اسئلة إلى الأذهان وسط الركام والضياع وغياب الأحبة الذين فقدناهم في فترة الحرب والنزوح واللجؤ والسؤال فحواه هل نعود للعمل ولديارنا واعمالنا على مستوى الدولة والمجتمع هكذا بدون ان تطرا تغيرات جذرية في حياتنا ؟
لابد أن نستفيد من تجربة الحرب المريرة في كافة مستويات حياتنا؛ نتعرف على الأسباب الني أدت لاندلاع الحرب فيما يتعلق بعلاقاتنا الإجتماعية والثقافية والسياسية؛ نتعرف على كل من خان السودان وأورد أهله المهالك؛ أمثال هؤلاء المجرمين ينبغي أن لاتكون لهم مكانة في الوسط السياسي والاقتصادي والاجتماعي؛ هذه الظروف محصت كل سوداني وأظهرت كل معادن الرجال؛ فلاتهاون بعد اليوم مع كل عميل وخائن مأجور بأن يتحدث عن السودان السودانيين لأن هذا التهاون دفع ثمنه شعب السودان حربا وتشريدا وقتلا ونزوحا وابتعاد عن أرض الآباء.
إن لم تستفد من تجربة الحرب فإننا سنقع يوما ثان قادم في شرك مصيدة الخيانة وبيع الأوطان ويتكرر ذات المشهد والسيناريو.
يجب ان يكون هنآك إمتحان مؤهل لقيادة البلاد والاوطان لكل من يريد أن يتقدم الصفوف؛ إمتحان وطني حقيقي يعتبر بمثابة صك أمانة وطنية ومسئولية اجتماعية أولا قبل أن ننظر للمؤهل الوظيفي.
يجب ان يخضع كل متقدم لوظيفة عامة ولموقع إدارة في الدولة للتدريب أولا على حب الوطن وترابه ويعرف حقيقة معنى وطن وأمة وبلد حتى لا يبيع بلده في أول صفقة تعرض له؛ يجب أن يعلم أن الوطن دونه المهج والأرواح؛ ويعلم أن الوطن هو الشي الوحيد الذي لايمكن بيعه ولو بملء الأرض ذهبا.
اما من النواحي الإجتماعية والثقافية فيجب أن يعلم السودانيون بكل سحناتهم وقبائلهم أن الوطن فوق الجميع لكل قبيلته لكن كلنا سودانيون ولعل ماظهر خلال الحرب من تلاحم للشعب مع بعضه ومع جيشه أكبر تأكيد على ماندعو من ترابط واخاء.
عندما تضع الحرب أوزارها يجب أن لأ نتهاون في تطبيق مثل هذه المعاني وإلا فإننا نبدأ في التمهيد لحروب أخرى قادمة لاتبغي ولا تذر.